صحافة إسرائيلية

جيش الاحتلال يرفع حالة التأهب.. يتوقع ردا قريبا من حزب الله

تقدر أجهزة الاحتلال الإسرائيلية أن "الليلة سيحاول حزب الله الانتقام لمقتل أحد عناصره بسوريا"- جيتي

كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي برفع حالة التأهب على الحدود الشمالية، خوفا من عملية ينفذها حزب الله اللبناني.


وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية في تقرير لها، أن "الجيش الإسرائيلي يعتقد أن حزب الله سيحاول الرد على مقتل عناصر التنظيم في سوريا يوم الأربعاء".


وتقدر أجهزة الأمن الإسرائيلية، أن "الليلة (الجمعة) سيحاول حزب الله الانتقام لمقتل أحد عناصر التنظيم في هجوم نفذ في سوريا ونسب إلى إسرائيل".


وبناء على التقديرات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، "سيتم حظر عدد من المحاور التشغيلية لحركة المرور العسكرية، وفي عدد قليل من الطرق المحلية من المتوقع أن يتم حظر المرور، دون فرض قيود على النشاط المدني في الشمال".

 

مخطط الهجوم


ونوهت الصحيفة، إلى أن "الجيش الإسرائيلي يعتقد أن مخطط الهجوم المخطط له غير معروف في هذه المرحلة، لكن إمكانية إطلاق نيران مضادة للدبابات على قوات الجيش يتم النظر فيها أيضا"، مشيرة إلى أن الجيش يحمل الحكومة اللبنانية إضافة إلى حزب الله، المسؤولية عن أي عملية ينفذها الحزب.

 

اقرأ أيضا: رئيس الأركان الأمريكي يصل إلى تل أبيب ويلتقي قادة الاحتلال


وعن إطلاق النار الذي وقع على الحدود السورية الجمعة، أوضحت أن "الجيش الإسرائيلي يأخذ الأمور على محمل الجد، والمسؤولية عن العمل تقع على عاتق سوريا".


وفي وقت سابق اليوم، التقى قائد المنطقة الشمالية بجيش الاحتلال، أمير برعام، برؤساء السلطات في الشمال وتحدث معهم عن الوضع، وقال: "مهمتنا الرئيسية؛ الحفاظ على أمن سكان الشمال"، بحسب قوله.


وفي سياق متصل، أكد قائد المنطقة الشمالية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن حزب الله يعمل على "تسخين" الوضع مع "إسرائيل"، في إطار استعداده لتنفيذ "عملية محدودة"، في الوقت الذي تأثر فيه من "الحرب السرية" التي تديرها "تل أبيب" ضد طهران.


ونوهت صحيفة "هآرتس"، في تقرير مطول للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، إلى أن لبنان يمر بأزمة داخلية متصاعدة، و"هزة اقتصادية شديدة تضع علامات استفهام حول أبسط الأنشطة اليومية"، معتبرة أن "التوتر في لبنان يضع حزب الله في وضع غير مريح، في الوقت الذي يتعرض فيه الحزب لأضرار غير مباشرة من المعركة السرية التي تديرها إسرائيل ضد إيران".

 

تقديرات إسرائيلية


وفي هذا الأسبوع، قتل أحد عناصر الحزب في قصف نسب لسلاح الجو الإسرائيلي بالعاصمة السورية دمشق، وبحسب الصحيفة يستعد الجيش إلى "إمكانية رد محسوب" من قبل حزب الله، استنادا لتصريحات سابقة لأمين عام الحزب حسن نصر الله، التي هدد فيها "بترسيخ معادلة ردع مع إسرائيل، والرد من لبنان على قتل أي من عناصره في سوريا".


ونشر جيش الاحتلال أمس، كتيبة من لواء "غولاني" على طول حدود لبنان، والتقدير في "تل أبيب" أن "حزب الله ينوي القيام بعملية محدودة ترسل رسالة لإسرائيل دون جر الطرفين لتصعيد شامل".


وأكدت "هآرتس"، أن "تقاطع الأحداث الأخيرة؛ وحديث إيران في الخلفية عن تخريب إسرائيلي في المنشأة النووية في "نطنز" يزيد العصبية الإقليمية، ويبدو أن الأمر الأخير، الذي يعني نصر الله الآن هو مواجهة عسكرية، مع انهيار اقتصاد لبنان، بتوجيه النار نحو إسرائيل، وهذا ليس بالضرورة المخرج المرغوب فيه من الأزمة".


قائد المنطقة الشمالية بجيش الاحتلال، أمير برعام، أوضح لـ"هآرتس"، أن "ما يميز الفترة الحالية في المنطقة بشكل خاص، عدم الاستقرار الذي ازداد بسبب اغتيال أمريكا للجنرال قاسم سليماني، والأزمة الاقتصادية الشديدة في لبنان وسوريا، وضرب كورونا لدول المنطقة".

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: حزب الله يجهز لرد.. وأزمته بلبنان قد تطالنا


ولفت برعام، أن "الوضع الاقتصادي الأسوأ في لبنان، يقترب من فترة الحرب الأهلية في منتصف السبعينيات"، مضيفا: "لبنان في شرك حقيقي تحت عقوبات خارجية آخذة في التشدد، الذي ينبع من خطوات أمريكية ضد إيران وسوريا، إضافة لعدم ثقة المؤسسات الدولية بالاقتصاد اللبناني، وهذا يشير إلى أن السنة القادمة ستكون مصيرية بالنسبة للبنان، ويمكن أن تؤدي إلى التفكك وعدم القدرة على سداد الدين".


وبحسب مزاعم برعام، "يواجه حزب الله أصعب أزمة في حياته"، منوها أن "الحزب اليوم، هو جزء مهيمن في الحكومة اللبنانية، ورئيس الحكومة حسان ذياب، ليس أكثر من دمية تتصرف حسب توجيهات نصر الله؛ الذي يجد صعوبة في فصل نفسه عن الأزمة، في حين طهران غير قادرة على مساعدة الحزب ماليا بنفس المستوى السابق".


وبشأن هذا الواقع الصعب في لبنان، قال قائد المنطقة الشمالية: "يمكن أن يتطور سيناريو يحاول فيه نصر الله توجيه أصابع الاتهام لإسرائيل، ويسخن الوضع معنا، وهو يقوم بذلك الآن، ويوجد في نقطة حاسمة".

 

أفضلية حزب الله


وقدر برعام (50 عاما) والذي تولى منصبه في نيسان/أبريل 2019، أن أي "تفكك داخلي في لبنان سيكون خطيرا، ففي الأشهر الأخيرة وجدت ظاهرة جديدة لمواطنين من السودان يتسللون إلينا من لبنان، وفي حال استمر هذا الوضع، ليس فقط السودانيين الذين سيحاولون اجتياز الحدود".


وبرغم الأزمة الاقتصادية التي في لبنان، أكد برعام، أن "حزب الله لم يتنازل عن استثمار موارده في وحدات النخبة لديه (قوة الرضوان)، ولم يتنازل عن مشاريع دقة الصواريخ".


وبحسب الصحيفة، فقد أعرب عن إعجابه بـ"التجربة العملية التي راكمها مقاتلو حزب الله في سوريا، تعلموا الانتقال من وضع الدفاع الثابت إلى مناورة هجومية"، مضيفا: "الحزب يتحدث عن هجمات في مدننا وإخلاء مستوطنات تحت النار، وهذا يمكن أن يحدث، ونحن نتعامل بكل جدية مع خططهم ونستعد لها".


وتابع القائد الذي شارك في عملية "السور الواقي" بالضفة: "التدريبات التي تجريها وحداتنا أكثر صعوبة وأكثر تطلبا من أجل مواجهتهم، ولكن يجب علينا أن لا نخوف أنفسنا"، منوها أن "حزب الله سيحاول في الحرب احتلال مواقع والوصول إلى الصفوف الأولى للبيوت في المستوطنات، ولكن لن يكون هناك أي احتلال للجليل، فنصر الله؛ هو بطل العالم في الحرب النفسية، لكنه لا يعرف جيدا نسبة القوة الحقيقية، والضرر الذي سيصيبه سيكون أكبر بكثير مما يمكن أن يسببه لنا".


وذكر أن "أفضلية حزب الله في تنظيمه العسكري ستكون كارثته، وكل بيت تخرج منه وحدة "الرضوان" أو تطلق منه النار سيتم قصفه"، لافتا أنهم "إذا حاولوا العمل، فلن نجلس مكتوفي الأيدي وننتظر إلى أن يصل رجال "الرضوان" إلى شلومي (مستوطنة في الشمال)".


ورأى برعام، أن "أي تقدير استخباري زائد هو سيئ مثل الاستخفاف، أنا أنظر إلى التهديد بشكل واقعي وأستعد لذلك، ونستعد لوضع فيه لن يكون لدينا ما يكفي من المعلومات ونتفاجأ، علما بأن الاستخبارات لدينا جيدة، وأنا لم أكن هادئا في أي وقت، حتى لو كانت لدينا جميع المعلومات؛ ربما كانت تقديراتنا خاطئة".