ملفات وتقارير

روسيا تكثف اجتماعاتها بأطراف سورية معارضة.. عن ماذا تبحث؟

أشارت أوساط سورية إلى احتمالية قيام روسيا بعقد مؤتمر وطني سوري- الأناضول

بعيدا عن الشق العسكري، تسعى روسيا إلى تفعيل المسار السياسي في سوريا، وذلك بهدف الخروج من حالة الاستعصاء السياسي التي تواجهها في الملف السوري.

ويبدو أن المخاوف الروسية قد اتسعت بعد سريان قانون "قيصر" الأمريكي لحماية المدنيين في سوريا، وما يؤكد ذلك، اللقاءات التي تعقدها روسيا مؤخرا مع جهات وهيئات سورية معارضة ومحايدة.

فخلال الشهر الماضي، اجتمع مسؤولون روس مع أطراف كردية، ومع الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب، وكذلك مع شخصيات علوية مقيمة خارج سوريا، بهدف الاستماع إلى الآراء المختلفة.

وفي خضم التطورات هذه، أشارت أوساط سورية إلى احتمالية قيام روسيا بعقد مؤتمر وطني سوري، للعمل على مناقشة المرحلة الانتقالية، وتطبيق القرار الأممي 2254.

وحول ذلك، قال الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي، رائد جبر: "منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، وروسيا منفتحة في الحوار مع كل الأطراف السورية، حيث تحاول أن تظهر دائما بموقف المستمع".

وأضاف لـ"عربي21" من موسكو، أن ما يحدث الآن من لقاءات بجهات مختلفة، هو جزء من الموقف الروسي ذاته، أي لا زالت روسيا تستمع على التساؤلات التي تطرحها هي على جهات مختلفة.

 

اقرأ أيضا: "الحكومة المؤقتة": "قيصر" سيجبر الأسد على حل سياسي

اللجنة الدستورية أولوية روسية

وحسب جبر، فإن هذه اللقاءات لا تعبر عن تغيير في الرؤية الروسية للحل في سوريا، مضيفا: "الأولوية الروسية اليوم لتفعيل عمل اللجنة الدستورية، وإلى جانب ذلك هناك قناعة روسية شبه راسخة بضرورة المضي في العملية السياسية وفق القرار الأممي 2254".

وقال إن "روسيا مصرة على تطبيق القرار الأممي بكل بنوده، من العملية الدستورية، إلى الانتخابات، وصولا إلى المسار السياسي".

إيجاد الأرضية للحل السياسي

ومتفقا مع جبر، اعتبر المحلل السياسي المختص بالشأن السوري، بسام البني، أن الغاية من كل التحركات الروسية الأخيرة، هي إيجاد الأرضية المناسبة لتنفيذ الحل السياسي في سوريا، وفق القرار الأممي 2254.

وأضاف لـ"عربي21"، أن أي لقاء تعلن عنه روسيا، يصب في خدمة ذلك الغرض.

وفي تفسيره لكثرة التحركات الروسية، قال البني: إن "موسكو وصلت لقناعة بأن سياسات النظام السوري المتحجرة والمتكلسة، لن تخدم تحريك الحل السياسي، في حين أن هناك شبه إجماع دولي على تمرير الحل السياسي في سوريا".

وتابع بالإشارة إلى تزامن ذلك مع دخول قانون "قيصر" حيز التنفيذ، وقال: "لا بد من وجهة نظر روسيا أن يتم تسريع الحل السياسي، وهذا ما تحاول القيام به".

هل من رسائل للأسد؟

وثمة رسائل غير مباشرة تريد موسكو إيصالها لنظام الأسد، وذلك من خلال تكثيف اللقاءات بجهات معارضة، لدفع الأسد إلى إبداء ليونة في المسار السياسي، بحسب مراقبين.

 

اقرأ أيضا: قمة لأردوغان وبوتين وروحاني لبحث الملف السوري "عن بعد"

وفي هذا الصدد، قال رائد جبر، إن الاستياء الروسي من عرقلة النظام لعمل اللجنة الدستورية أمر واضح، مضيفا: "كذلك روسيا ممتعضة من السياسات الداخلية للنظام السوري، وتحديدا الاقتصادية منها".

واستدرك: "لكن ذلك، لا يعني أن هناك تغيرا جذريا في الموقف الروسي من بشار الأسد، بل هناك محاولات روسية لممارسة تأثير أكبر على سياسات النظام، وهذا ما أكدته خطوة تعيين روسيا مندوبا رئاسيا لها في سوريا".

وأنهى جبر: "لدى الروس رغبة بتغيير نظم الفساد داخل النظام، لأنها تعرقل انطلاق عملية إعادة الإعمار، إذ تحد من رغبة الأطراف الدولية والإقليمية بالانخراط  في سوريا". 

والثلاثاء، أقر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فرشينين، بتأثير عقوبات قيصر الأمريكية على الاقتصاد السوري بشكل كبير، معتبرا خلال مشاركته في مؤتمر "بروكسل4"، أن العقـوبات الأمريكية في إطار "قيصر" من شأنها شل الاقتصاد السوري، والضرر بالمواطنين العاديين.


وقال فرشينين إنه من المفترض أن يهدف هذا القانون والعقـ.ـوبات إلى حماية السكان المدنيين في سوريا، لكنه في الواقع يشل الاقتصاد السوري، ويضرب السوريين العاديين.