نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا، للويز تايلور، محررة الشؤون الرياضية في شمال شرق بريطانيا، قالت فيه إن الحرب التي تخوضها السعودية بالوكالة ضد قطر، وضعت الدوري الإنجليزي الممتاز (بريميير ليغ) أمام معضلة دبلوماسية، بعد فتح ملف شراء الرياض لنادي نيوكاسل.
وقالت تايلور في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إن حلم مشجعي النادي بالعودة إلى دوري الأبطال في حال تمت الصفقة نهائيا مع الهيئة العامة للإستثمار السعودية، يتقاطع الآن مع الحساسية السياسية التي نجمت عن تمويل السعودية لعملية الإستحواذ ما أدى إلى توقف الملف حتى الآن.
وتقول إنه بنظرة سريعة إلى عناوين الأخبار، سنجد أنه بات من السهل الإفتراض أن العلم السعودي كان سيرفرف على ملعب سانت جيمس بارك، بذات الوقت الذي تسمر فيه مشجعو النادي أمام تكهنات حول وقوف فيليب كوتينيو وهاري كين وغاريب بيل وكاليدو كوليباي أمام يافطة "بيع" التي علقت على جدار النادي.
وتضيف الكاتبة بأن النكتة توقفت حول خروج رجل الأعمال أشلي الذي قاد النادي مدة 13 سنة بائسة والاحتفاء باستحواذ السعودية التي عرضت 300 مليون جنيه استرليني، حيث مضى شهران على تعليق يافطة "بيع" ورغم تبادل العقد وتلقي أشلي 17 مليون جنيه مودعة في البنك وغير قابلة للرد فلا يزال رجل الأعمال يملك مفاتيح سانت جيمس بارك.
فيما حل محل النقاش الحماسي حول ملاك النادي الجدد وهم مجموعة فيها هيئة الإستثمارات العامة السعودية والميلياردان روبن والممولة اماندا ستيفلي الترقب والقلق.
ويشير المقال إلى أنه وبعد ثمانية أسابيع من قيام الدوري الممتاز بفحص الملاك والمدراء، إلا أن مدراء "بريميير ليغ" لم يوقعوا بعد على العقد، ولا يزال ستيف بروس وباستحقاق مدير نادي نيوكاسل الذي أصبح بيدقا كما يظهر في حرب السعودية بالوكالة ضد قطر.
ففي عام 2017 قامت مع الإمارات العربية والبحرين ومصر بقطع كل العلاقات مع قطر بسبب مزاعم دعم الجماعات المتطرفة والتدخل في الشؤون الداخلية لجاراتها.
اقرأ أيضا : نيوستيتمان: لماذا وافق مشجعو نيوكاسل على بيعه للسعودية؟
ووصلت تداعيات هذه الحرب بين تلك الدول وقطر، إلى غالو غيت (المنطقة المحيطة بسانت جيمس بارك) وبات الجورديز (لقب يطلق على أي شخص من منطقة تاينسايد في شمال- شرق إنكلترا) الذين يخشون من أن حلمهم بالعودة إلى دوري الأبطال هو مجرد وهم قاتل.
وتشير الكاتبة إلى أن مصادر مقربة من النادي تقول، إن الصفقة ليست إلا مجرد "بصم" وستتم في الأسبوع المقبل أو بعده.
وتقول إن فحص المدراء والملاك لم يصمم لزمن تتسابق فيه القوى الدولية على شراء النوادي الإنجليزية لتحسين صورتها، وعليه فسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان وجريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي تظل خارج صلاحيات الدوري الممتاز.
ولكن القرصنة على المباريات تظل أمرا مختلفا، وكما كشفت الصحيفة أول مرة في تقرير شون إنجل، فقد تلقى الدوري الممتاز نسخة متقدمة من تقرير منظمة التجارة العالمية والتي ربطت بشكل مباشر بين الحكومة السعودية وقناة القرصنة "بي أوت كيو" والتي قامت ببث مباريات الدوري الممتاز التي اشترت حقوقها مجموعة بي إن القطرية.
وتقول مصادر مقربة من الجهة التي ستشتري النادي إن موضوع القرصنة لم يكن محل "محاذير خطيرة" خلال الإستفسارات الشاملة التي قام بها محامو الدوري الممتاز.
ويقولون إن هناك فصلا بين هيئة الإستثمار العامة والحكومة، وإن بدا الأمر كخلاف لغوي، ويقولون إن أي شخص سعودي يقوم الدوري الممتاز بفحصه لا يمكنه منع عمليات سرقة المباريات، ولكن النقاد يواجهون هذا الكلام بالقول إن المسؤول العام عن هيئة الإستثمار العامة هو ولي العهد محمد بن سلمان.
وتضيف الكاتبة أن قناة "بي إن" القطرية تحتفظ بحق بث المباريات لمدة 3 سنوات بعد عقد مع المؤسسة البريطانية بـ 500 مليون جنيه استرليني، بالتالي يصبح الموضوع حساسا.
وقالت: "وسط كل هذا سيجد مدير الدوري الإنكليزي ريتشارد ماسترز نفسه وسط أزمة لا يمكنه الفرار منها، ففي أي اتجاه سيواجه تداعيات سلبية، فلو رفض العرض وما يحمله من أخبار للمشجعين فقد تقوم هيئة الإستثمار العامة بالإعتراض قانونيا، وفي حالة أمضى العقد فإنه كمن عض اليد التي تطعمه، وهي بي إن القطرية.
نيوستيتمان: لماذا وافق مشجعو نيوكاسل على بيعه للسعودية؟
WP : الرأسمالية السعودية الكارثية تصل إلى "هوليوود"
الغارديان: جنكيز تناشد رابطة الدوري وقف بيع نيوكاسل للرياض