ملفات وتقارير

"بني وليد".. حرب مستمرة لاستنزاف حفتر خلف الخطوط

سلاح الجو الليبي يركز ضرباته على قوافل الإمداد القادمة لمليشيات حفتر في ترهونة- بركان الغضب

بينما يستعر القتال بين الجيش الليبي، ومليشيات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر على الجبهات والمحاور حول العاصمة طرابلس، تدور حرب استنزاف أخرى على بعد عشرات الكيلومترات، وتحديدا في مدينة بني وليد (180 كم باتجاه جنوب غرب)، تستهدف قطع الدعم والإمدادات عن "ترهونة"، آخر ما تبقى لحفتر من معاقل مهمة في الغرب الليبي.


وركز طيران الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا مؤخرا ضرباته على قوافل الإمداد القادمة لمليشيات حفتر المحاصرة في مدينة ترهونة، ونظرا لأهمية الطريق الاستراتيجي بين الجفرة (600 كلم جنوب شرق طرابلس) وبني الوليد، وترهونة (88 كم جنوب)، تترصد طائرات الوفاق قوافل الإمدادات المختلفة، وأجهزت على العديد منها خلال الأيام القليلة الماضية، ما تسبب في أزمة خانقة لقوات حفتر. بحسب مسؤول ليبي.

وأعلن سلاح الجو الليبي ضرب عدد من الآليات وشاحنات إمداد لمليشيات حفتر عبر الطريق الرابط بين الشويرف وبني وليد.

 

اقرأ أيضا: "الوفاق" تقصف تعزيزات متجهة إلى قوات حفتر بترهونة (شاهد)

وشكلت مدينة بني وليد منذ الهجوم على طرابلس قبل نحو عام، قاعدة إمداد خلفية لمليشيات حفتر في ترهونة، سواء بالمؤن أو السيولة المالية والوقود، فضلا عن استقبال جرحى حفتر، لكن خط الإمداد هذا زاد أهمية، عقب سقوط مركز القيادة الرئيسي لحفتر في غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، بيد الجيش الليبي العام الماضي. 

بدوره، أكد المتحدث باسم قوات عملية بركان الغضب مصطفى المجعي، لـ"عربي"21 ، أن الطريق الواصل بين الجفرة وبني وليد وترهونة صنفته قوات الجيش على أنه منطقة عمليات، وشرعت باستهداف الإمدادات المارة عليه والقادمة لقوات حفتر.


وأوضح المجعي مسار قوافل الإمداد والعتاد قائلا: "بداية يجب أن نوضح أن الدعم لمليشيات حفتر والمتمثل في المرتزقة والأسلحة والذخائر والعربات العسكرية، تأتي جوا من الإمارات وبرا من مصر إلى قاعدة الخادم (تسيطر عليها الإمارات) في الشرق الليبي، ومن هناك تأخذ مسارها البري إلى منطقة الجفرة وسط ليبيا، ثم إلى الشويرف ومنها إلى بني وليد وأخيرا ترهونة".

 

اقرأ أيضا: الوفاق تعرض مشاهد جوية لقصف إمدادات لحفتر (فيديو)

وشدد على أن هذا الخط "أُجبر عليه حفتر، بعد تحرير مدينة غريان منتصف العام الماضي، ولذلك اعتبر هذا المسار منطقة عمليات عسكرية، وبدأت قواتنا الجوية في استهداف الإمدادات كافة".
وأضاف: "للمفارقة، فإن هذا المسار يستعمله كذلك مهربو البشر والوقود وكذلك فلول داعش، ومن ثم فإن العملية العسكرية تستهدف كل هؤلاء".


وأكد المجعي أن "العملية تأتي أكلها وساهمت بشكل كبير جدا في تحييد عدد كبير من المليشيات والمرتزقة، إضافة إلى إمدادات الوقود والذخائر، وهذا ما جعل حفتر في الأسابيع الأخيرة يرسل المدعو محمود الورفلي (ضابط تابع لحفتر ومطلوب للجنائية الدولية)، في محاولة لاستقطاب عصابات التهريب في تلك المناطق لمساعدته في تمرير الإمدادات".