ملفات وتقارير

مراقبون يقرأون أسباب إهمال نظام السيسي للعالقين بالخارج

مواقع التواصل الاجتماعي غصت بكثير قصص عن هموم وآلام العالقين وشكواهم إهمال حكومتهم- جيتي

عبر عدد من المراقبين عن استغرابهم من آلية التعامل مع المصريين العالقين بالخارج، من طرف الحكومة المصرية، مؤكدين في تصريحات لـ"عربي21"، أن ما يحدث يؤكد منهجية نظام السيسي في إذلال المصريين سواء بالداخل أو بالخارج، على حد تعبيرهم.

 

وكان البنك المركزي المصري أصدر بيانا مؤخرا ،أكد فيه على أن تحويلات المصريين العاملين في الخارج ارتفعت في كانون الثاني/يناير، وشباط /فبراير  الماضيين، بنسبة 33.6 بالمئة، على أساس سنوي لتبلغ نحو 5.2 مليار دولار.

وقال البنك كذلك إن تحويلات المصريين من الخارج، بلغت في أول شهرين من العام الماضي 3.9 مليار دولار، أي أن التحويلات زادت في "يناير وفبرايرط" من العام الجاري بواقع 1.3 مليار دولار.

وأوضح المركزي المصري في بيانه، أن التحويلات ارتفعت خلال يناير الماضي بنسبة 27.8% على أساس سنوي إلى نحو 2.6 مليار دولار مقابل 2.1 مليار دولار تقريبا قبل عام، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز".


اقرأ أيضا :  سحل مواطن مصري بالسعودية طالب بالعودة لبلده (شاهد)


وعلى الرغم من هذه الأرقام، إلا أن الحكومة المصرية تعنتت وما تزال في توفير سبل نقلهم بعد أن تقطعت بهم السبل في الخارج، تماما كما حدث بالكويت مؤخرا، حيث برزت المماطلة من جانب الحكومة المصرية في إجلاء المصريين العالقين، ما جعلهم يقومون بمظاهرات احتجاجية، على اثرها تم نقلهم إلى مصر لكن على نفقة الحكومة الكويتية طبقا لمصادر مصرية .

 

تناقص 

وكانت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج نبيلة مكرم، قد صرحت أن الحكومة والوزراء  "شغالين على العالقين فى كل الدول وهناك تكليف من رئيس الوزراء بعودة العالقين بالخارج قبل عيد الفطر"، لافته إلى أنه سيتم خلال الفترة المقبلة تكثيف رحلات الطيران وتواصل مع السفارات والقنصليات.
 
وتابعت الوزيرة " بطمن كل العالقين أننا سنعيدهم جميعا"، مضيفة "اللجنة اشتغلت في صمت وبالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة وبالتنسيق مع الدول الأخرى فيما يتعلق بهبوط الطائرات المصرية لنقل العالقين".


خليط من التعمد وسوء الإدارة 

وفي تعليقه على ما سبق قال مدير مركز" تكامل مصر" للدراسات، مصطفي خضري أن النظام المصري يتوقع أن يحدث تباطؤ للاقتصاد العالمي نتيجة لأزمة كرونا، ما يعني الاستغناء عن الكثير من العمالة المصرية العاملة بالخارج، لذلك سعى النظام المصري إلى عرقلة رجوع العمالة حتى يجبرهم على البقاء في البلدان التي كانوا يعملون فيها لضمان تدفق العملة الصعبة ولو كان وجودهم غير شرعي".

 

واضاف خضري لـ"عربي21"، أنه فضلا عن أن ما يجري يمكن أن يكون نوعا من الابتزاز ،لكنه أيضا محاولة لعرقلة خروج العمالة المصرية من هذه الدول، حتى لا ترتفع نسب البطالة بشكل يزعزع استقرار كرسي الحكم، فنظام الجنرال السيسي يخشى من ثورة جياع لا تستطيع آلته الإعلامية إعادة توجيهها، ولا آلته القمعية السيطرة عليها".

وأكد على أن ما يجري مع المصريين بالخارج "خليط ما بين التعمد الذي يكمن في التنصل من مسؤولية النظام عن مواطنيه في الداخل والخارج ،ومحاولة إلقاء مسؤوليتهم على الدول التي يعملون بها، وأيضا لسوء في إدارة الأزمة".


و حول شعور المواطن المصري بالخارج بقيمته قال:"هذا لن يحدث إلا عندما يشعر المواطن في الداخل بقيمته، وكلاهما لن يشعر بذلك إلا إذا كان النظام الحاكم جاء باختيار شعبي حقيقي ونزيه، في تلك الحالة فقط سيسعى هذا النظام المنتخب إلى تلبية احتياجات مواطنيه والاهتمام بهم وحفظ كرامتهم".

منهجية الإذلال والتعنت 
أما الباحث مصطفى إبراهيم، فيرى أن تعنت النظام الحاكم مع المصريين المغتربين "هو تصرف طبيعي وينسجم مع مسار هذا النظام، الذي لا يحترم كرامة المصريين ولا يهتم بآلامهم ولا يلتفت لمطالبهم".

 

وقال إبراهيم في تصريح لـ"عربي21"، إن النظام الحالي ينظر إلى المغتربين "كسلعة او فرصة للتربح المادي بأي طريقة سواء من جيوب العاملين في الخارج أو من الدول التي تستضيفهم"، مشددا على أن نظام السيسي يسعى بجد لأن يبتز الدول المضيفة مثلما حدث مع دولة الكويت الشقيقة .

وأضاف إبراهيم أن المواطن المصري بالخارج والداخل سيشعر بكرامته وبقيمته وادميته فقط ، "عندما يحكمه نظام منتخب أتى بأصوات الشعب واصوله صندوق الانتخابات النزيه إلى سدة الحكم ، وعندها سيعمل على تلبية كل طلبات الشعب المصري والعمل على حفظ كرامته".