شدد كاتب إسرائيلي، على ضرورة قيام حكومة الاحتلال بضم منطقة الغور وفرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، مؤكدا أن هذا القرار لن يؤثر على منظومة "العلاقة الخفية والظاهرة" مع الأردن.
وأوضح الكاتب نداف شرغاي في
تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنه "بعد 53 سنة من وداع
المملكة الهاشمية للغور في حرب 1967، و32 سنة بعد الإعلان عن فك ارتباطها عن الضفة
الغربية، بل وتخليها عن السيادة هناك، يحاول حزب "أزرق أبيض" إشراك الأردن،
بالقوة في خلاف الضم مع حزب الليكود".
ونوه إلى أن ادعاء الجنرال بيني
غانتس وزميله في الحزب الجنرال أشكنازي في المحادثات مع الليكود، لإقامة حكومة وحدة، عن "الضم الذي لا يوافق عليه الأردن، سيعرض للخطر شبكة العلاقات الخاصة لنا مع
المملكة، بما في ذلك الهدوء طوال السنين على حدودنا الشرقية".
ولفت شرغاي، إلى أن "هذا
الادعاء، يتجاهل جوانب خفية في شبكة العلاقات بين إسرائيل والأردن، وبالأساس حقيقة
أنه توجد فجوة واسعة؛ بين سلوك الأردن تجاهنا على المستوى العلني -خطاب استفزازي بل
وأحيانا تحريضي- يستهدف إرضاء الأغلبية الفلسطينية بداخله، وبين سلوك المملكة عمليا
ومن خلف الكواليس".
وأكد أن "عمان تبتلع الكثير
من الضفادع الإسرائيلية على مدى السنين، كي تحافظ على شبكة علاقات غير رسمية مع إسرائيل؛
هي حيوية لمجرد وجوده"، لافتا إلى أن "الأردن في هذا الإطار يتمتع بتعاون
اقتصادي وعسكري واستخباري مع إسرائيل، وهذا يتسبب له بالحرج".
اقرأ أيضا: وزير إسرائيلي سابق يحذر من قرب تنفيذ مخططات ضم "غور الأردن"
وتابع: "كما يتمتع الأردن
بمكانة خاصة في الحرم القدسي، وأصبح عمليا شريكا هادئا لإسرائيل في إدارة الحرم، وفي
نظر الأردن، هذه المكانة حيوية شبه وجودية، في ضوء مكانة الأقصى في وعي ورواية السلالة
الهاشمية والكثير من سكانه، وهو سيفكر مرتين قبل أن يعرض هذه المكانة للخطر"،
بحسب قوله.
كما أنه "ينبغي أن يضاف لذلك،
علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة والسعودية، والتي خدمت الأردن جيدا على مدى السنين،
وكذا تعلق الأردن الفقير، بالمساعدات الخارجية"، بحسب الكاتب الذي أشار إلى أن
واشنطن وقعت مع عمان في 2018، على اتفاق لنقل مساعدة عسكرية واقتصادية بقيمة 6.5 مليار
دولار لخمس سنوات.
وذكر أن "العاهل الأردني الملك
عبدالله الثاني، مثل جده الأكبر عبدالله وأبيه الحسين، يقيم مع إسرائيل منظومة علاقات
من فوق ومن تحت السطح، ومن أجل الحفاظ عليها، سلم الأردن على مدى السنين بضم شرق القدس
لإسرائيل، وبإقامة سلسلة الأحياء اليهودية هناك، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس،
وباعتراف الولايات المتحدة بمكانة المستوطنات".
وتابع: "كما أنه سينجو بذات الشكل أيضا من ضم الغور والمستوطنات في الضفة الغربية، فما بالك أن آخر ما يتطلع
إليه الأردن، أن يجد نفسه يحمي حدودا مركبة مع دولة فلسطينية في الضفة، تهدد بالارتباط
بالفلسطينيين في الأردن، وبهز الحكم هناك".
وزعم شرغاي، أن الأردن في حال
فرض السيادة الإسرائيلية على الغور، "لن يحطم القواعد أو يحرق كل الجسور"،
مرجحا أن يقوم الأردن "بإعادة السفير، وربما تعليق معاهدة السلام، ولكن بالجوهر،
يمكن التقدير أن علاقات إسرائيل مع الأردن ومصالح الطرفين لن تتغير، ويحتمل لفترة
ما أن تهبط هذه العلاقات تحت الأرض، وليس أكثر من ذلك".
ورأى أن "استنفاد تلك الفرصة
التي لا تأتي إلا لمرة واحدة من أجل بسط السيادة على المستوطنات في الضفة الغربية،
هو أمر استراتيجي وحيوي لا يقل عن منظومة العلاقات الاستراتيجية والحيوية مع الأردن".
وأكد الكاتب، أن "الثمن
الذي سندفعه مع المملكة على هذه الخطوة، سيستحق ما سنحصل عليه بالمقابل، والأردن قد
يغضب، يشعر بالإهانة، يحتج، يهدد ويصرخ عليها، ولكن في نهاية اليوم فإن المصلحة هي التي
ستتغلب، ومنظومة علاقاته مع إسرائيل ستبقى".
كاتب إسرائيلي يتوقع اندلاع انتفاضة ثالثة بالضفة بعد كورونا
جنرال إسرائيلي يدعو لاستغلال كورونا واستكمال "جدار الفصل"
جنرال إسرائيلي يحذر من انهيار "السلطة" وتفكك أجهزتها الأمنية