تكرر اعتراض القوات الأمريكية للدوريات العسكرية الروسية، على أطراف مدينة القامشلي السورية، ومنع القوات التابعة لموسكو من المرور على الطريق الدولي "أم-4"، ما تسبب في نزاع بين الجنود الأمريكيين ونظرائهم الروس.
وبدأ التوتر الأمريكي الروسي في سوريا الأسبوع الماضي،
حينما اعترضت إحدى الدوريات الأمريكية دورية أخرى روسية، ومنعتها من المرور عند
مفرق حطين على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي، وصولا إلى الطريق
الدولي.
ووقعت مشاداة كلامية بين القوات الأمريكية والروسية في
14 كانون الثاني/ يناير الجاري، وانتهت بعد عودة الدورية الروسية أدراجها
ومنعها المسير على الطريق الدولي "أم-4"، لكن بعد يومين عاد رتل للقوات
الروسية مكون من نحو 40 سيارة إلى بلدة تل تمر بريف الحسكة، وتكرر الاعتراض
الأمريكي، ما تسبب بحالة من التوتر بين الجانبين، انتهت بمغادرة القوات الروسية
وتوجهها إلى بلدة عين عيسى، بعد وساطة وتدخل من قوات "قسد".
وخلال اليومين الماضيين، انتشرت القوات الأمريكية على
مداخل ومخارج بلدة تل تمر الاستراتيجية، التي تعد عقدة وصل بين الحسكة والقامشلي
وحلب، إلى جانب انتشارها عند مدخل أبو رأسين "زركان" ومفرق قرية
"غيبش"، فضلا عن تسيير دوريات مكثفة على الطريق الدولي
"أم-4"، في محاولة لتحجيم الدور الروسي.
اقرأ أيضا: دورية أمريكية تعترض قافلة روسية بالقامشلي السورية (شاهد)
وفي ظل التوتر مع أمريكا، نشرت القوات الروسية، منظومة
دفاع جوية متطورة وحديثة، قرب مطار القامشلي أقصى شمال شرق سوريا، وفق المرصد
السوري لحقوق الإنسان.
وحول خلفيات هذا التوتر وتداعياته، يشير الباحث في
العلاقات الدولية جلال سلمي إلى أن "القامشلي منطقة حدودية تقع على المثلث
الحدودي بين العراق وتركيا وسوريا"، مبينا أن "هناك أسبابا عدة لهذا
التوتر، أولها التجربة الروسية في مثلث الزقف بين الحدود الأردنية العراقية
التركية، وما نتج عنها من تهريب للأسلحة وتشكيل خطر على هذه الدول".
ويؤكد سلمي في حديث لـ"عربي21" أن
"أمريكا تعمل على منع تكرار هذا السيناريو، لأنها تعلم أن وصول روسيا يعني
وصول إيران بشكل أو بآخر"، لافتا إلى أن "السبب الثاني يعود لمحاولة
أمريكا تطبيق استراتيجية التطويق والاحتواء".
ويوضح أن "واشنطن تسعى لتطويق المنطقة الحدودية
والسيطرة على أهم المناطق الاستراتيجية، وترى في سيطرتها على هذا المثلث، عاملا
مهما في قدرتها على إبقاء استراتيجية الاحتواء والتطويق"، منوها إلى أن
"السبب الثاث والأهم من التوتر، يعود إلى التخوف الأمريكي من التغول الروسي
في كردستان العراق من ناحية اقتصادية".
كيف ينتهي التوتر؟
ويتابع سلمي قائلا: "لذلك أمريكا تتخوف من
السيطرة الجغرافية الروسية على هذه المنطقة، تمهيدا لتوسيع نفوذ موسكو الاقتصادي
في العراق"، مرجحا أن "تلجأ روسيا إلى التفاوض، لأنها تدرك أن واشنطن
تعرف محاولاتها لتوسيع النفوذ".
ويستكمل توقعه قائلا: "أعتقد أن موسكو ستتفاوض مع
واشنطن لتسيير دوريات ولو بالحد الأدنى، مع بقاء السيطرة الأمريكية، ووجود روسي في
مناطق محددة بعيدة عن الحدود"، مشددا على أن ما يجري يأتي ضمن الخلافات التكتيكية،
من أجل التفاهم على استراتيجية تضمن لكلا الطرفين مصالحهما في سوريا.
ويبيّن الباحث في العلاقات الدولية أن "التفاهمات
ستتمحور حول سيطرة أمريكية جزئية تعتمد على الاحتواء والتطويق، مع السماح لسيطرة
روسية تتيح السيطرة على المواد الخام في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا،
وتضمن لموسكو هيمنة في المناطق المطلة على الطرق التجارية".
اقرأ أيضا: دوريات أمريكية بعد محاولات روسية للوصول للقامشلي
وفي السياق ذاته، نقل موقع "رووداو" الكردي
بنسخته الإنجليزية في تقرير ترجمته "عربي21"، أن جنديا أمريكيا أفاد
بأنهم "لن يسمحوا للروس من الاقتراب من منطقة القامشلي"، القريبة من
الحدود بين شمال شرق سوريا وإقليم "كردستان" العراق.
وأضاف الجندي الأمريكي الذي ينتظر على طريق القامشلي
أنه "إذا جاؤوا إلى هنا، فسوف نوقفهم"، في إشارة إلى الدوريات الروسية.
ولفت الموقع الكردي إلى أن "الولايات المتحدة لا
تزال تحتفظ بحوالي ألف جندي في المناطق الغنية بالنفط، التي تسيطر عليها قوات
سوريا الديمقراطية، من أجل حماية النفط ومنع إيران والنظام وبقايا تنظيم الدولة من
السيطرة عليه".
وبحسب تقارير غربية، فإن "القوات
الأمريكية في شمال شرق سوريا أصبحت أكثر عدوانية، وبدأت بمنع القوافل العسكرية
الروسية من تجاوز نقاط التفتيش التابعة لها"، لافتة إلى أنه منذ بداية العام
الجاري، تحولت القوات الأمريكية بشكل معادي للروس والنظام في شمال شرق سوريا، وذلك
من خلال إغلاق الطريق الدولي السريع "أم-4".
"ظلّ بوتين".. هذه أماكن انتشار مرتزقة "فاغنر" حول العالم
سخرية من "تقزيم" وزير الدفاع السوري في اجتماع مع بوتين
بثلاث نقاط.. هكذا برزت تركيا على الساحة الدولية خلال 2019