أثارت دعوات رئيس هيئة
التفاوض السورية، نصر الحريري، حول الحل السياسي في سوريا جدلا، إذ رأى مراقبون أن
الظروف الآن غير مناسبة، فيما رفضه مؤيدو الأسد قائلين إنها متأخرة جدا.
وقال الحريري من
الرياض إن أمام سوريا فرصة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، في ظل وقف إطلاق النار،
و"جهود مكافحة الإرهاب" التي قال إنها حققت نتائج طيبة.
وتابع الحريري:
"حان الوقت الآن لاستثمار كل هذه التطورات وهي وقف إطلاق النار ومكافحة
الإرهاب وإيمان غالبية الشعب السوري بأن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل
السياسي".
من جهته، قال رئيس
المجلس الوطني السوري السابق، جورج صبرا، إن ما جاء في تصريحات الحريري تقييم
متسرع للأشياء، فالحل السياسي حقيقة لا يتوقف على مجريات الأمور على الأرض، بل
يحتاج أيضا توافقا إقليميا ودوليا.
ولفت لـ"عربي21" إلى أنه خلال
السنوات الثماني الماضية، كانت هنالك فترات عديدة توفرت فيها الشروط على الأرض
وكان هنالك قرارات من الأمم المتحدة وافق عليها المجتمع الدولي ومع ذلك فإن العملية لم
تخطُ بسبب عدم وجود توافق دولي خصوصا أمريكيا روسيا أو إقليميا.
ورأى صبرا أن الشروط
غير متوفرة بعد لانطلاق عملية سياسية من جديد رغم توفر عناصرها المتمثلة بجلسات جنيف
وقرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن.
اقرأ أيضا: بيدرسون يلتقي هيئة التفاوض السورية الجمعة في الرياض
وأكد أن هنالك ما يشبه
الفوضى في الخيارات خصوصا بعد الفراغ الذي سيتركه انسحاب قوات الولايات المتحدة من ثلث مساحة
سوريا.
وفضل رئيس المجلس
الوطني السابق الانتظار أكثر لنرى كيف ستسوى الأمور في الجزيرة السورية التي تضم
ثلاث محافظات وتشكل ثلث البلاد.
وأضاف أنه يجب معرفة
الموقف التركي، مشيرا إلى لقاء تركي روسي مرتقب، وإلى زيارة السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، إلى أنقرة.
وعن ردود المحسوبين
على النظام على هذه الدعوات، قال صبرا إن النظام الآن غارق في وهم الانتصار، فيما
يتساءل المراقبون الحقيقيون عن هذا الانتصار، وسط أعمال عنف تجري في العاصمة
دمشق، وعن أعمال عسكرية ضد حواجز النظام في مناطق المصالحات، والكتابات هناك على
الجدران رفضا للنظام.
وختم بأن القرار في ما
يتعلق بالعملية السياسية، ليس بيد النظام، بل بيد الروس والإيرانيين، "وهما
يعرفان حجم العقبات الحقيقية التي وضعوها بأنفسهم أمام استئناف العملية السياسية"،
بحسب تعبيره.
وقال مؤيدو النظام على
مواقع التواصل الاجتماعي إن المطلب متأخر جدا، وإنه كان مطلبا للنظام في 2011،
فلماذا تأخرت المعارضة 8 سنوات؟
الناطق باسم الهيئة،
يحيى العريضي، قال لـ"عربي21" إن تعليق المحسوبين على النظام غير منطقي ولا واقعي لأن النظام
منذ اللحظة الأولى للانتفاضة في سوريا اتخذ المنهج العسكري وما زال يصر عليه.
ولفت إلى أن النظام رد على المطالبين بالحرية
بالرصاص، فمن غير الصحيح أن يسألوا لماذا الآن.
وأشار إلى أن المطلب كان دوما حاضرا، على
مدار تسع جولات في جنيف، لكن النظام هو الذي كان يوجد الذرائع لعدم الدخول في عملية
حل سياسي.
وعن المبعوث الأممي السابق الخاص بسوريا،
ستافان دي ميستورا، قال العريضي إنه لو كان صاحب ضمير حقيقي لصرخ وقال للعالم إن
النظام لا يريد حلا سياسيا، لكنه فضل المداراة.
وعن تجديد الدعوة رغم إيمان الهيئة بأن
النظام لا يريد الانخراط في العملية السياسية، قال مكتبي إن الجديد الآن هو
المبعوث الأممي خلفا لدي ميستورا، غير بيدرسون.
وختم بأن الهيئة "لن تيأس" من
الدعوة للحل السياسي، ولن تيأس من أن هنالك قرارات دولية تحافظ على السوريين
وبلدهم، وتساهم في نجاتهم من منظومة الاستبداد التي هي وصفة استمرار التوتر والإرهاب والخراب
والتشرد واستمرار أن لا يأتي أحد لإعمار سوريا لإنقاذ السوريين وإعادة اللاجئين،
بحسب تعبيره.
هل أجّلت تركيا عمليتها العسكرية شرق الفرات؟
توسع رقعة الاشتباكات بين المعارضة و"النصرة" شمال سوريا
مقتل نحو 4000 فلسطيني بسوريا منذ اندلاع الثورة السورية