تسود أجواء من التوتر المتصاعد في قطاع غزة، عقب عزم حركة فتح عقد مهرجان انطلاقتها في قطاع غزة، رغم عدم حصولها على ترخيص من وزارة الداخلية بغزة لذلك، في حين دعت "حماس" حركة "فتح" إلى الالتزام بالقانون الفلسطيني وعدم التسبب في توتير الساحة الفلسطينية.
وحول احتفال حركة فتح بمهرجان انطلاقتها الـ54 في
قطاع غزة، أكد المتحدث باسم الحركة المقيم في رام الله أسامة القواسمي، أن
"الاحتفال سيعقد في موعده كما أقرته القيادية في غزة بتاريخ 7 كانون الثاني/ يناير
الجاري، بساحة السرايا وسط مدينة غزة ولا تغيير".
وحول ترخيص وزارة الداخلية بغزة لعقد المهرجان، قال
القواسمي في تصريح خاص لـ"عربي21": "حركة فتح ليست بحاجة لترخيص
للاحتفاء بالذكرى وإيقاد شعلة الثورة الفلسطينية، وهذه مناسبة لكل الشعب
الفلسطيني، ونحن لسنا بحاجة إلى إذن"، وفق قوله.
وأضاف أن "جماهير شعبنا ستخرج من بيت حانون حتى
رفح ومن كل مناطق غزة، من أجل الاحتفاء بانطلاقة الثورة الفلسطينية (انطلاقة فتح)".
اقرأ أيضا: لا مهرجان لـ"فتح" في قطاع غزة.. وهذه هي الأسباب
ولمعرفة موقف وزارة الداخلية بغزة بشأن عزم حركة
"فتح" تنظيم حفل انطلاقتها، حاولت "عربي21"، التواصل مع
الناطق باسم الداخلية بغزة إياد البزم، لكنه لم يرد على العديد من الاتصالات.
بدروها، شددت حركة حماس على لسان المتحدث الرسمي
باسمها، حازم قاسم، على ضرورة أن "تلتزم حركة فتح والجميع بالقانون الفلسطيني
الذي ينظم عملية التجمهر والتجمع، وعدم اللجوء إلى توتير الساحة الفلسطينية".
وأوضح قاسم في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن
"منح حركة فتح الترخيص بتنظيم مهرجان انطلاقتها بغزة، هو شأن خاص بالأجهزة
الأمنية الرسمية الفلسطينية، وهي صاحبة القرار وتقدر المصلحة العامة في ذلك، وليس
حركة حماس".
وذكر قاسم، أنه "لا يليق بحركة فتح أن تتبنى
خطابا تحريضيا، والذي شرع فيه رئيس السلطة محمود عباس حينما وصف غالبية
المواطنين في قطاع غزة، بأنهم مجموعة من الجواسيس"، منوها إلى أن "قطاع
غزة بخلاف الضفة الغربية المحتلة، هو ساحة مفتوحة للعمل الوطني بكافة أشكاله أمام
كافة الفصائل الفلسطينية المختلفة".
وأعرب عن أسفه أن "تتبنى حركة فتح هذا الخطاب
المسيء لتاريخ شعبنا الفلسطيني الذي يناضل من أجل الحرية والاستقلال وكنس الاحتلال
عن أرضنا، وليس التعاون معه عبر التنسيق الأمني ضد المقاومة".
اقرأ أيضا: أنباء عن قطع السلطة رواتب المئات بغزة.. هكذا علق نشطاء
ودعا قاسم حركة "فتح إلى عدم تصدير خلافاتهما
الداخلية إلى الحالة الفلسطينية، وعدم العمل على توتير الأوضاع في قطاع غزة، نتيجة
صراعهم حول من يمثل فتح في القطاع أو من يقوم بتنظيم احتفال انطلاقتهم".
ونوه إلى أن وزارة الداخلية بغزة، "منحت الإذن لقيادات حركة فتح في غزة من أجل إيقاد الشعلة في القطاع، كما حدث في رام الله ولم يعترضهم أحد"، ومنحت الداخلية أيضا الإذن لقيادات حركة "فتح" المؤيدة للقيادي المفصول محمد دحلان.
وفي تعليقه على إصرار "فتح" الاحتفال
بذكرى انطلاقتها الاثنين القادم بغزة، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله
العقاد، أنه "بات من الواضح أن عباس يعيش اختلالا في الهوية الوطنية، وهذا
ينعكس على سلوكه العام وكان أكثر بشاعة في انحطاط خطابه الموجه لشعبه وقواه
المقاومة حتى وصل أن يصفهم بالجواسيس".
وأضاف العقاد في حديثه لـ"عربي21":
"أما عن دعوته تحريك الجماهير في غير مناسبة، بعدما قامت فتح باحتفالاتها في
ذكرى انطلاقتها في ساحة الجندي (قام بالاحتفال تيار محمد دحلان) فهي ليست أكثر من
حركة مكشوفة لخلق حالة فوضى، بعد أن فشلت إجراءاته العقابية المجرمة في إحداث
صراعات داخلية".
ورأى العقاد، أن "وعي شعبنا الفلسطيني أكثر
رجاحة من تأثير هذه الدعوات من تحقيق غرضها في ظل اشتباكه المباشر مع الاحتلال
الإسرائيلي في مسيرات العودة وكسر الحصار".
خبراء: عجز استخباري وراء إنشاء إسرائيل حاجزا بحريا في غزة
هذا ما توقعه مختصون بشأن القضية الفلسطينية في 2019
حماس لـ"عربي21": الاحتلال أمام اختبار شعبنا والمقاومة بغزة