أظهر مسح جديد لـ"إبسوس" أن غالبية سكان العالم لا يعرفون الكثير عن بلدانهم، وبالغوا في عدد من التخمينات، وقللوا من شأن أخرى.
ويهدف المسح إلى تسليط الضوء على كيفية تفكيرنا بطرق معينة وكيف تؤثر طرق تفكيرنا على بيئتنا وعلى تصوراتنا الصحيحة والخاطئة على حد سواء.
وتاليا أبرز ما جاء في البحث الذي ترجمته "عربي21":
الجريمة
في العديد من البلدان
حول العالم ، يخطئ الناس حول معدلات الجريمة التي ترتكب بالسكاكين وجرائم الأسلحة
النارية في بلادهم. على الرغم من أن الغالبية في 13 دولة قد خمنت بشكل صحيح النسبة
الأكبر من طرق ارتكاب جرائم القتل، من بين أمور كالسكاكين والأسلحة النارية، إلا
أنه في بلدان أخرى لا تتطابق تصورات الناس مع ما تقوله إحصاءات الجريمة الحقيقية.
وعلى سبيل المثال، يظن
البريطانيون بنسبة 71% أن السكاكين سببت أكبر عدد من الوفيات، رغم أنها استخدمت
فقط في 25% من الجرائم التي انتهت بالقتل، وجاءت النسبة في بريطانيا الأعلى بين 37
دولة شملها الاستطلاع، ما يدل على أن هنالك نمطا من المبالغة.
ولم يكن نمط المبالغة
مقتصرا على البريطانيين، فقد ظهر نمط مماثل في بلدان أخرى مثل: الدنمارك، وألمانيا،
وإيطاليا، وبولندا، والمجر، ودول آسيوية مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة،
والصين.
على جانب آخر، تبالغ
دول أخرى في تقدير نسبة الوفيات الناتجة عن الأسلحة النارية، لا سيما في جنوب
إفريقيا، إذ إن السكاكين هي المتسبب هناك عن معظم الوفيات، كذلك الأمر في
هولندا، والسويد.
وحتى في بعض البلدان التي يقزم فيها معدل نوع
من العنف أنواعا أخرى، فإن أقلية كبيرة من الناس هناك تدرك ذلك..
على سبيل المثال، تمثل الوفيات بالأسلحة
النارية ما نسبته 70% من جميع الوفيات الناجمة عن العنف، لكن 59% فقط من المستطلعة
آراؤهم كانوا على علم بذلك، ويتكرر هذا النمط في كولومبيا أيضا.
على جانب آخر، يعتقد الناس أن السجون في بلادهم
مكتظة جدا، أكثر مما هي عليه بالفعل، ففي حين كانت السجون مكتظة بنسبة 9% أكثر من
اللازم، قال المستطلعة آراؤهم إن النسبة هي 30%، ولوحظ أن المبالغة في التخمين
جاءت من الدول ذات الكثافة السكانية العالية.
التحرش الجنسي
على مستوى التحرش الجنسي، قللت 13 بلدا توافرت
فيها البيانات، من نسب التحرش في البلاد، إذ اعتقد متوسط الناس هناك أن نسبة
التحرش تبلغ 39% بينما كانت في الواقع 60%، ما يدل على سوء فهم واضح.
وجاءت في مقدمة الدول التي قللت من نسب تعرض
النساء للتحرش: الدنمارك، وهولندا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت تقديرات الرجال في هذه البلدان أقل
تقديرا للمشكلة من النساء بنسبة وصلت إلى 36%، فيما قالت النساء إن النسبة تبلغ 44%
لكنها بقيت بعيدة عن النسبة الحقيقية في الواقع.
الجنس
وفي البلدان التي شملت الدراسة، كانت تقديرات
الجنس بعيدة جدا عن الواقع، ففي المتوسط يظن الناس أن المرأة تمارس الجنس بمعدل 20
مرة في الشهر، والرجل 22 مرة في الشهر، بينما كانت الحقيقة في الواقع تشير إلى 5
و6 مرات بالشهر للنساء والرجال، على التوالي.
وجاءت التقديرات الخاطئة بشكل كبير من دول: المكسيك، والهند، والبرازيل، وإيطاليا، وكولومبيا. أما الدول التي كانت أقرب
للواقع فكانت: السويد، وبريطانيا، وتركيا.
وفي كل الأسئلة التي تضمنتها الدراسة، كان
هنالك فرق ثابت في التخمين بين الرجال والنساء، وفي موضوع الجنس خصوصا، كان الرجال
والنساء الأقل عمرا (تحت 30 عاما)، أكثر خطأ في التخمين من الأكبر عمرا (فوق 30
عاما).
لقاحات الأطفال
وفي ما يخص لقاحات الأطفال، قللت جميع الدول من
المستوى العالمي القريب من تلقيح الأطفال في بلادهم، حيث بلغ متوسط التخمين 73%،
فيما كان الرقم الحقيقي وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية 94%، وكانت الدول الأبعد
عن الحقيقة: الهند، والمكسيك، والصين.
التغيرات المناخية
وعن التغير المناخي، قلل المستطلعة آراؤهم من تقديرهم للأعوام التي شهدت أعلى درجات حرارة في الـ18 عاما الماضية، والتي بلغت في
الحقيقة 17 عاما، وكان متوسط تقديرهم 9
سنوات فقط، برقم بعيد جدا عن الواقع.
وأخطأت غالبية البلدان في تخمين كمية الطاقة
المستخدمة التي تأتي من مصادر متجددة، لكل بلد، وكان متوسط التخمين 26% بينما هي
في الواقع 19%.
وكانت أبعد البلدان عن التقدير الصحيح: ماليزيا، والسعودية، والصين، وسنغافورة. وأخطأ مواطنو بلدان أخرى في تقدير
الجهد الذي تقوم به الدولة في مجالات الطاقة المتجددة، مثل السويد والجبل الأسود.
الاقتصاد
في ما يخص البطالة، بالغ كل بلد في تقدير نسبة
العاملين عن العمل فيه، وكان متوسط التخمين خمسة أضعاف المتسوى الفعلي، ففي حين
كان أقرب في الواقع إلى 7%، كان مستوى التخمين عند 34%.
وفي السياق ذاته، قلل الناس من حجم اقتصاد
بلدهم مقارنة بالآخرين، والمعظم قلل من تقديره للناتج المحلي لبلاده، خصوصا
الاقتصادات الناشئة مثل: الأرجنتين، وجنوب أفريقيا، ورومانيا.
السكان (الهجرة والدين)
وفي ما يخص مستويات نمو السكان في البلدان التي
شملتها الدراسة، بالغ السكان بشأن النمو، إذ قالوا إنه في المتوسط ستكون نسبة من
أعمارهم فوق الـ65 عاما بحلول 2050، هي 54% فيما كانت النسبة أقل من نصف ذلك، بواقع 25% فقط.
وبالغت الغالبية العظمى في تقدير مستويات
الهجرة، الأمر الذي تكرر في دراسات سابقة، ففي حين رأت الشريحة المستطلعة آراؤهم
أن نسبة المهاجرين في بلادهم تبلغ 28%، على مستوى 37 دولة، كانت النسبة الحقيقية
أقل من النصف، بواقع 12%.
وأفرطت عدد من البلدان المشمولة بالدراسة في
تقدير عدد السكان المسلمين في البلاد بهامش كبير، ففي حين كان متوسط التخمين 20%،
كانت النسبة الحقيقة 8% فقط.
الهجرة.. هاجس جديد يثير جدلا في المجتمع الأردني