كشفت مصادر إعلامية
محلية عن اجتماع سري جرى بين نظام
الأسد وشخصيات من
مجلس منبج العسكري التابع
لـ"قوات
سوريا الديمقرطية" المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية في
مدينة حلب حول مستقبل منبج.
ونقل موقع
"هيرابوليس" عن مصادر قولها إن "اجتماعاً جرى بين المجلس العسكري
لمنبج والنظام لمناقشة عملية تسليم المربع
الأمني في مدينة منبج لقوات النظام السوري، بالإضافة لسد تشرين جنوبي شرق المدينة".
وأوضح المصدر أن
الاجتماع عقد في شعبة حزب البعث في حلب، وحضره من جانب النظام كل من "عبد
الله الحسين" و"عمار غضبان"، بينما حضره من الجانب الآخر كل من
قائد "المجلس العسكري في منبج" محمد كريدي، وإبراهيم البناوي قائد
"لواء جند الحرمين"، والمدعو محمد الغويشي والمحامي عبد الله شكري
العوني أحد مسؤولي "الكومينات" والمقرب من حزب البعث.
وحسب المصدر، فإن قوات
سوريا الديمقراطية قامت بعد الاجتماع باعتقال "عبد الله العوني"
و"محمد الغويشي" بسبب حدوث خلافات مع قائد المجلس حول آلية تسليم المربع
الأمني.
وفي هذا الصدد، أكد
المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد، أن
المجلس العسكري والسياسي في منبج لم ينقطع عن تعامله مع نظام الأسد، حيث يحاول قطع
الطريق على
تركيا وتسليم المدينة والمنطقة عامة إلى النظام.
وقال في حديث
لـ"
عربي21": إن الاجتماع لشيوخ ووجهاء العشائر والقبائل مع النظام الذي
عقد في دير حافر، بالإضافة لاجتماع حلب، فسح المجال لمجلس منبج العسكري والمشكل من
قبل الـ"byd" قسد أن يوقع
على كتاب للنظام من أجل تسليمهم منطقة منبج كاملة.
لكنه في المقابل،
استبعد الأسعد أن يدخل النظام إلى منبج، لأنه سيؤدي إلى اصطدام مباشر مع تركيا،
وبالتالي لن تسمح أمريكا بذلك، والتي وافقت على خارطة طريق حول المنطقة والأساس لا
يستطيع النظام أن يدخل نفسه في هكذا مأزق خسارته أكبر من إيجابياته.
ولفت إلى أن الولايات
المتحدة الأمريكية أبلغت رسميا ميليشيات الحماية الكردية "قسد" في منبج
قبل أيام بأن عليها الخروج من المدينة والمغادرة إلى شرقي الفرات تنفيذاً للاتفاق
الذي عقدته مع تركيا، وبالتالي اللقاءات التي جرت بين النظام وقسد وبين النظام
والمجلس العسكري في منبج فاشلة ولايمكن الموافقة على نتائجها دوليا.
من جهته، يرى عضو مكتب
العلاقات في تيار المستقبل محمود نوح، أن الاجتماعات والمشاورات السرية بين "byd" والنظام،
ستمضي في نهاية المطاف إلى تسليم المناطق التي تسيطر عليها قسد إلى النظام.
ويعتقد في حديثه
لـ"
عربي21"، أن قسد فشلت في تحالفها مع الأمريكان والروس، وذلك بعد
التضحيات الكبيرة في أرواح بنات وشبابنا الكورد أثناء حروبهم الطاحنة مع تنظيم
الدولة.
وأوضح نوح أن قسد خسرت
مساحات واسعة من المناطق التي كانت تحت سيطرتها، حيث تحولت هذه المناطق إلى حكم
الأتراك بموافقة الروس والأمريكان، وبالتالي أصبحت قسد مجرد ورقة استخدمتها روسيا
وأمريكا لكسب مصالحهم، ولم يبق أمام قسد منفذ سوى التحالف مع نظام بشار الأسد.