نشرت مجلة "ميخور كون سالود" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن التأثيرات السلبية للأم
النرجسية على نفسية أبنائها.
وأوضحت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، أن الوالدين هما الوسيلة الأولى لتواصل الأبناء مع المجتمع. في المقابل، هناك بعض الآباء الذين يسببون مشاكل خطيرة في حياة أطفالهم. ومن بين هؤلاء، الأم النرجسية التي تربي أبناء غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم، ويسعون باستمرار إلى تلبية احتياجات مَن حولهم.
وأشارت المجلة إلى أن الأم، صاحبة الشخصية النرجسية، قد تؤثّر سلبا على أطفالها. لذلك، يجب التخلص من هذه الشخصية حتى لا يقع الأطفال في العديد من المشاكل العاطفية. لكن، قبل الحديث عن تأثير وجود أم نرجسية، من المهم أن نعرف معنى هذا المفهوم. وأول شيء يجب أخذه بعين الاعتبار، هو أن الأشخاص النرجسيين يحبون أنفسهم بصفة مفرطة. لذلك، غالبا ما يطلبون الكثير من
الاهتمام من أحبائهم، ولا يرضون بالقليل.
وأوردت المجلة، أولا، أن أطفال الأم النرجسية غالبا ما يغضون الطرف عن احتياجاتهم ورغباتهم، نظرا لأن الشخص النرجسي دائما ما يحتاج إلى الاهتمام باعتبار أنه يحب التلاعب بالآخرين لأنه يرى أنه يستحق الأفضل. وفي إطار العائلة، نلاحظ أن وجود أم نرجسية يجعل أطفالها يكبرون وبداخلهم حاجة دائمة لإرضائها، مما يجعلهم لا يفكرون في رغباتهم واحتياجاتهم الخاصة. وبشكل عام، يصبح هؤلاء الأطفال انعكاسا لما تريده أمهم ويقومون بكل الأنشطة التي تستجيب لانتظاراتها.
وأضافت المجلة، ثانيا، أن أبناء الأم النرجسية غالبا ما فقدوا تقديرهم لذواتهم، حيث لا يحصل الأطفال على رضى أمهاتهم ومودتهن، إلا إذا كانت تريد الأم منهم شيئا. وتعد مشكلة هذا النوع من الأمهات، أنهن متطلبات لدرجة تجعل أطفالهن يواجهون صعوبات في تلبية توقعات الأم. لذلك، يشعر الأبناء أنهم غير جيدين بما فيه الكفاية، ويزداد شعورهم بالقلق وعدم الكفاءة.
وأشارت المجلة، ثالثا، إلى أن عدم شعور الأطفال بالكفاءة، يجعلهم يواجهون مشاكل في تقبل أنفسهم. من جهة أخرى، تنمو داخل كل شخص جوانب يحبها، وأخرى يرغب في تغييرها. لذلك، يكتسب الطفل الذي لديه والدان مستقران، المهارات اللازمة التي من شأنها أن تساعده في العثور على الجوانب الإيجابية داخله. وعلى العكس، يواجه أطفال الأم النرجسية صعوبة في العثور على شيء يمنحهم الراحة والسعادة، وحتى إذا تمكنوا من تحقيق أهداف عظيمة، لن يكون ذلك كافيا بالنسبة إليهم.
وأضافت المجلة، رابعا، أن الاهتمام المتزايد الذي يطلبه هذا النوع من الآباء، يجعل حياة أطفالهم تدور حول آبائهم، ومشاكلهم واحتياجاتهم وكيفية إسعادهم. لهذا السبب، يتحول الأطفال إلى سند عاطفي لآبائهم، ويشاركون في مواقف لا يجدر بهم المشاركة فيها. فضلا عن ذلك، يتحمّل الأطفال الكثير من الأعباء لدرجة أنهم يشعرون أنفسهم بمثابة شريك عاطفي عوضا عن مجرد أبناء. بالإضافة إلى ذلك، يشعر هؤلاء الأطفال أنهم قضوا كل حياتهم في سبيل حل المشاكل ويصعب عليهم الثقة في الآخرين.
وأبرزت المجلة، خامسا، أن وجود أم نرجسية من شأنه أن يؤدي إلى إيصال رسائل سلبية مستمرة للأطفال. كنتيجة لذلك، سيتعلم الأطفال النقد الدائم لذواتهم، والتحدث إلى أنفسهم بطريقة سلبية.
وأفادت الصحيفة، سادسا، أن الأم النرجسية تجعل أطفالها يتخلون عن جزء من جوهرهم الحقيقي، بهدف تحقيق مطالب أمهاتهم. لذلك، عندما يتقدمون في العمر، سيواجه هؤلاء الأطفال مشاكل تتعلق بتحديد هوياتهم، ورغباتهم الحقيقية، وتوقعاتهم من الحياة ومن الآخرين.
وبينت المجلة، سابعا، أن وجود أم نرجسية في حياة الطفل يعني أنه يتلقى دائما رسالة مفادها أنه ليس جيدا بما فيه الكفاية، الأمر الذي يجعلهم يتجنبون تكوين علاقات عندما يكبرون. وقد يصل بهم الأمر حتى إلى تجنب الوقوع في الحب، حتى لا يتم التخلي عنهم وهو ما من شأنه أن يزيد من الشعور من القلق ويؤدي إلى انعدام الشعور بالأمان.
وفي الختام، أشارت المجلة إلى أن علاقة من هذا النوع بين الأم وطفلها قد تتسبب في حدوث ضرر يؤثر على حياة الطفل بشكل كبير. لذلك، إذا كنتِ أما نرجسية، ينبغي لك طلب النصيحة والعون، من أجل أن تتمكني من التعامل مع أطفالك بالشكل الصحيح.