نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الموسيقى، التي تعد أفضل وسيلة لمكافحة الأرق ومختلف اضطرابات النوم.
وقد أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات العلمية، أن للموسيقى تأثيرات إيجابية على الدماغ والجهاز العصبي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الخلود إلى النوم بسرعة فائقة، أمر ليس سهلا بالنسبة للجميع. ووفقا لآخر البيانات، يعاني ما بين 20 و48 بالمائة من البالغين الإسبان صعوبة في النوم، أو في النوم بشكل جيد.
وبينت الصحيفة أن الكثيرين ممن يعانون من الأرق يحاولون مكافحته عبر قراءة صفحات من كتاب، أو مشاهدة أحد الأفلام أو المسلسلات، أو غيرها من الحيل. ويختار البعض الآخر أساليبا وطرقا أخرى، على غرار تناول أدوية لم ينصح الطبيب بتعاطيها.
حسب أحدث الإحصائيات، تناول حوالي 3.9 بالمائة من سكان إسبانيا الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و65 سنة، خلال سنة 2017، حبوبا منومة دون وصفة طبية. لكن، يوجد خيار آخر لا يأخذه الكثيرون بعين الاعتبار، ألا وهو الاستماع إلى الموسيقى.
وأوضحت الصحيفة أنه وفقا للمؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم، تتمتع عادة الاستماع إلى الموسيقى بتأثير إيجابي يساعد على النوم. وبينت هذه المؤسسة أن العديد من الدراسات بحثت في مدى فعالية بعض العادات التي تساعد على النوم بسهولة، من بينها الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية والكتب المسموعة. وقد توصلت هذه الأبحاث إلى أن أولئك الذين يستمعون إلى الموسيقى قبل النوم، تكون جودة النوم لديهم عالية.
اقرأ أيضا: هذا هو تأثير التعرض لضوء أثناء النوم.. حتى لو كان خافتا
ونقلت الصحيفة عن المؤسسة الوطنية الأمريكية أن "للموسيقى فوائد أخرى تتجاوز كونها مجرد لحن جميل نستمتع عند الاستماع له". وأضافت المؤسسة أن "للموسيقى تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبي اللاودي"، المسؤول عن إبطاء معدل دقات القلب، وتوسع الأوعية الدموية، والتقليص من حجم حدقة العين، وتعزيز استرخاء العضلات. ما يعني أن الموسيقى تعمل على "تهيئة الجسم للنوم".
وبينت الصحيفة أنه لضمان أن يكون للاستماع إلى الموسيقى نفس تأثير الحبوب المنومة، يجب أن يتمكن الدماغ من معالجة ومحاكاة القطعة الموسيقية. وفي هذا الصدد، أفاد الدكتور أليخاندرو فيريرو أن "النغمات تصل إلى القشرة أمام الجبهية والفص الصدغي، أما الإيقاع فيصل إلى الفص الجداري والدماغ، بينما تصل الكلمات إلى القشرة الحسية، والبصرية، والحركية، وإلى المناطق المرتبطة بكل ما هو عاطفي".
وحيال هذا الشأن، أكدت المختصة في علم الأعصاب، سيليا غارسيا مالو، أن "وصول الموسيقى إلى أجزاء مختلفة من الدماغ، حتى تلك المرتبطة بمشاعرنا، أمر ضروري للتمكن من النوم بشكل أسهل". وأضافت سيليا غارسيا مالو أنه "يمكن التعويل على الموسيقى من أجل الاسترخاء، والتركيز، ومساعدة العقل على التخلص من بعض الأفكار السلبية قبل النوم".
ونقلت الصحيفة أن اختيار نوع الموسيقى يعد من الجوانب الشخصية. لكن، من الأفضل البحث عن نوع من الموسيقى يساعد على الاسترخاء، حيث كشفت المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم أن "الألحان البطيئة، مثالية". وعلى الرغم من تفضيل البعض لموسيقى الروك، إلا أنها ليست مثالية عند الرغبة في النوم، لأن لها تأثيرا محفزا للنوم أكثر مما يمكن اعتباره مساعدا على التخدير.
وأضافت الصحيفة أن إعداد قائمة الموسيقى التي من شأنها أن تساعدك على النوم عملية تحتاج إلى الأخذ بعين الاعتبار أن "الإيقاع المثالي للأغاني التي تساعد على النوم بأريحية فائقة، هو الذي تكون سرعته بين 60 و80 نبضة في الدقيقة الواحدة". كما أكدت المؤسسة الأمريكية للنوم أن "الموسيقى الكلاسيكية، والجاز تستجيب لهذه الشروط".
وأوردت الصحيفة أن الأبحاث التي أنجزت حول هذه المسألة، توصلت إلى أن الاستماع إلى الموسيقى قبل النوم "مكن الأشخاص الذين شملتهم الدراسة من النوم بسرعة، والتمتع بساعات إضافية من النوم. كما كان عدد مرات الاستيقاظ في الليل قليلة بالنسبة لهم، واسترخوا بشكل أفضل".
وفي الختام، قالت الصحيفة إنه إلى جانب اختيار نوع الموسيقى المثالي للنوم والاسترخاء، تجدر الإشارة إلى أن الاستماع إلى الموسيقى خلال 45 دقيقة قبل النوم، كاف لضمان النوم بشكل جيد.
هذا هو تأثير التعرض لضوء أثناء النوم.. حتى لو كان خافتا
دراسة: الحرمان في الطفولة يؤثر على الصحة حتى الشيخوخة
لماذا تستيقظ ليلا في نفس الوقت؟