انتهت الاثنين؛ فعاليات
كرنفال الثقافات العالمي؛ الذي يقام في برلين سنويا. وقد أقيم هذه السنة بمشاركة 67 فرقة من مختلف دول العالم.
وقد حضر فعاليات الكرنفال المختلفة، التي انطلقت الجمعة 2 حزيران/ يونيو لأربعة أيام، واستمرت حتى الاثنين 5 حزيران/ يونيو، قرابة المليون شخص.
وكانت
فلسطين هي الوحيدة عربيا في الكرنفال، وهي تشارك للمرة السابعة على التوالي، وقد تمثلت باتحاد الطلاب الفلسطيني في برلين-براندبورغ، بالإضافة للمؤسسات الفلسطينية والعربية.
وقد حملت سيارة رقم 34 اسم فلسطين، وجابت شوارع المدينة، وسط حضور فلسطيني وعربي.
ورفع الوفد الفلسطيني المشارك الأعلام والكوفية الفلسطينية وشعارات لدعم القضية الفلسطينية، كما تم توزيع منشورات ورمزيات تحمل علم فلسطين على الحاضرين من دول مختلفة، على الرغم من مضايقات من مؤيدي إسرائيل، بحسب الوفد الفلسطيني.
وتم عرض فقرات من الفلكور الفلسطيني، من دبكات وأهازيج وأغان
تراثية، قدمتها فرق مختلفة، "في تعبير على التمسك بالتراث والثقافة"، بحسب القائمين على العروض.
تضامن ملحوظ
ولاقت العروض الفلسطينية المقدمة، لا سيما الدبكة الشعبية، إعجابا كبيرا من قبل المشاركين من الدول الأخرى، فيما عبرت لجنة التحكيم عن إعجابها، حيث استقبلت العرض بتصفيق حار مع الوقوف احتراما. كما قام أعضاء من تشيلي والبرازيل بترك فرقهم والانضمام للمشاركة مع الوفد الفلسطيني، ليدبكون سوية على نغمات الدلعونا والميجا وظريف الطول.
وقال أحمد محيسن، نائب رئيس الفعاليات الفلسطينية في أوروبا: "لقد وجدنا تضامنا ملحوظا مع قضية فلسطين، ورأينا كيف أن الجمهور يرفع شارات النصر في دعم معنوي لموكب فلسطين وتفاعلا معه".
وأضاف في حديث لـ"
عربي21": "هو مشهد عظيم أن نرفع علم فلسطين في هذا الحدث التاريخي، لنوصل رسالتنا التي نشارك من أجلها اليوم، بأن فلسطين دولة محتلة وتعاني من الظلم، وعلى العالم أن يدعم الحق والتحرر الفلسطيني في وجه الاحتلال والظلم الإسرائيلي"، كما رأى فيها "فرصة تاريخية لأن تكون فلسطين حاضرة في هذا الحدث الموثق بالبث المباشر عبر وسائل الإعلام الألمانية والعالمية"، وفق قوله.
سرقة إسرائيلية
ويقول ناشطون فلسطينيون إن الثقافة والتراث الفلسطينيين؛ يتعرضان للسرقة الإسرائيلية، بدءا من الفلافل حتى صحن الحمص، إضافة للمطرزات والثوب الفلسطيني والكوفية، وليس انتهاء بالأهزوجة والدبكة الشعبية، كما يلفت محيسن.
ويرى محيسن بأن بمشاركة الوفد في هذه الفعالية التي غطتها وسائل الإعلام الألمانية والعالمية بشكل مباشر، تتمتع بأهمية كبيرة "للتصدي للمخططات الإسرائيلية التي تسعي لتهويد كل ما هو فلسطيني وسرقته ونسبته إليها".
وأضاف: "ورغم الإمكانات المتواضعة للوفد الفلسطيني مقارنة بالوفود الأخرى، إلا أنه استطاع أن يلفت النظر للقضية الفلسطينية وأن يوصل رسالته".
ضغوط اللوبي
من ناحيته، قال هشام خليل، وهو أحد المسؤولين عن تنظيم الوفد المشارك: "قررنا أن نشارك هذا العام في فعاليات هذا
المهرجان الثقافي الكبير، بعد أن تم منعنا العام الماضي، بسبب ضغوط مورست من اللوبي الصهيوني".
وأضاف في حديث لـ"
عربي21": "قدمنا عروضا مختلفة كعروض الدبكة، وأغاني الراب بالإنجليزية والألمانية، بمشاركة فنانين فلسطينيين، لنوصل رسالتنا بالفن والثقافة"، كما قال.
وأكد خليل بأن مشاهدة مئات الآلاف للأعلام والأغاني الفلسطينية هو نجاح كبير، و"أن فلسطين موجودة وحاضرة".
من جانبها، قالت الناشطة اللبنانية غنوة الحسن: "أشارك كعربية مع الوفد الفلسطيني بكرنفال برلين لدعم الحق الفلسطيني، وكون قضيتهم هي أم القضايا العربية والإسلامية".
وأضافت في حديث لـ"
عربي21": "لقد شدتني الفقرات والأغاني الفلسطينية المميزة، ومدى انضباط ونظام الوفد المشارك الذي قدم فعاليات مميزة، ومثل فلسطين بشكل ثقافي جيد، وقد لاحظنا مدى التفاعل من قبل الجماهير المختلفة الذين تمايلوا على وقع النغمات الفلسطينية"، وفق قولها.
يذكر أن فلسطين كانت قد فازت في الأعوام الماضية التي شاركت فيها في كرنفال برلين للثقافات؛ بمراكز متقدمة من بين مجموعة الدول المشاركة، فقد حلت العام 2015 بالمرتبة الثالثة.