دافع معلق إسرائيلي بارز عن التعديلات الدستورية التي تم تمريرها في
تركيا مؤخرا من خلال الاستفتاء الذي أجري قبل يومين.
ودحض تسفي برئيل، المعلق البارز في صحيفة "هآرتس" مزاعم معارضي التعديلات الدستورية بأنها "تنسف الديموقراطية"، مشيرا إلى أنها ضرورية لضمان استقرار البلاد.
وفي تحليل نشرته الصحيفة اليوم، وترجمته "
عربي21"، أشار برئيل إلى أن "من يجرؤ على هذا الادعاء يتجاهل حقيقة أن تركيا تعرضت لثلاثة انقلابات عسكرية بالإضافة إلى أن حكوماتها الائتلافية التي تعتمد في أدائها على النظام النيابي فشلت في إدارة شؤون الدولة، وهو ما أفضى إلى أزمات اقتصادية خانقة، إلى جانب أن المس بالحريات والأقليات كان ديدن الحكم التركي خلال العقود الماضية".
وانتقد برئيل "نفاق"
أوروبا التي تهاجم
أردوغان لأنه مسّ بمكانة الجيش الخاصة وتأثيره السياسي، مشيرا إلى أن حرص أردوغان على تصفية الدور السياسي للجيش يمثل "أهم مظهر من مظاهر الديمقراطية"، التي تمنح الحكم والقرار للنخب التي يتم اختيارها من الشعب.
ولفت برئيل إلى أن الأوروبيين "يناقضون أنفسهم في كل ما يتعلق بتركيا بسبب الطابع الإسلامي لحزب العدالة والتنمية" الذي يقوده أردوغان.
وسخر من أوروبا قائلا: "لو كان هناك جنرال على رأس الحكم في تركيا لكانت أوروبا سعيدة تماما بذلك.
مشددا على أن واقع تركيا يبرر التحول إلى النظام الرئاسي لضمان الاستقرار ولضمان الحفاظ على النهضة التي تعيشها البلاد.
وأوضح أن أردوغان نجح في إقناع الشعب التركي بتمرير التعديلات الدستورية "على الرغم من الجهود التي بذلتها أوروبا وخصومه السياسيون ولوبيات تتحرك بتأثير جهات مجهولة معنية بوضع حد لحكمه".
وأشار برئيل إلى المعارضة التركية ليس بإمكانها أن تهدد مكانة أردوغان لأنها "ببساطة عاجزة عن تقديم مرشح يمكن أن ينافسه على زعامة البلاد".
واعتبر برئيل أن تأييد الحزب القومي التركي للاستفتاء، على الرغم مما أفضى إليه هذا الموقف من انقسام داخل الحزب، مؤشر على التحولات التي مرت بتركيا، مستذكرا أن هذا الحزب نشأ على أساس الرفض المطلق للتيار الإسلامي.
وشدد برئيل على أن أردوغان تمكن من أن يعزز المحتوى الإسلامي الديني في الهوية الوطنية التركية، منوها إلى أن هذا الاتجاه يتعاظم طوال الوقت.
من ناحيته، قلل المعلق بوعز بسموت من وجاهة الدعاوى التي تتشبث بها زعامات المعارضة في تركيا وأوروبا، والقائلة بأن الاستفتاء تم تمريره بأغلبية بسيطة، مشيرا إلى أن أردوغان فاز في الانتخابات الرئاسية بـ51.7% فقط، في حين أن حزبه حصل على 49.5% من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية التي نظمت عام 2015.
واعتبر بسموت في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم أن "الإنجاز المدهش لأردوغان تمثل في حقيقة أنه تمكن دوما من تجنيد أغلبية لدعم توجهاته داخل الشعب التركي".