مع بدء وصول وفود
الفصائل والقوى الفلسطينية لموسكو، والمحادثات المرتقبة لبحث المصالحة، يتساءل الفلسطينيون عما يمكن تحقيقه في هذه اللقاءات، وهل ستنجح
موسكو في إحداث اختراق بملف المصالحة، الذي ظل تحقيقها يراوح مكانه لسنوات ؟
وتجتمع وفود الفصائل مع وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف قريبا في إطار دعوة معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم الروسية، لعقد اللقاءات بين 15 وال17 من الشهر الجاري.
لقاء غير رسمي
وتسعى الفصائل والقوى المشاركة لتجاوز حالة الانقسام الفلسطيني، وبحث سبل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، عبر الاتفاق على برنامج سياسي مشترك من شأنه أن يقود إلى إنهاء الإنقسام.
ولم يبد المحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر، تفاؤلا كبيرا في لقاءات موسكو، وقال في حديث مع "
عربي21" إن ما يجري ليس لقاء رسميا بين الفصائل خاصة فتح وحماس، وإنما نقاش دعا له معهد بحثي مقرب من الخارجية الروسية، بهدف استشراف وجهة النظر بين الجانبين حول إمكانية التقدم نحو تحقيق المصالحة.
وأشار أن اللقاء، لن يخوض في جوهر خلافات الانقسام الفلسطيني، أو انجاز المصالحة الأمر الذي يدعو لتخفيض سقف التوقعات حول مخرجات اللقاءات في هذه المرحلة .
ولفت أبو عامر، أن موسكو تحاول اختراق كل الملفات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهي تشعر بنوع من النشوة بعد انجازها في الملف السوري وتقدمها في هذا الملف على حساب أمريكا.
وقال إن موسكو تعتقد أن اختراق ملف المصالحة الفلسطيني أو المفاوضات مع إسرائيل يوسع من هامش تدخلها في المنطقة .
اختراق جوهري
كما استبعد أبو عامر أن تثير اللقاءات حفيظة الدول الراعية للمصالحة مثل قطر ومصر وتركيا والرياض باعتبار أن التوقعات بإحداث اختراق جوهري في ملف المصالحة خلال
محادثات موسكو، أمر مستبعد وغير وارد.
من جهته، أكد الناطق باسم حركة حماس حسام بدران، أن وفدا يرأسه القيادي في الحركة الدكتور موسى أبو مرزوق، سيشارك في لقاءات موسكو، مشيرا إلى أن التحرك يأتي استكمالا لكل لقاءات المصالحة السابقة.
وأوضح بدران في حديث مع "
عربي21" أن اللقاءات لا تتعلق بالمصالحة فحسب وإنما تتناول بحث مجمل القضية الفلسطينية بمشاركة كافة القوى والفصائل الفلسطينية.
وفود مشاركة
وكان السفير الفلسطيني في موسكو، عبد الحفيظ نوفل، أكد في تصريحات اطلعت عليها "
عربي21" أن المحادثات ينتظر أن تكون منصة للتحاور حول برنامج سياسي مشترك، من شأنه أن يقود إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني، مشيرا أن ممثلي الوفود المشاركة سيعقدون مؤتمرا صحفيا يوم 17 يناير الجاري للوقوف على أهمية هذه المحادثات، وما أسفرت عنه من مخرجات .
وبحسب السفير نوفل، يمثل حركة فتح كل من عزام الأحمد وصخر بسيسو ، وعن حركة حماس كل من موسى أبو مرزوق ومحمد صوالحة، ويشارك كل من بسام الصالح ومصطفى الهرش عن حزب الشعب، وشحادة كايد الغول وماهر الطاهر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومصطفى البرغوثي ويوسف قويدر عن المبادرة الفلسطينية، وأنور عبد الهادي أبو طه ومعين محمد الرفاعي عن الجهاد الإسلامي، وطلال ناجي وأنور يوسف عن الجبهة الشعبية- القيادة العامة، و أحمد مجدلاني عن جبهة النضال الشعبي، وقيس عبد الكريم وعلي فيصل عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكذلك صالح رأفت عن الإتحاد الديمقراطي الفلسطيني.