يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك
أوباما، ترغب بترك إرث ثقيل للإدارة الجديدة برئاسة دونالد
ترامب، وذلك بمفاجآت لم يفصل بينها سوى أيام معدودة.
التصرف الأول الذي أزعج ترامب كان إحجام أمريكا عن استخدام حق النقض "الفيتو" ضد قرار لمجلس الأمن يدين البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واتهم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة رون ديرمر البيت الأبيض بـ"التآمر" على إسرائيل في مجلس الأمن الدولي الذي تبنى قرارا أدان فيه الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في فورة جديدة من الغضب ضد إدارة باراك أوباما.
وما زاد الطين بلة، كان خطاب كيري الأخير حول رؤيته للحل النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث أوضح أن تبني مجلس الأمن الدولي الجمعة قرارا يدين الاستيطان الإسرائيلي ويطالب بوقفه، "كان يهدف إلى الحفاظ على حل الدولتين".
وأضاف كيري: "هناك أعداد متساوية من اليهود والفلسطينيين بين نهر الأردن والبحر المتوسط (..) يمكن أن يختارا العيش معا أو الانفصال في دولتين".
وتابع: "لكن هناك حقيقة أساسية وهي إذا كان الخيار العيش في دولة واحدة. فسيكون على إسرائيل أن تختار إما أن تكون يهودية أو ديمقراطية ولا يمكنها أن تكون الاثنين معا، كما أنها لن تكون أبدا في سلام".
وآخر المفاجآت حتى الآن، طرد 25 دبلوماسيا
روسيا من أمريكا إثر اتهامات بالتدخل في الانتخابات الأمريكية الرئاسية الأخيرة.
الخبير في الشأن السياسي الأمريكي، الدكتور صبري سميرة، رأى أن ما تفعله إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يأتي من باب الخصومة السياسية مع الجمهوريين وإن كان الأمر ليس شائعا في السياسية الأمريكية، لكنه وارد.
ولفت في حديث لـ"
عربي21" إلى أن التحركات الأمريكية الأخيرة لإدارة أوباما ما هي إلا نتيجة امتعاضه من التصرفات الروسية والإسرائيلية خلال ولايته، وخصوصا التدخلات الروسية في الشأن الأمريكي الذي يرى الديموقراطيون أنه أثر على فرص فوز مرشحتهم، هيلاري كلينتون، في الوصول إلى البيت الأبيض.
وأكد سميرة أن تصرفات الإدارة الراحلة لن تؤثر على دور أمريكا دوليا، بل ستعود بالفائدة على الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، فعلى صعيد العلاقة مع إسرائيل سيقول ترامب للإسرائيليين إنه من الممكن أن يأتي في يوم من الأيام رئيس أمريكي يرفع الغطاء عنهم، وإنه عليهم احترام وجوده في السلطة مقابل الغطاء الذي سيقدمه لهم.
وعلى الصعيد الروسي، يأمل الروس بعلاقات أفضل مع ترامب، إذ أرسل الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، قبل أيام رسالة عبر فيها عن أمله في التعاون الثنائي وإيجاد "مستوى جديد" من العلاقات.
ووفقا لفريق ترامب الانتقالي فقد كتب بوتين قائلا: "آمل .. أن نتمكن من خلال التصرف بشكل بناء وعملي أن نتخذ خطوات حقيقة لاستعادة إطار التعاون الثنائي في مجالات مختلفة بالإضافة لرفع مستوى التعاون على الساحة الدولية إلى مستوى نوعي جديد".
كما فضل بوتين عدم الرد على الخطوة الأمريكية بطرد الدبلوماسيين إثر الاتهامات بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأخيرة.
وأضاف سميرة أن الروس غير معنيين الآن بالرد على إدارة راحلة، وسيفضلون الانتظار إلى حين دخول ترامب البيت الأبيض.
وأعلن أوباما الخميس سلسلة من الإجراءات ضد روسيا معتبرا 35 دبلوماسيا "أشخاصا غير مرغوب فيهم". في حين أعلن مصدر مقرب من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه قد يلغي العقوبات.
واتهم ترامب، الأربعاء الماضي، أوباما بإطلاق "تصريحات نارية"، ووضع "عراقيل" تعوق انتقال السلطة، قبل أن يعود لاعتماد لهجة أكثر تصالحية.
وكان الرجلان اجتمعا بعد يومين من انتخابات الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر، داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض؛ لوضع حد لأشهر من حملة انتخابية قاسية، وشددا على رغبتهما في إتمام عملية انتقال السلطة بسلاسة.
لكن ترامب نشر الأربعاء على "تويتر" مجموعة تغريدات انتقد من خلالها أوباما.
وكتب على قائلا: "لقد بذلت أقصى ما في وسعي لتجاهل العراقيل العديدة والتصريحات النارية للرئيس أوباما. كنت أعتقد أن عملية الانتقال ستتم بسلاسة، ولكن لا!".