كشف مصدر
فلسطيني مطلع تحدث لــ"عربي 21" تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود
عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد
مشعل في الدوحة مؤخرا، والكواليس التي سبقت عقد الاجتماع، والجدل الذي صاحبه وكيف ولماذا انتهى دون أية نتائج سوى تناول طعام الغداء سوياً ثم المغادرة.
وبحسب الخبر الذي تداولته وسائل الاعلام العربية والأجنبية فان عباس ومشعل التقيا يوم الخميس الثامن والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، بضيافة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلا أن أياً من وسائل الاعلام لم تذكر تفاصيل اللقاء ولا ما جرى فيه ولا الظروف التي انعقد بها.
من الذي طلب اللقاء
وسادت حالة من اللغط الهادئ حول من طلب أن يلتقي الآخر، عباس أم مشعل، أم أن اللقاء كان بطلب من القيادة القطرية التي استقبلت عباس أواخر الشهر الماضي، خاصة وأن القيادي في حركة فتح عزام الأحمد أصدر تصريحاً قبيل اللقاء قال فيه إنه "استجابة لطلب حركة حماس"، وهو ما تبين أنه أغضب حركة حماس التي نفت ذلك علناً، لكن أحداً لم ينتبه لهذه الجزئية.
وبحسب التفاصيل التي ألقى بها المصدر الفلسطيني على "عربي21" فانه في أعقاب تصريح الأحمد الذي أغضب حركة حماس اتصل السفير الفلسطيني لدى الدوحة منير غنَّام بمشعل بهدف "تلطيف الأجواء"، فأبلغه مشعل بأن "حماس لم تطلب لقاء الرئيس عباس، لكنها لا تمانع لقاءه".
وفي محاولة لإرضاء حماس زار كل من السفير غنام ومعه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مشعل في مقر إقامته، وبعد ذلك انعقد اللقاء يوم الخميس 28 أكتوبر 2016 في منزل وزير الخارجية القطري وبدعوة منه وتناول كل من عباس ومشعل الغداء في منزل الوزير، وليس في مقر إقامة أي منهما، وذلك على خلفية الجدل حول من طلب عقد اللقاء.
ما الذي جرى في اللقاء؟
انتهى لقاء عباس – مشعل في الدوحة دون تحقيق أي تقدم ولا اختراق في القضايا العالقة بين الجانبين، حيث يؤكد المصدر أن كلاً من الرجلين اكتفيا بتناول طعام الغداء ومجاملة كل منهما للآخر، فيما يبدو أن اللقاء كان تكريماً لوساطة الوزير القطري ليس أكثر، فيما بثت كل من وكالة الأنباء القطرية (قنا) ووكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بعد ذلك خبراً مقتضباً عن اللقاء دون أي تفاصيل.
ويقول المصدر إن سبب فشل اللقاء أو عدم تحقيق أي جديد فيه يعود الى كون الرئيس عباس "رفض تقديم أي تنازلات وحركة حماس رفض التخلي عن موقفها في قضيتين".
أما القضيتين اللتين ترفض حماس التزحزح عن موقفها فيهما فيكشف المصدر أنهما "أولاً الحفاظ على قدسية سلاح المقاومة وعدم المساس به مع استعداد حركة حماس لاشراك القوى الفلسطينية الأخرى في قرار السلم والحرب.. وثانياً إدماج الموظفين الذين تم تعيينهم من قبل حماس في غزة، مع وجوب عدم محاربتهم في أرزاقهم، وضمان وصول الرواتب المالية اليهم".
فشل الوساطة
ويكشف المصدر الفلسطيني الذي تحدث لــ"عربي21" أن وفداً فلسطينياً زار الدوحة قبل أن يصلها الرئيس عباس، والتقى بقيادة حركة حماس التي أبلغت مطالبها وأكدت له عدم التنازل عن هذه المطالب، فيما رجع الوفد الى الرئيس عباس بهذه المطالب ورفضها بدوره، وهو ما أدى الى أن يكون اللقاء مع مشعل بغير معنى، وكان لمجرد مجاملة الوزير القطري ليس أكثر.
ويقول المصدر إن وفد الوساطة الذي زار الدوحة أواخر الشهر الماضي كان برئاسة رجل الأعمال الفلسطيني المعروف منيب المصري، وبمشاركة كل من النائب في الكنيست محمد بركة، والشخصية الفلسطينية الرفيعة ناصر الدين الشاعر، ووزير العمل مأمون أبو شهلا، إضافة الى الوزير مفيد الحساينة، وجميعها شخصيات تحظى باحترام كافة أطياف وفصائل الشعب الفلسطيني.
ويؤكد المصدر أنَّ حماس أبلغت وفد الوساطة بأن لديها استعدادا لتوقيع اتفاق
المصالحة مع حركة فتح، وأن تشارك في الانتخابات القادمة شريطة تحقيق المطلبين، وهو ما رفضه عباس بشكل قاطع، الأمر الذي دفع وفد الوساطة الى مغادرة الدوحة قبل أن يصلها الرئيس عباس.
وبحسب المصدر فان الوفد الفلسطيني الوسيط أبدى تفهمه لمطالب حركة حماس ولم ينكرها أو يطلب التنازل عنها، فيما غادر الوفد العاصمة القطرية دون أن يلتقي بعباس أو يُصاحبه في زياراته ومشاوراته الرسمية، وانتهى الأمر الى فشل الوساطة وانعقاد لقاء مجاملة ليس أكثر.