أطلق فريق عمل مبادرة "وطن للجميع"، المعروفة إعلاميا بمبادرة واشنطن (تهدف لتوحد ثوار
مصر)، نداء ودعوة إلى كافة
القوى الثورية دون استثناء أو تمييز بالدخول في حوارات مكثفة بغرض توسيع نطاق التوافق بينهم، مرحبين بأي دعوة للنقاش مع أي فصيل ثوري.
وقالوا -في بيان لهم الخميس-: "خدمة لمصرنا وللشعب الذي ننتمي إليه جميعا، إسلاميون ومدنيون وأقباطا، رجالا ونساء، شيبا وشبانا، ودون أي شروط مسبقة علينا التحاور معا، نريد أن نتعرف على بعضنا البعض، نريد أن نتخطى حواجز الشك المصطنع، نريد أن يعترف كل منا بالآخر، نريد آلية سياسية تضمن التنافس السلمي بين الجميع على أرض مصر الوطن الأم لنا جميعا".
وأضاف البيان: "ولنا في شباب 25 يناير بميدان التحرير أسوة حسنة، فقد قام المسيحيون بحراسة المسلمين وهم يصلون، وتعرف الإسلاميون على الليبراليين وسادت بينهم روح الأخوة ووحدة الهدف، إلى أن جاءت الأطماع السياسية القصيرة النظر فشتتت هذا المشهد التاريخي العظيم"، مطالبا بأن يتحلى الجميع بروح 25 يناير التي ظهرت خلال الـ 18 يوما حتى 11 شباط/ فبراير 2011 بميدان التحرير.
وشدّد على أن تشتت المعارضة هو أكبر ضامن لبقاء الثورة المضادة وفشل محاولات استرداد الثورة، واصفا نفسه بأنه أول مشروع توافقي بين مختلف أطياف المعارضة بجناحيها الرئيسيين المدني والإسلامي.
وأشار البيان إلى أن فريق عمل مبادرة "وطن للجميع" سيقترح ميعاد ومكان أول ورشة عمل بعد التشاور مع مختلف المجموعات الثورية، منوها إلى أنه يمكن وضع أي مقترحات على صفحة "وطن للجميع" الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتابع: "أمام المعارضة ثلاثة احتمالات رئيسية لا رابع لها: إما أن تظل في حالة خصام إيديولوجي، فتضيع الثورة ويزداد المواطن المصري فقرا ومهانة، أو أن تمارس العداء تجاه بعضها، فنقترب من الوضع في سوريا وليبيا واليمن والعراق (وهو عار على المصريين أصحاب أول دولة وطنية في التاريخ)، أو أن تتوافق على آلية تسمح بالتنافس السلمي بينها بناء على قواعد عادلة تضمن حرية وعدالة التنافس للجميع".
وأردف: "من هذا المنطلق، خرجت وثيقة وطن للجميع في 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، وغرضها الأساسي أن يتاح لكل اتجاه سياسي أن يعبر عن نفسه بحرية كاملة، وأن يتنافس سلميا على كسب ثقة الجمهور بما يضمن تداول السلطة وسلمية العملية السياسية".
وأكد أن الفلسفة الرئيسية لـ "وطن للجميع" هي أن مصر وطن يتسع لهم جميعا بمختلف تنوعاتهم الفكرية، فلا إقصاء لأحد لصالح آخر، ولا استخدام للسلطة السياسية لفرض فصيل معين على حساب فصيل آخر.
وفي 15 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن فريق عمل مبادرة "وطن للجميع" رسميا عن تفاصيل مبادرتهم التي أثارت ردود فعل متباينة على الساحة السياسية المصرية، وأعلن الكثير رفضهم لها بينما رحب بها البعض.