في ما يعكس قلقا على مستقبل نظام رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" النقاب عن أن الحكومة
الإسرائيلية تتجه لتنفيذ مشاريع اقتصادية بهدف المساعدة في الحفاظ على استقرار النظام.
وقال المعلق العسكري للصحيفة أليكس فيشمان، إن التحرك الإسرائيلي المرتقب يأتي في ظل بروز مؤشرات تدلل على وجود تهديدات جدية على نظام السيسي.
وفي تقرير نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم، ذكر فيشمان، المعروف بقربه الخاص من دوائر صنع القرار في تل أبيب، أن التحرك الإسرائيلي جاء نتاج مشاورات مطولة مع الإدارة الأمريكية حيث اتفقت كل من واشنطن وتل أبيب على أن هناك مخاوف من أن يسقط النظام في غضون عام في حال لم يتم التدخل بشكل جدي من أجل إنقاذه.
وشدد فيشمان على أن كلا من الأمريكيين والإسرائيليين يتفقون على أن سقوط نظام السيسي "ينذر بتحولات جيواستراتيجية بالغة الصعوبة والتعقيد، حيث إن من المتوقع أن تصعد مجددا للحكم جماعة الإخوان المسلمين".
وأشار فيشمان إلى أن نظام السيسي تقدم بطلبات مباشرة لإسرائيل للمساعدة في "إنعاش" الواقع الاستثماري
المصري، لا سيما في مجال "البنى التحتية"، التي تضمن توسيع قائمة فرص العمل التي يمكن أن تستوعب المزيد من الشباب المصري العاطل عن العمل.
ولاحظ فيشمان أن ما يدلل على الدلالات الاستراتيجية للتدخل الاقتصادي الإسرائيلي في مصر، حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية كلفت وزارة الحرب بدراسة المشاريع التي يمكن أن تنفذ داخل مصر.
وفي ما يدلل على قلق نظام السيسي من انكشافه أمام الجمهور المصري وبروز فشله في معالجة ملف سد النهضة مع إثيوبيا، والخوف من أن يلمس المواطن المصري نقصا حادا في المياه المخصصة للشرب والزراعة، فقد تقدم نظام السيسي لإسرائيل بطلب للمساعدة في تدشين مشاريع لتحلية مياه البحر لسد النقص المتوقع في مياه نهر النيل التي سيحبسها السد الإثيوبي.
ونوه فيشمان إلى أن إسرائيل تدرس مساعدة مصر في تدشين مشاريع لاستغلال
الطاقة الشمسية كبديل عن نقص مصادر الطاقة الأخرى، بعد تحول مصر من مورد للغاز الطبيعي إلى مستورد له.
لكن على الرغم مما ذكره فيشمان، فإن هناك ما يدلل على أن نظام السيسي سيكون مطالبا بتقديم تنازلات كبيرة لإسرائيل حتى قبل أن تشرع في مساعدة نظامه اقتصاديا.
وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر أول أمس، أن إسرائيل ستطلب من مصر الموافقة على السماح بتصدير الغاز الذي سيطرت عليه في حوض البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
ونوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل تقترح أن يتم نقل الغاز إلى مصر عبر أنابيب، ومن ثمة إسالته في منشأة خاصة، ليتم بعد ذلك نقله إلى أوروبا في حاويات.