أدانت محكمة بريطانية يوم الأربعاء الصحافي
مظهر محمود، المعروف باسم "
الشيخ المزيف"، والمعروف أيضا بـ"ملك اللسعات"، الذي ساعدت تحقيقاته الشرطة على اعتقال عدد كبير من الأشخاص، أثناء عمله الصحافي، الذي استمر لمدة 25 عاما.
وتقول صحيفة "الغارديان" إن محمود يعرف بالرجل الذي يرتدي الثوب الخليجي والعقال العربي، حيث كان يقوم بمقابلة ضحاياه، ويأخذ منهم اعترافات، كانت تنشرها صحف التايكون الأسترالي روبرت
ميردوخ، مثل صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" التي توقفت، وصحيفة "صاندي تايمز"، وعمل بعد ذلك في "صن أون صاندي"، التي حلت محل "نيوز أوف ذا وورلد"، التي علق عمله فيها عام 2014، بعد قضية مع محكمة في برنامج "إكس فاكتور" المعروف، مع نجمة البوب توليسا كونتوستافلوس، التي حاول توريطها في قضية مخدرات.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن محمود (53 عاما) أدين مع سائقه ألان سميث (67 عاما)؛ بتهمة إعاقة مسار العدالة، وبعد إدانته أعلن المدعي العام عن خطط لمراجعة 30 حالة أبلغ عنها محمود، وقرر 18 شخصا تضرروا منه تقديم دعاوى قانونية ضده، والمطالبة بتعويضات قد تصل إلى 800 مليون جنيه إسترليني.
وتنقل الصحيفة عن المحامي المتخصص في مجال القضايا الإعلامية مارك لويس، قوله إن القضايا المقدمة تتقزم أمام ما قدم بعد فضيحة التنصت على الهواتف، ويضيف، بحسب ما نقلت عنه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "خلال السنوات الـ25 عاما الماضية، دمرت حياة الكثيرين بسبب أفعال مظهر الكاذبة"، ويتابع قائلا إن "الناس فقدوا مصادر عيشهم، وبيوتهم، وأعمالهم، وأقاربهم، وبعضهم حكم عليه بالسجن".
ويورد التقرير نقلا عن محامي كونتوستافلوس، بن روس، قوله إن مظهر محمود قام بعمل جيد، لكنه تمادى أكثر من المسموح، ويضيف روس: "الخطر الأكبر في هذه القضية أنه سمح لمحمود بالعمل بشكل كامل بصفته قوة شرطة غير منظمة"، أي التحقيق في جرائم، دون استخدام المعايير التي تطبقها الشرطة.
وتلفت الصحيفة إلى أن المحقق، الذي قدم نفسه على أنه "ملك اللسعات"، ساعد في إدانة 100 مجرم خلال عمله الصحافي، وتخفى في أكثر من شكل، لكن أشهرها كان ظهوره بمظهر الشيخ المزيف، واستهدف عملية التلاعب في لعبة الكريكيت للفريق الباكستاني، مشيرة إلى أنه كان من ضحاياه مدرب فريق كرة القدم الإنجليزي السابق سيفن إريكسون، ومقدم برنامج بلو بيتر السابق ريتشارد بيكون، والنائب السابق جورج غالوي.
ويفيد التقرير بأن محمود تخفى في عام 2004 بزي متطرف إسلامي، ليكشف عن ثلاثة إرهابيين، كانوا يحاولون شراء مواد مشعة من جماعة إرهابية، بهدف القيام بهجمات ضد
بريطانيا، مشيرا إلى أنه حاول أكثر من مرة دخول بريطانيا بجواز سفر مزيف، ليكشف عن التساهل لدى سلطات الهجرة، واستهدف العائلة المالكة مثل صوفي، دوقة ويسكس، وسارة دوقة يورك.
وتذكر الصحيفة أن محمود أخبر الشرطة في عام 2003 عن مؤامرة مزعومة لاختطاف المغنية وعارضة الأزياء فيكتوريا بيكهام، زوجة لاعب كرة القدم السابق ديفيد بيكهام، لافتة إلى أن محمود حاز خلال عمله على عدد من الجوائز، منها جائزة
الصحافة البريطانية، ورشح عام 2013 لجوائز المسلمين البريطانيين.
ويستدرك التقرير بأن قضية محمود مع كونتوستافلوس، أدت إلى إدانته، حيث تزيا بزي منتج هندي في بوليوود، وعرض عليها المشاركة في فيلم مقابل 3.5 مليون جنيه إسترليني، وذهب بعيدا في محاولة توريطها، وقابلها عام 2013 في فندق ميتروبوليتين في لندن، حيث زعم أنها رتبت لبيعه نصف أوقية من الكوكايين بمبلغ 800 جنيه، وتم اعتقال المغنية لاحقا، واتهمت بمحاولة بيع نخب أول من المخدرات، بعدما قدم محمود الأدلة، لكن القضية انهارت بعدما غير السائق سميث شهادته امام الشرطة، التي جاء فيها عدم قبول المغنية للمخدرات وأنها ضدها، فعندما نقل سميث كونتوستافلوس إلى بيتها في هيرفورد شاير تحدثت عن مخاطر المخدرات، وكيف أن واحدا من عائلتها عانى بسببها.
وتبين الصحيفة أن شخصية محمود تحاط بالغموض، حيث منع عقده مع المؤسسات الإعلامية نشر صورته، ودافع محمود عن طرق التحقيق بأنها عبارة عن تحقيق في معايير الصحافة، وأن"الغاية تبرر الوسيلة"، منوهة إلى أنه بعد مسيرة صحافية فضح فيها، وأحرج ضحاياه، أصبح الشيخ المزيف نفسه "عنوانا" في الصحافة.
ويكشف التقرير عن أن الشرطة البريطانية تلقت قبل عقد من الزمان تحذيرات من الطرق التي يستخدمها محمود، إلا أنها لم تلتفت لها، وتقول مصادر مقربة من الشرطة إنها تلقت تحذيرات مرتين على الأقل، ومع ذلك استمرت في معاملة أدلته وتحقيقاته على أنها أساس تمت بناء عليها إدانة الأشخاص وسجنهم.
وبحسب الصحيفة، فإن من بين الذين قدموا تحذيرا أحد مساعدي محمود في عام 2003 و 2005، حيث قال إن طريقة محمود في مقابلة الأشخاص تقوم على توريطهم، وقال مساعده إن محمود ربما تصرف بطريقة جنائية، وفي تلك الفترة قررت الشرطة أنه لا توجد أدلة كافية للتحقيق معه.
ويجد التقرير أن إدانة محمود تلقي ظلالا من الشك على القضايا التي حقق بها، وقد تؤدي إلى سجنه مدى الحياة، مستدركا بأنه من الناحية الفنية قد ينتهي به الأمر في السجن لمدة أشهر أو سنوات، وقال مصدر إن الشرطة ظلت تستخدم ادلته، "وبحلول عام 2005 أصبح مشبوها، لكنها ظلت تتعامل معه".
وتختم صحيفة "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن تداعيات إدانة محمود قد تؤثر في مملكة ميردوخ الإعلامية في بريطانيا وأمريكا، حيث ستواجه دعاوى قضائية جديدة ومطالب بتعويضات.