قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية
حماس موسى أبو مرزوق، الأربعاء، إن حركته لا يمكن أن تقيم أي "صلح دافىء" مع
الاحتلال الإسرائيلي، كما جاء في مبادرة رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي.
وكان أبو مرزوق يرد على سؤال، خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش زيارة يقوم بها إلى الجزائر منذ الجمعة الماضي، بشأن موقف "حماس" من المبادرة المصرية للسلام بين
الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف أن "المبادرة المصرية لم تنضج بعد وهي قيد الإعداد داخل المؤسسات المصرية، لكن ما فهمناه من تصريحات عبد الفتاح السيسي أن خطواتها هي توحيد حركة
فتح، وبعدها الذهاب إلى مصالحة فلسطينية داخلية، ثم تقدم "إسرائيل" رؤيتها حول السلام، ليتم بعد ذلك استضافة القاهرة صلح بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
واندلعت خلافات بين القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، المقيم في دولة الإمارات، والرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ آذار/ مارس 2013، حيث اتهمه عباس في اجتماع للمجلس الثوري لـ"فتح"، بالتخابر مع إسرائيل، والوقوف وراء اغتيال قيادات فلسطينية، والمشاركة في اغتيال الراحل ياسر عرفات، وهو الأمر الذي نفاه دحلان، متهما الرئيس بتحقيق أجندة أجنبية وإسرائيلية.
وتدور في كثير من المناسبات الداخلية لحركة فتح، مواجهات بين أنصار الفريقين.
وفي السياق ذاته، تابع أبو مرزوق: "بالنسبة لنا في حركة حماس أكدنا موقفنا الداعم لأي جهد من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية ونشكر كل من يسعى لذلك كما أننا مستعدون لبذل الجهد اللازم لإنجاح هذا المسعى".
وأوضح: "أما بالنسبة للجزء الآخر من المبادرة فنحن نرفض إقامة صلح دافئ مع الكيان الصهيوني، وأي تحرك في هذا الاتجاه يجب أن يكون ضد عدو اغتصب أرضنا".
وكان رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، قد أعلن في أيار/ مايو الماضي، عن مبادرة للسلام بين الاحتلال الإسرائيلي والجانب الفلسطيني.
ونقلت وسائل إعلام مصرية، آنذاك، عن "السيسي" قوله: "يمكن لحد (لأحدهم) أن يقول إن السلام (مع الاحتلال) ليس دافئا لكنني أقول ... إنه سيتحقق سلام أكثر دفئا لو قدرنا على حل المسألة الخاصة بأشقائنا الفلسطينيين.. لو قدرنا على حل المسألة وأعطينا أملا للفلسطينيين في إقامة دولة بضمانات لكلا الدولتين".
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية نيسان/ أبريل 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد تسعة شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.