نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تقريرا استعرضت فيه تفاصيل مقتل إمام في مدينة روشديل البريطانية، بأيدي متشددين موالين لتنظيم الدولة، بسبب اتهامه بممارسة "
السحر الأسود".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن إماما تعرض للقتل في إحدى المدن البريطانية؛ بسبب اشتباه عنصرين من
تنظيم الدولة في ممارسته السحر الأسود لشفاء بعض الأمراض، وفقا لما ذكره أحد الأعضاء في هيئة المحلفين في المحكمة البريطانية.
وأضافت أن
جلال الدين الذي يبلغ من العمر 71 عاما، أصيب بجروح بليغة في رأسه ووجهه، بعدما تعرض لهجوم عنيف في منطقة روشديل بمدينة مانشستر الكبرى في
بريطانيا، يوم 18 شباط/ فبراير الماضي.
وأوضحت أن الإمام البريطاني الذي ينحدر من أصول بنغالية؛ تعرض للتعنيف من طرف شابين عندما كان في طريقه إلى المنزل؛ عائدا من منزل صديقه، بعد أدائه للصلاة.
وذكرت الصحيفة أن كلاً من محمد حسين سيادي (22 عاما) ومحمد عبدالقادر (24 عاما)، اعترفا بأن مشاعر الكراهية دفعتهما للاعتداء على جلال الدين؛ بعد اكتشافهما منذ عام تقريبا أنه يمارس "الرقية التي تتضمن بعض السحر والتمائم" بغية علاج المرضى.
وقالت إن الشابين كانا قد اعترفا بقيامهما بمراقبة الإمام جلال الدين من هضبة مرتفعة، "وقد كانت كل الأمور تسير على ما يرام قبل أن تتطور الأحداث بسرعة بشكل تراجيدي".
وبعد الإعلان عن فتح قضية في الجريمة؛ فقد استنكر المدعي العام لمحكمة مانشستر، بول غريني، هذه الجريمة، قائلا: "من يستطيع أن يكره رجلا محترما مثل جلال الدين إلى هذه الدرجة؟ إن الإجابة عن هذا السؤال المهم يمكن أن نجدها في عقيدة تنظيم الدولة".
وأشار غريني إلى "أن جلال الدين كان يمارس نوعا من أنواع الشفاء الإسلامي، عن طريق الرقية الشرعية، بينما يعتقد تنظيم الدولة أن هذه الممارسة تعد شكلا من أشكال السحر الأسود، وأن الشخص الذي يمارسها يستحق عقابا حادا يصل إلى الموت".
وأضافت الصحيفة أن سيادي نفى دعم الفكر المتطرف، أو أن يكون له أي علاقة بتنظيم الدولة، وقال موجها حديثه لهيئة المحلفين في المحكمة، إن "مهمة هذه الهيئة تتمثل في البحث عما إذا كانت هذه الادعاءات صحيحة أم لا"، مؤكدا أن المحكمة "ستقتنع في النهاية بأن الأدلة التي تم تقديمها تدحض هذه الادعاءات".
وذكرت الصحيفة أن سيادي قام بقيادة سيارة برفقة زميله عبد القادر، إلى حديقة الأطفال التي شهدت حدوث الجريمة، وقد كان الأول يعرف منذ البداية أن عبد القادر لديه رغبة في قتل جلال الدين، أو إلحاق أذى كبير به.
وبينت أن الشابين كانا يطاردان الإمام جلال الدين في شوارع منطقة روشديل يوم 18 شباط/ فبراير الماضي، وأثناء مروره بالحديقة العمومية للأطفال؛ قام عبدالقادر بمهاجمته بطريقة مفاجئة وعنيفة، موجها له ضربات مباشرة باستعمال مطرقة، مشيرة إلى أن هذه الضربات خلفت كسورا عديدة في الوجه والفك والجمجمة.
وتابعت: "بعد ذلك؛ غادر عبد القادر مكان الجريمة من الباب الآخر للحديقة".
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن فتاتين اكتشفتا جسد الإمام جلال الدين قبل أن يفارق الحياة تماما، لكنه لم يصمد طويلا، وتوفي بعد فترة قصيرة من نقله إلى المستشفى، في "جريمة" وُصفت بأنها "قائمة على الكراهية والتعصب".