نفي مستشار رئيس الانقلاب، عبدالفتاح
السيسي، للشؤون الدينية، عضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، الشيخ أسامة الأزهري، صحة ما نشرته جريدة "الشروق"، الثلاثاء، من قيامه بقيادة
مراجعات فقهية مع السجناء الإسلاميين، من بينهم منتمون إلى جماعة
الإخوان المسلمين، وتنظيم الدولة "داعش".
ووصف الأزهري -في بيان أصدره الثلاثاء- ما نشرته "الشروق" بأنه غير صحيح بالمرة، ويحمل من الإثارة أكثر مما يحمل من الحقيقة، ويفتقد التثبت وتحري الصواب.
وقال إن محاضراته داخل السجون دورية ومتكررة، وليست الأولى كما ألمحت الصحيفة، موضحا أنها تأتي في إطار التعاون الدائم بين وزارة الداخلية والمؤسسات الدينية، من أجل حث السجناء على الانضباط والإصلاح والتهذيب وإسداء النصح سواء داخل السجن أو خارجه "عندما يخرجون للمشاركة في بناء وطننا الغالي بإيجابية تجاه المجتمع"، بحسب تعبيره.
وأردف أنه هذا "تقليد معمول به في كل بلاد العالم، وليست مصر فقط".
واستطرد أن اللقاء المشار إليه وغيره من اللقاءات السابقة، التي نشرتها وسائل الإعلام في حينه؛ جاء بمناسبة دخول شهر رمضان المعظم؛ لإعادة تأهيل النفس وجدانيا ومعرفيا وأخلاقيا.
وأضاف أن هذا الأمر التبس على الصحيفة، وغيرها من وسائل الإعلام، بإطلاق تصريحات عدة غير دقيقة حول مراجعات فكرية تجري داخل السجون، مشيرا إلى أن هناك مؤسسات وهيئات أخرى دعته لإلقاء محاضرات تثقيفية عدة حول الاستعداد للشهر الكريم، حسبما قال.
وأكد الأزهري تقديره واحترامه لجميع وسائل الإعلام، لما لها من دور في بناء المجتمعات، مشيرا إلى أن عددا غير قليل من وسائل الإعلام تعقب المنشور حتى كاد يعتمده حقيقة وواقعا، بحسب قوله.
ماذا قالت "الشروق"؟
وكانت صحيفة "الشروق" قالت إن وزارة الداخلية المصرية بدأت في سلسلة مراجعات لأفكار السجناء المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم الدولة "داعش"، في السجون المصرية، إضافة للسجناء الشباب الذين يختلطون بالسجناء المتشددين، ويتأثرون بأفكارهم، وفق وصفها.
وأضافت مصادر الصحيفة أن أولى هذه المراجعات كانت في الأسبوع الماضي، بحضور مستشار السيسي للشؤون الدينية، أسامة الأزهري، الذي رد على آراء فقهية يتبناها أعضاء "اللجان النوعية" (تسمية أمنية) بجماعة الإخوان المسلمين، وأعضاء "داعش" بالسجون، إضافة إلى تفنيد الكثير من مواقف سيد قطب.
نفيه جاء بعد نفي الإخوان
ويأتي نفي الأزهري بعد تصريح مصادر قريبة من الإخوان المسلمين لـ"
عربي21" نفت فيها ما ذكرته الصحيفة حول الإخوان، ومشاركتهم في المراجعات المدعاة، معتبرة أنه "مجرد دعاية كاذبة لنظام حكم السيسي، تحاول وصم الإسلاميين بالخطأ، وإظهار السيسي بصورة من يعفو، فضلا عن الإساءة لجماعة الإخوان؛ عبر إظهار موقفها الصلب في رفض نظام حكمه بأنه يحتمل أن يتغير إذا استند إلى مراجعات فقهية، طالما انطلقت منها الجماعة أساسا في جميع مواقفها".
وأضافت المصادر أن أقصى ما استطاعه نظام حكم السيسي في هذا الصدد هو التغرير بسجناء متعاطفين مع الإسلاميين، أو محسوبين عليهم، لكنهم لا ينتمون إليهم، ولا ينتظمون في تنظيمهم، وإنما تتعلق كل آمالهم بالإفراج عنهم، والنجاة من غياهب السجون، إذا تماهوا مع سلطات الانقلاب، وأظهروا لها أنهم يراجعون أفكارهم فقهيا، اتقاء لشر نظام السيسي، وبحثا عن سبيل للخروج من ظلمات سجونه.