قالت صحيفة "الشروق"
المصرية، الثلاثاء، إن وزارة الداخلية بدأت في سلسلة
مراجعات لأفكار السجناء المنتمين لجماعة
الإخوان المسلمين، وتنظيم الدولة "داعش" في
السجون المصرية، إضافة للسجناء الشباب الذين يختلطون بالسجناء المتشددين، ويتأثرون بأفكارهم، على حد وصفها، نقلا عن "مصادر في سجن شديد الحراسة 2، المعروف إعلاميا بـ"العقرب2" في منطقة سجون طرة".
وأضافت المصادر، وفق الصحيفة، أن أولى هذه المراجعات كانت في الأسبوع الماضي، بحضور مستشار رئيس الجمهورية (رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي) للشؤون الدينية، الدكتور أسامة الأزهري، الذي قام -في خلال المحاضرة الأولى، التي ضمت مئات السجناء، معظمهم من الشباب- بالرد على عدد من الآراء الفقهية التي يتبناها أعضاء "اللجان النوعية" (تسمية أمنية لا صحة لها) بجماعة الإخوان المسلمين، وأعضاء "داعش" بالسجون، إضافة إلى تفنيد الكثير من مواقف سيد قطب.
وتابعت المصادر -التي تحفظت على ذكر أسمائها، بحسب "الشروق"- بأن إدارة السجن كانت قد أبلغت الشباب بضرورة حضور تلك المحاضرات؛ لأنه سيكون هناك قرارات قريبة بالعفو عن العديد من الشباب السجناء، وهو ما دفعهم لحضور أولى المحاضرات التي نظمها الأزهري، الذي أبلغهم بدوره أنها لن تكون الأخيرة، وأنه ستتبعها محاضرات أخرى توضح لهم الكثير من النقاط الشرعية الملتبسة لديهم.
وقالت "الشروق" إنه "في أعقاب المحاضرة قام ضباط الأمن الوطني (جهاز "أمن الدولة" المنحل) في السجن، بعقد جلسات تحقيق مع الكثير من الشباب الذين حضروها، مؤكدين لهم أنه عقب كل جلسة سيكون هناك تحقيق لمعرفة مدى التغيير الذي طرأ على أفكار الحاضرين من السجناء، تمهيدا للسعي إلى العفو عمن يتأكد تخليه عن الأفكار المتطرفة".
ولوحظ أن "الشروق" لم تذكر أي تعليق للأزهري على ما ذكرته منسوبا إليه، كي تنجو من احتمال نفي "الرئاسة" لصحة الخبر فيما بعد، لكن الصحيفة تعللت بأنها حاولت الاتصال بمستشار السيسي أكثر من مرة للتعليق على هذه المعلومات، إلا أنه لم يرد على الهاتف، في الوقت الذي أكدت فيه المصادر أنه تم تسجيل المحاضرة التي ألقاها، بحسب الصحيفة.
وزعمت "الشروق" أيضا -في ما اعتبرت أنه "تحقيق استقصائي من داخل سجني "الاستقبال" و"العقرب 2"، في منطقة سجون طرة بعنوان "هنا طرة مركز حكومي لتجنيد الداوعش"- أنها كشفت عن مبايعة العديد من الشباب صغار السن لتنظيم "داعش" داخل السجون، في ظل اختلاط السجناء الذين يتبنون أفكارا تكفيرية بباقي الشباب، بحسب تعبيرها.
كما نقلت الصحيفة تعليق المنشق عن جماعة الإخوان، المؤيد للانقلاب، كمال الهلباوي، على الأمر؛ إذ قال إن مواجهة الإرهاب تحتاج لاستراتيجية شاملة تشارك فيها جميع الجهات المعنية من العلماء الثقات على المستوى الشرعي والديني، وصولا إلى المستوى الثقافي، بدءا من قصور الثقافة في المراكز والمدن، وفي الجامعات، إضافة إلى المستوى الأمني.
وتابع الهلباوي (الذي عينته سلطات العسكر نائبا للجنة الخمسين لوضع دستور 2014، وعضوا في المجلس القومي لحقوق الإنسان)، القول إن: "الدكتور أسامة الأزهري يملك حججا جيدة، وعلما غزيرا، لكنه لن يكفي ذلك لمواجهة مثل هذه الأفكار والرد عليها"، على حد تعبيره.
كما شدد على ضرورة اتخاذ خطوات متسارعة في السجون، قائلا: "لديَّ معلومات أن بعض هؤلاء الشباب لم يكن داعشيا عندما ألقي القبض عليه، ووضعه في السجون"، مضيفا: "لكن بعض المنتمين لداعش في السجون المصرية استغلوا حماس الشباب، وظروف سجنهم، في ظل بعض المظالم التي تعرضوا لها، وسودوا الحياة في وجوههم، واستغلوا قلة معلوماتهم الدينية، وسحبوهم إلى طريقهم المتطرف".
مصادر الإخوان: هذا حقيقة ما حدث
هذا ولم يتسن لصحيفة "
عربي21" التأكد من صحة ما ذكرته "الشروق"، وإن كانت مصادر قريبة من الإخوان المسلمين نفت لـ"
عربي21" ما ذكرته الصحيفة حول الإخوان، ومشاركتهم في المراجعات المدعاة، معتبرة أنه "مجرد دعاية كاذبة لنظام حكم السيسي، تحاول وصم الإسلاميين بالخطأ، وإظهار السيسي بصورة من يعفو، فضلا عن الإساءة لجماعة الإخوان؛ عبر إظهار موقفها الصلب في رفض نظام حكمه بأنه يحتمل أن يتغير إذا استند إلى مراجعات فقهية، طالما انطلقت منها الجماعة أساسا في جميع مواقفها".
وأضافت المصادر أن أقصى ما استطاعه نظام حكم السيسي في هذا الصدد هو التغرير بسجناء متعاطفين مع الإسلاميين، أو محسوبين عليهم، لكنهم لا ينتمون إليهم، ولا ينتظمون في تنظيمهم، وإنما تتعلق كل آمالهم بالإفراج عنهم، والنجاة من غياهب السجون، إذا تماهوا مع سلطات الانقلاب، وأظهروا لها أنهم يراجعون أفكارهم فقهيا، اتقاء لشر نظام السيسي، وبحثا عن سبيل للخروج من ظلمات سجونه.