قتل عشرة مدنيين وأصيب 40 آخرون بجروح الخميس، في تفجيرين استهدفا بلدة المخرم الفوقاني في محافظة حمص في وسط سوريا، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أفادت مصادر أن تنظيم الدولة سيطر على حقل الشاعر للغاز بالكامل.
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، إن "التفجيرين أحدهما بسيارة مفخخة والثاني انتحاري، أسفرا عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل وإصابة 40 آخرين بجروح" في بلدة المخرم الفوقاني على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق من مدينة حمص.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن تفجيريين انتحاريين بسيارة ودراجة نارية أسفرا عن سقوط 12 قتيلا وإصابة 40 شخصا، في مدينة المخرم الفوقاني في ريف حمص الشرقي.
ويسيطر تنظيم الدولة على بلدة جب الجراح القريبة من المخرم الفوقاني، وكان شن قبل أيام هجوما في تلك المنطقة أسفر عن مقتل 16 عنصرا من قوات النظام.
اقتحام حقل الشاعر
ويأتي الاعتداء الخميس، بعد ساعات على سيطرة تنظيم الدولة على حقل الشاعر للغاز في وسط محافظة حمص، حيث أكد المرصد أن
تنظيم الدولة تمكن من بسط سيطرته الكاملة فعليا وبقوة السلاح على حقل شاعر للغاز بريف
حمص الشرقي .
وقال المرصد في بيان إن ذلك جاء عقب معارك عنيفة لليوم الثالث على التوالي، إثر هجوم للتنظيم على الحقل الواقع بريف حمص الشرقي، مشيرا إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 34 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينما قتل 16 عنصرا على الأقل من عناصر التنظيم في الاشتباكات ذاتها من ضمنهم اثنان فجرا نفسيهما بعربتين مفخختين.
وأشار المرصد إلى أن قوات النظام تستميت في محاولة استعادة السيطرة على الحقل، حيث يشهد محيط الحقل اشتباكات متفاوتة العنف بين التنظيم وقوات النظام، وترافقت الاشتباكات مع قصف الطيران الحربي والمروحي على مناطق الاشتباك، في حين قصفت قوات النظام صباح اليوم أماكن في منطقة الحولة، ترافق مع فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على أماكن في المنطقة.
الهدنة "متماسكة"
إلى ذلك، بدت التهدئة التي أعلنتها واشنطن وموسكو وتعهدت دمشق بالالتزام بها، متماسكة في مدينة حلب في شمال سوريا، حيث عادت الحركة إلى الشوارع بعد حوالي أسبوعين على تصعيد عسكري عنيف.
وتشهد الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام، هدوءا صباح الخميس، ولم تسجل أي غارات جوية، ولا تسمع أصوات تبادل الرصاص والقذائف على الجبهات.
وعادت الحركة إلى شوارع المدينة، وقرر الكثيرون فتح محالهم التجارية في الشطر الشرقي بعدما أغلقوها لأيام عدة تحت وطأة القصف، وفتحت أسواق الخضار التي كانت تعرضت إحداها لغارات جوية أسفرت عن مقتل 12 شخصا في 24 نيسان/ أبريل.
وقال المراسل إن الهدوء "شجع السكان على النزول إلى الشوارع والقيام بأعمالهم"، خصوصا مع إعلان قوات النظام التزامها بالتهدئة.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن الهدوء يسيطر على مدينة حلب بالكامل، مشيرا إلى مقتل مدني واحد في قصف للفصائل المعارضة على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، بعد دقائق فقط على دخول التهدئة حيز التنفيذ الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي.
من جانبه، أكد القيادي في فصيل "جيش الإسلام" في مدينة حلب أحمد سندة، الالتزام بالتهدئة، قائلا: "نحن مع أي مبادرة تخفف من معاناة المدنيين وتحقن دماءهم وسنلتزم بها"، مضيفا أن "النظام بعد خمس سنوات من الثورة لم يعد بإمكانه الالتزام بأي هدنة أو تهدئة معلنة".
وأعلنت واشنطن مساء الأربعاء، عن اتفاق توصلت إليه مع روسيا لتوسيع اتفاق التهدئة ليشمل مدينة حلب، في حين أكدت وزارة الدفاع الروسية والجيش السوري أن "نظام التهدئة" سيستمر 48 ساعة.
وأجرت واشنطن وموسكو منذ بداية الأسبوع مفاوضات لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي بدأ سريانه في سوريا قبل شهرين، لكنه انهار في مدينة حلب التي شهدت تصعيدا عسكريا منذ 22 نيسان/ أبريل، أسفر بحسب حصيلة للمرصد السوري، عن مقتل أكثر من 285 مدنيا بينهم نحو 57 طفلا.
وتم التوصل قبل ذلك إلى اتفاق تهدئة آخر في اللاذقية (غربا) والغوطة الشرقية في ريف دمشق، استمر أياما وانتهى مفعوله الأربعاء، وتعرضت الغوطة الأربعاء لـ22 غارة نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري على الأرجح. وأفادت التقارير الخميس عن هدوء في المنطقة.