قال موقع "انكيفادا"، وهو الموقع المكلف بنشر القسم
التونسي من "
وثائق بنما"، إن هناك أسماء لشخصيات تونسية ورد ذكرها بـ"وثائق بنما" المسربة من شركة "موساك فونسيكا" المتعلقة بإخفاء الثروات والتهرب الضريبي الذي كشف عنه التحقيق الذي نشرته شبكة الدولية للصحفيين الاستقصائيين، الأحد.
وقد أعلن الموقع في وقت لاحق عن تعرضه لهجمة إلكترونية، حيث أضاف القراصنة أسماء لم ترد بالفعل في الوثائق حتى الآن.
وكشف موقع "انكيفادا"، الذي حصل على نسخة من الوثائق، مساء الاثنين، عن أولى الأسماء وهي الأمين العام المستقيل من "
نداء تونس" ومدير حملة الباجي قايد السبسي الرئاسية،
محسن مرزوق، الذي أعلن عن تأسيس حزبه الجديد "مشروع تونس" في 20 آذار/ مارس الماضي.
وتابع الموقع، الذي شارك ضمن 109 وسائل إعلامية حول العالم في التحقيق في "وثائق بنما" المسربة، إن قائمة الذين ورد ذكرهم تحتوي على أسماء محامين تونسيين لحسابهم الشخصي أو لحساب مؤسسات يمثلونها، وسياسيين تونسيين سابقين إضافة إلى أحد مالكي وسيلة إعلام تونسية.
تحويل أموال
وقال "انكيفادا"، إن مرزوق اتصل بمكتب المحاماة "موساك فونسيكا" عبر البريد الإلكتروني، خلال إشرافه على الحملة الانتخابية للسبسي في كانون الأول/ ديسمبر 2014، بهدف الاستفسار عن كيفية تأسيس شركة استثمار مالية "غير موطنة" (Off-Shore) لتحويل أموال وتهريبها إلى الخارج دون تبعات ضريبية.
وتكشف وثائق مسربة، ضمن 11 مليون وثيقة، أن مرزوق اقترح أن تكون شركته تحت اسم "MM Business" سنة 2014، قبل أن يتلقى ردا على تساؤلاته مدعوما ببعض الوثائق التي توضح طريقة تأسيس شركة توظيف أموال في الجزر العذراء البريطانية.
إدارة الأعمال الدولية
ثم طرح مكتب "موساك فونسيكا" عددا من الأسئلة على مرزوق بقصد التحقق من هويته، وأخذ فكرة عن وضعيته والهدف الذي يريد الوصول إليه، حيث رد الأخير على تساؤلات المكتب بتقديم نبذة عن نفسه بأنه مواطن تونسي ويريد الدخول إلى عالم إدارة الأعمال الدولية، لافتا إلى أن تونسيا يقيم بجنيف قدم له معلومات حول المكتب.
ورد "موساك فونسيكا" على مرزوق بأن أرسل له عددا من الوثائق، منها وثيقة تتضمن تكاليف تأسيس الشركة (حوالي 1350 دولارا)، كما عين له مستشارا لمتابعة الملف.
وتثبت الوثائق المسربة أن آخر رسالة إلكترونية تلقّاها مرزوق، كانت في الشهر الرابع من العام 2015، فيما كان مرزوق لا يرد على رسائل المكتب منذ أواخر العام 2014.
هجمة إلكترونية
وتعرض موقع "انكيفادا"، صباح الثلاثاء، إلى هجمة إلكترونية، حيث أعلن المشرفون عليه، عبر حساباتهم الرسمية على "فيسبوك" و"تويتر"، أنهم قرروا وضع الموقع خارج الخدمة إلى حين التصدي للهجمة.
وتابعوا أن مخترقين تمكنوا من نشر معلومات مغلوطة باسمهم، في إشارة إلى ما تم تداوله عن "تورط الرئيس السابق منصف المرزوقي في تهريب أموال"، مؤكدين أن الاسم الوحيد الذي تم نشره إلى حد الآن هو محسن مرزوق، فيما ينتظر نشر أسماء شخصيات تونسية لاحقا.
من جانبه، قال محافظ البنك المركزي التونسي الشاذلي العياري، في تصريح لإذاعة موزاييك الخاصة الثلاثاء، إن "إمكانية فتح تحقيق في حال التأكد من صحة ما نسب لبعض الأسماء التونسية في ما يعرف بـ"وثائق بنما" واردة وفقا للقوانين المعمول بها في تونس، على أن تتم إحالة المعنيين بالأمر على القضاء دون استثناء"، وفق تعبيره.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس إذن صباح الثلاثاء لقاضي التحقيق بالقطب القضائي المالي بمباشرة التحقيقات في ما تم تداوله بخصوص تورط أسماء تونسية في ملف "وثائق بنما" المسرّبة.
لكن الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية في تونس، كمال بربوش، قال في وقت لاحق إن النيابة العمومية "ستأخذ ما ورد بـ"وثائق بنما" مأخذ الجد، وستقوم بالإجراءات اللازمة في حق من وردت أسماؤهم من التونسيين إذا ما وفرت لها أى جهة موثوق بها المعلومة المدعمة بالحجج".
وأضاف بربوش في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، الثلاثاء، إن النيابة العمومية لن تفتح تحقيقا في حق من وردت أسماؤهم في "وثائق بنما" من التونسيين بناء على ما نشرته المواقع الإلكترونية والصحف.
وتابع: "ليس لدى النيابة العمومية في الوقت الراهن معلومة ثابتة ومدعمة بخصوص الأسماء التونسية التي تم تسريبها"، وفق تعبيره.