رد قياديون في حركة
النهضة، على تصريحات الرئيس
التونسي الباجي قايد
السبسي، الذي رأى أن تردي الوضع الأمني والاقتصادي في تونس "يعود إلى مخلفات تجربة حكم الإسلام السياسي"، في إشارة إلى "النهضة".
وكان قايد السبسي قال، الخميس، في إجابته عن أسئلة عدد من ممثلي وسائل الإعلام
البحرينية، حيث يؤدي زيارة رسمية، إن الإسلام السياسي في فترة حكمه "كان متساهلا مع الإرهابيين والمجموعات المتطرفة".
ووصف القيادي في "النهضة" النائب عبداللطيف المكي، كلام قايد السبسي بأنه "خاطئ تماما، وعار عن الصحة"، مضيفا أنه "قبل أن تحكم النهضة أواخر 2011 تولى الرئيس الحالي مهمة تسيير البلاد كرئيس للحكومة منذ آذار/ مارس من العام نفسه، حيث تدهور الاقتصاد في عهده، ووصل إلى 1.8 تحت الصفر".
كلام مردود
وأضاف المكي لـ"
عربي21": "بدأت العمليات الإرهابية بتونس في فترة حكمه، وتأسس في عهده تنظيم أنصار الشريعة الذي عقد مؤتمره الأول بسكرة (ضاحية بالعاصمة) بإشراف زعيمه أبي عياض".
وبيّن أن "النهضة، ومن ورائها الترويكا، هما من أعلن أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا"، متابعا: "بدأنا في مقاومة هذا التنظيم، ورفعنا الاقتصاد من تحت الصفر إلى فوق الصفر".
وقال: "إذا كان هذا الكلام ناتجا عن سهو قد وقع فيه رئيس الدولة، فنسي ملفي الاقتصاد والإرهاب؛ فليس في الأمر مشكل، ونحن نتجاوزه، أما إذا كان مقصودا، أو ناتجا عن عدم سهو؛ فهو مردود، ومع ذلك فنحن نقول إنه كلام يُناقش".
وأضاف أنه "من غير المقبول أن يسافر رئيس الدولة إلى الخارج ليتحدث عن قضايا البلاد الداخلية، فالأصل أن يتناول الشأن الداخلي للبلاد إذا أراد أن يُصرح بخصوصه؛ حين يكون في أرض الوطن".
واستدرك المكي: "حتى في الداخل؛ هو لا يستطيع أن يتحدث عن هذا الأمر؛ لأنه أصبح رئيسا لكل التونسيين".
أطروحة "النداء"
من جانبه؛ لم يستغرب لطفي زيتون، المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة، من تصريح قايد السبسي، باعتباره "جزءا من الأطروحة التي قام عليها حزب نداء تونس، والقائلة بأن النهضة فشلت في الحكم، وأن النداء هو البديل عنها"، وفق تعبيره.
وقال زيتون لـ"
عربي21" إن "كلام قايد السبسي، الذي يُحمّل من خلاله النهضة مسؤولية تردي الوضع الاقتصادي في تونس؛ ليس جديدا؛ لأنه جوهر الأسس الحزبية التي قام عليها النداء الذي أسسه الرئيس نفسه".
وأضاف أن للمكان دوره في صدور تصريحات السبسي التي أطلقها في المنامة، مؤكدا أن ما يهم حركة النهضة هو "أن تكون زيارة الرئيس ناجحة، وتدعم الاقتصاد التونسي وسياساته".
وتابع: "تونس بلد الديمقراطية والحريات، وباستطاعة كل إنسان أن يُعبر عن آرائه؛ من الرئيس إلى أبسط مواطن (...) وما يهمنا هو توافق الائتلاف الحكومي، وعلاقة الصداقة بين الرئيس قايد السبسي، وبين رئيس النهضة راشد
الغنوشي".
وقال زيتون إنه "لا تهمنا التفاصيل، بقدر ما يهمنا جلب الاستثمارات، ودعم الاقتصاد. وللرئيس أن يتصرف بما يراه صالحا لتحقيق ذلك".
لا تعليق
وفي تصريح لوكالة "تونس أفريقيا" للأنباء، الجمعة، قال القيادي في "النهضة" العجمي الوريمي: "نحن لا نعلق على تصريحات رئيس الجمهورية، ولم نتعود على ذلك في حركة النهضة، فهو رئيس كل التونسيين، ويحظى بدعمنا".
وكان قايد السبسي كشف في حوار له مع صحيفة "الوسط" البحرينية، أن تونس "تواجه يسارا متطرفا، وهو أشرس من نظيره الإسلامي، ونحن كذلك نقاومه"، معتبرا أن "التطرف ليس خاصية قاصرة على الإسلاميين فقط" وفق تعبيره.
وتشارك حركة النهضة في الائتلاف الحاكم، الذي يقوده رئيس الحكومة الحبيب الصيد، إلى جانب نداء تونس والاتحاد الوطني الحر وحزب آفاق تونس.
وتتصدر كتلة "النهضة" مجلس نواب الشعب بـ69 نائبا، مقابل 64 نائبا لكتلة "النداء"، من أصل 86، حيث استقال منها في وقت سابق من هذا الشهر 22 نائبا، مُعلنين تكوين كتلة تحمل اسم "الحُرة".