نشرت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية تقريرا؛ تحدثت فيه عن إمكانية زيارة
البابا فرانسيس لإيران في الفترة المقبلة، في سياق جملة من التطورات الدولية التي تؤشر إلى تحسن علاقة بين الغرب وإيران، وسعي طهران لإظهار المزيد من الانفتاح والاستفادة من هذه الموجة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن صفحة جديدة من الحوار ستبدأ بين
الفاتيكان وإيران، بمناسبة زيارة الرئيس حسن
روحاني المنتظرة لمعقل الديانة المسيحية الكاثوليكية في روما، يوم الثلاثاء المقبل.
وذكر التقرير أن آخر لقاء بين الجانبين كان في سنة 1999، حين التقى الرئيس
الإيراني السابق محمد خاتمي مع البابا يوحنا بولس الثاني، ثم حضر في سنة 2005 جنازة هذا البابا البولندي.
وأشار التقرير إلى أن العديد من الدبلوماسيين والمواقع الإخبارية الإيرانية؛ يتحدثون عن فرضية توجيه روحاني خلال زيارته يوم الثلاثاء الماضي دعوة مفاجئة للبابا لزيارة إيران، ورغم أن المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيديريكو لومباردي، لم يشر لوجود هذه الزيارة على جدول أعمال البابا، فإن هذه الفكرة تبدو قابلة للتنفيذ، والقرار النهائي سيكون للبابا فرانسيس لقبول هذه الدعوة، التي ستكون بلا شك خطوة تاريخية يقوم بها الفاتيكان.
وذكرت الصحيفة أن فكرة قيام البابا الأرجنتيني برحلة إلى طهران تبدو جذابة ومليئة بالرسائل الإيجابية، حيث إنها ستجمع عددا من المتناقضات، وسوف تكون لها أبعاد عديدة، وهو ما يجعل أغلب المراقبين يرجحون أنها فرضية قائمة بشكل جدي.
وذكر التقرير في هذا السياق أن الانفراج الديبلوماسي الذي حققته إيران مؤخرا، من خلال توقيع الاتفاق النووي في الصيف الماضي والالتزام بتعهداتها، ما أعطى الضوء الأخضر لبداية رفع العقوبات، أظهر إيران أمام المجتمع الدولي على أنها بلد ذو مصداقية، يمكن التعامل معه بإيجابية بعيدا عن صراعات وعقوبات الماضي.
كما أشار التقرير إلى أن روحاني الذي يقوم هذا الأسبوع بجولة في أوروبا، ستشمل الفاتيكان وفرنسا، لن يسعى فقط لتحقيق الاستفادة الاقتصادية من خلال إبرام العقود التجارية، بل أيضا تحقيق مكاسب دبلوماسية ورمزية.
كما أن الفاتيكان بدوره؛ شهد في الفترة الأخيرة تغيرا في سياسته الخارجية وتكثيفا لنشاطه الدبلوماسي، من خلال الزيارات التي قام بها البابا لتركيا وإسرائيل وفلسطين والأردن، كما أنه عبّر في عدة مناسبات عن رغبته في زيارة العراق والمساعدة على إنهاء الحرب في سوريا، ولهذا فإن قيامه بخطوة بهذا الحجم تجاه إيران المتدخلة بقوة في هذا الملف؛ قد يؤهله ليؤدي دورا مؤثرا في تحقيق السلام في منطقة، تعصف بها الصراعات الدامية ويهددها خطر تنظيم الدولة.
كما أشار التقرير إلى زيارة أخرى منتظرة للبابا سيقوم بها نحو أرمينيا، بعد أن تلقى دعوات عديدة من الكنائس ورجال الدين والحكومة الأرمينية في العاصمة ييريفان، ولكن زيارته لأرمينيا التي سوف تتم على الأرجح في أيار/ مايو المقبل، يخشى المسؤولون في الكنيسة الكاثوليكية من أنها قد تغضب تركيا، التي لم تتراجع بعد عن سحب سفيرها في الفاتيكان.
واعتبر التقرير أن هذه الزيارة المنتظرة لأرمينيا تعد مؤشرا آخر إلى إمكانية زيارة البابا لإيران، باعتبار إمكانية الجمع بينهما في جولة يقوم بها رأس الكنيسة الكاثوليكية في الربيع المقبل، وهو أمر لم يستبعده أغلب المتابعين، الذين يقولون إن البابا فرانسيس يتميز بالحيوية ويفكر بطريقة إيجابية، ويمكن أن يقوم بهذه الجولة في أرمينيا وإيران.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الفاتيكان أعلن عن اقتراب زيارة سيقوم بها البابا إلى أمريكا الجنوبية، وبالتحديد إلى كولومبيا، كما أنه خلال زيارته يوم الأحد الماضي إلى معبد يهودي في روما، تحدث عن زيارته لمسجد العاصمة الإيطالية، التي ستكون أول زيارة من نوعها لمكان إسلامي مقدس في إيطاليا، في إطار سعي البابا للتقارب مع العالم الإسلامي، ولهذا فإن الدعوة الإيرانية قد تأتي في الوقت المناسب بالنسبة له.
كما ذكرت الصحيفة أنه خلال حوار مع وكالة الأنباء الإيطالية، قال السفير الإيراني في روما، جاهانباخ مظفري، إن البابا شخصية تحظى بتقدير واهتمام كبير في إيران، وأن
العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والفاتيكان كانت دائما ممتازة، وهنالك دائما تبادل للبعثات وتواصل بين الطرفين، ولكن لم يسبق أن زار البابا إيران، إلا أن الفترة المقبلة قد تشهد دفعة تاريخية في العلاقات بين البلدين.