ضمن هجمة تتواصل بحق الرجل من قبل وسائل إعلام التيار المحافظ ورموزه؛ شنت وكالة "باسيج" التابعة للحرس الثوري" هجوما على الزعيم
الإيراني أكبر هاشمي
رفسنجاني.
وقالت الوكالة إن "رفسنجاني حدّ لسانه على مرشد الثورة الإيرانية بعد اتفاق النووي، وطعن فيه بشكل وقح خلال الكلمة التي ألقاها بجامعة بهشتي بين الطلبة والأساتذة في طهران".
وأضافت الوكالة أن "رفسنجاني انتقد المرشد بسبب رفض مرشحي التيار الإصلاحي في الانتخابات البرلمانية، ولم يكتف بطعن المرشد، بل استمر في التشكيك والطعن بمجلس صيانة الدستور الذي يعد أهم مؤسسة تنفيذية يشرف عليها المرشد في البلاد".
وواصلت وكالة "باسيج" حملتها على رفسنجاني، قائلة إن "هجومه الحاد على المرشد ومجلس صيانة الدستور سوف يُفرح أعداءنا"، مضيفة أن الدور الذي يقوم به رفسنجاني "خطير جدا لأنه يستهدف رأس النظام"، وأنه اصطف مع "أصحاب الفتنة"، وفق وصفها.
وانتقدت الوكالة تشبيه رفسنجاني
الاتفاق النووي بقرار 598 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي أنهى الحرب العراقية–الإيرانية، معتبرة أن ما أراده رفسنجاني هو أن "المرشد تجرّع كأس السم في الاتفاق النووي وهُزم".
وكان رفسنجاني انتقد بشدة مجلس صيانة الدستور والمرشد الإيراني
خامنئي، خلال حضوره في جامعة "بهشتي"، بسبب شطب مرشحي التيار الإصلاحي من المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
وقال رفسنجاني: "عندما أصبحنا على الاتفاق النووي، لم تكتمل فرحتنا وفرحة الشعب الإيراني، ففي اليوم ذاته، تم الإعلان عن رفض مرشحي التيار الإصلاحي للانتخابات البرلمانية من قبل مجلس صيانة الدستور".
وأضاف: "المرشد الأعلى للثورة الإيرانية نفسه طرح مشروع الاستماع إلى العلماء والمفكرين الإيرانيين ليعبروا عن آرائهم بحرية، لكن خامنئي لم يطبق ما قاله بنفسه قبل سنوات عدة، وأصبحت الحرية معدومة في البلاد، ولا يستطيع أي مفكر أو عالم إيراني أن ينتقد أداء النظام، ومن ينتقد يتم إذلاله بطرق غير قانونية. وإذا استمر وضعنا على هذا الحال فلن نتطور ولن تتقدم البلاد"، على حد تعبيره.
وانتقد رفسنجاني الفساد السياسي والاقتصادي في إيران، قائلا: "منطقة الشرق الأوسط أصبحت منطقة شبه عسكرية، وانتشر فيها الإرهاب بشكل كبير، ويجب أن ننتبه للداخل لأن الفساد والانحراف والإشكاليات الموجودة في مؤسسات النظام كبيرة جدا، والوضع الاجتماعي الإيراني أصبح خطيرا جدا ولن أقول أكثر من ذلك".
ومن خلال رصد "
عربي21" المتواصل للخلافات السياسية بين الأجنحة والأقطاب السياسية في إيران، فإنه بعد الاتفاق النووي تظهر جليا مخاوف التيار الأصولي المتشدد والحرس الثوري الإيراني من تبعات الاتفاق.
ومن أهم التغييرات التي يتخوف منها جنرالات الحرس الثوري، التي يمكن أن تحدث في البلاد، إمكانية الدعوة إلى استفتاء عام على منصب المرشد في إيران.
ولاحظ مراقبون كيف أن الاتهامات غير المباشرة بدأت توجه إلى رفسنجاني، بأنه بمساعدة الإصلاحيين يريد التخلص من منصب المرشد في النظام الإيراني بعد وفاة خامنئي، ويرون أن تصدي التيار المحافظ لمشاركة الإصلاحيين في الانتخابات البرلمانية يأتي نتاج الخوف من دعم البرلمان الإيراني المقبل لمشروع رفسنجاني ضد الحرس الثوري وعموم التيار المحافظ.