الغنّوشي: نداء تونس تشكّل على عَجَل للوصول إلى السلطة (فيديو)
تونس - عربي21 - عبد الكريم بن أحمد16-Jan-1603:40 AM
0
شارك
الغنوشي على قناة "الوطنية الأولى" - عربي21
اعتبر زعيم حركة النهضة راشد الغنّوشي ما يحصل داخل حزب نداء تونس أمرا طبيعيا وليس بالغريب، "لأنّ هذا الكيان تشكّل على عَجَل لتحقيق هدف مُعيّن وهو الوصول إلى السلطة، وقد تحقّق له ذلك فظهرت الخلافات"، وفق تعبيره.
وأضاف الغنّوشي في حوار أجرته معه قناة "الوطنية الأولى"، مساء الجمعة، أنّ "ما حصل في "النداء" يحصل في كل الأحزاب بنسب مختلفة، والنهضة فيها خلافات لأنّ الحياة السياسية في تونس حديثة وهي بصدد تشكل هويتها"، لافتا إلى أنّ "في النداء روافد مختلفة وهي تحتاج إلى فترة من الزمن حتّى تجد معادلة التوافق والتعايش في ما بينها".
وقال إنّ "النداء" جزء من الخارطة السياسية في تونس حيث يبحث، كغيره من الأحزاب، عن إعادة التموقع في المشهد العام، لافتا إلى أنّ الأمر سينتهي بعد سنوات إلى وضع سياسي عقلاني فيه أحزاب وسطية ويمينية وأخرى في أقصى اليمين أو اليسار".
مشاكل داخل النهضة
ورأى أنّ حركته الأكثر ثباتا في المشهد السياسي المتحرّك باعتبارها كيانا قديما، لكنّه لم ينف وجود مشاكل داخلها، "هي أقل بكثير ممّا هي عليه في الأحزاب الأخرى الجديدة التي تشكّلت خلال السنتين أو الثلاث الأخيرة"، في إشارة إلى نداء تونس.
وحول مدى استفادة النهضة من تصدّع حزب النداء داخل البرلمان والحكومة، قال الغنّوشي إنّ حركته تستفيد من مشهد سياسي معقول ومستقرّ، لكنّه غير موجود في الوقت الحاضر، مشيرا إلى أنّ أي حزب لا يناسبه أن يكون هو اللاعب الوحيد" في الميدان.
وتابع بقوله: "قلت سابقا إنّ النداء لما ظهر كانت النهضة تقريبا اللاعب الوحيد، وهذا الحزب الناشئ أوجد توازنا في الحياة السياسية، والنهضة كأيّ حزب تحتاج إلى تنافس شريف حتّى تُنمّي نفسها".
أحزاب تترهّل وترتخي
وقال "إنّ ما يجعل الأحزاب تترهّل هو أن تشعر بالاطمئنان والارتخاء، وانّها اللاعب الوحيد في الساحة وهذا لا يناسب النهضة، بل إنّ ما يناسبها هو وجود منافس قويّ يستطيع أن يفرض عليها قدرا من الانضباط والتطوّر والتجديد".
وتطرّق إلى حزب التجمّع الدستوري الديمقراطي المنحل الذي "أصيب بالارتخاء فكانت نهايته، لأنّه كان اللاعب الوحيد في الساحة حتّى إنه أصبح لا يمسك بالدولة، بل أداة من أدوات الأمن (...) نحن نريد أن تكون هناك تعدّدية حزبية ونحقّق من خلالها التنافس الشريف"، على حدّ تعبيره.
وأضاف "تقديرنا في الوقت الحاضر هو أنّ الحياة السياسية في تونس بحالة تفاعل ستكون نتيجته مثلما هو الشأن في الديمقراطيات الكبيرة والعريقة، حيث يوجد كيانان كبيران يتداولان على السلطة، في حين توجد أحزاب صغيرة، وهذا ليس تحقيرا وإنما هو واقع، كما هو الحال في أمريكا وإنجلترا وفرنسا".
ليست بركة جامدة
وعن سؤال يتعلّق بربط علاقة النهضة بالنداء بعلاقة الشيخين أساسا، قال الغنّوشي إنّ شيئا من هذا صحيح، مستدركا بقوله إن الاستقبال الذي حظي به في مؤتمر النداء الأخير بسوسة يدلّ على أنّ علاقته تطوّرت لتشمل "الندائيين"، مؤكّدا أنّ تلك العلاقة ربّما لم تكن مقبولة في بداياتها من "النهضويين" لكن السياسة بنتائجها، كما قال.
ولاحظ الغنّوشي أنّ النهضة "ليست بركة جامدة فهناك حركية.. أمواج صاعدة وأخرى متجهة إلى الداخل، لكنّني أقول إنّ الحركة اليوم موحّدة أكثر من أيّ وقت مضى".
وخلص إلى أنّ سياسة التوافق أثبتت جدارتها وأصبحت استثناء في بلدان الربيع العربي؛ "لذلك أصبحت تنال نوعا من الإجماع داخل "النهضة" و"النداء"، متابعا بقوله "الذين يقبلون بسياسة التوافق سيبقون في الوسط، والوسطيون سيحكمون تونس والآخرون سيظلون أطرافا في أقصى اليمين وفي أقصى اليسار"، وفق تعبيره.
السجن أو المهجر
وتحدّث عن "بعض التونسيين الذين يريدون إخراج البعض الآخر، ليس من السياسة فقط، بل من الحياة إما بإرسالهم إلى السجن أو إلى المهجر، بينما التوافقيون والوسطيون يعتبرون أنّ تونس لكل التونسيين".
وبنبرة جريئة قال "يكفينا من الأحقاد والتصنيفات؛ فالدستور الذي يجمعنا تمّ التصويت عليه بالإجماع بنسبة 94 بالمائة، لذلك يفترض ألّا تكون لدينا صراعات أيديولوجية (...) لنجعل صراعاتنا حول برامج التنمية وتطوير المجال الصحي، وتحقيق مزيد من الحرية للإعلام ونسمو بفنوننا وآدابنا، ولا يكون الصراع حول تصنيفات أبيض وأسود، وتقدّمي ورجعي، وكافر ومسلم، ومن ينتمي إلى القرن السابع وإلى القرن21، فكلّنا أبناء هذا الوطن ويجمعنا زمن واحد"، مثلما قال.
من يعاشر النهضة يربح
ووصف الغنّوشي الذين يقولون "أنّ من يعاشر النهضة يخسر" بـ "الاختزال التشويهي"، في إشارة إلى ما يردّده البعض حول الخسارة الكبيرة لحزبي الترويكا "المؤتمر" و "التكتّل" في انتخابات العام الماضي، وأزمة حزب نداء تونس، مضيفا "نحن نعتبر أنّ من يعاشر النهضة يربح".
واستبعد الغنّوشي أن يطالب حزبه بإعادة تشكيل حكومة جديدة والمطالبة بحقائب أكثر، خاصة بعد استقالة عدد من نوّاب النداء وتصدّر النهضة للبرلمان، قائلا "لسنا أطفالا نلعب على الشاطئ، نشيّدُ قصرا من الرمل ثمّ نهدمه (...) نحن صوتنا على الحكومة قبل أيّام قليلة، ونرغب في بقاء هذه الحكومة 4 سنوات لأنّ تونس تحتاج إلى الاستقرار".
الحسم في عديد الملفات
وذكّر رئيس النهضة بما حدث لحكومة حمادي الجبالي التي طالب البعض بإسقاطها قبل أن تنطلق في مهامها.
وحول مؤتمر الحركة قال الغنّوشي: "نحن متّجهون نحو الحسم في عديد القضايا والملفات خلال الربيع القادم".
كما تحدّث الغنوشي عن الانتخابات البلدية التي اعتبر أنّ من الأفضل دخولها ضمن جبهة انتخابية، وليس حزبا منفردا، وهو رأي عديد القياديين في الحركة، مشيرا إلى أنّه من الوارد جدا أن يكون نداء تونس ضمن هذه الجبهة.
وشبّه زعيم النهضة الثورة التونسية بـ"الفتاة بهيّة الطلعة التي تتدرّج إلى سنتها السادسة لتدخل سنّ التعقل وتبدأ الدراسة"، لافتا للمذيعة أنه لولا الثورة "ما كنّا نلتقي بقناة "الوطنية الأولى"، وربما كان اللقاء سلبيا من خلال سبّنا وشتمنا"، كما قال.