قال ولي العهد البريطاني الأمير
تشارلز إن التغيرات
المناخية ربما أسهمت في اندلاع
الحرب الأهلية السورية. وربط وريث العرش البريطاني بين الحرب وموجات الجفاف التي اجتاحت
سوريا قبل اندلاع ثورة عام 2011.
ويقول موقع "سكاي نيوز" إن الأمير البريطاني تشارلز يعد واحدا من الداعين إلى الاهتمام بقضايا المناخ والتصحر. وربط موجات القحط التي اجتاحت سوريا بالنزاع، حيث إن الحرب أدت إلى وفاة مئات الآلاف، وأجبرت الملايين على الهجرة من الريف نحو المدن، وأدت إلى صعود تنظيم الدولة.
ويشير التقرير إلى أن الأمير تشارلز، الذي تحدث في مقابلة مع شبكة أنباء "سكاي نيوز"، ستبث اليوم الاثنين، ولكنها أجريت قبل هجمات باريس، التي قتل فيها 130 شخصا، عبر عن اعتقاده بوجود علاقة بين التغيرات المناخ والعمليات الإرهابية. ودعا الحكومات إلى تبني معايير بيئية خضراء، على الرغم من سياسات التقشف، حيث قال إن هناك "إمكانية لأن ينتهي بنك الطبيعة".
وينقل الموقع عن الأمير تشارلز قوله: "نحن نشاهد موقفا كلاسيكيا لعدم التعامل مع المشكلة؛ لأنني أعني، وهذا كلام فظيع يقال، ولكن بعضنا يقوله منذ عشرين عاما، وهو إنك ستواجه نزاعات حول ندرة المواد ومصاعب أكبر، بسبب القحط والأثر المتراكم بسبب تغير المناخ، ما يعني أن على الناس ترك مكان سكناهم".
ويضيف تشارلز: "في الحقيقة هناك دليل على أن واحدا من الأسباب الرئيسة لهذا الرعب في سوريا هو القحط، الذي استمر ما بين خمسة إلى ستة أعوام، وهو ما أدى إلى هجرة الكثير من الناس لأراضيهم وبأعداد كبيرة".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه عندما سئل الأمير عما إذا كان هناك رابط مباشر بين التغيرات المناخية والنزاعات والإرهاب، أجاب: "فقط في السنوات الأخيرة بدأت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالالتفات للمشكلة، التي لها أثر على ما يحدث".
ويتابع الأمير للشبكة: "المشكلة كانت إقناع الناس بوجود هذه المشكلة، وبأن علينا حلها. وتبرز الكثير من المشكلات اللانهائية، وعلينا أن نتعامل معها من منظور قصير. ولكننا لم نتعامل معها من خلال الجذور المسببة لها".
ويذكر الموقع أن المقابلة مع الأمير تشارلز جاءت قبل سفره إلى باريس، لإلقاء خطاب في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي في افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة المخصص للتغيرات المناخية. ومنذ سنوات يدعو الأمير إلى حماية
البيئة، واتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن.
ويفيد التقرير بأن مجموعة الأمير تشارلز لحماية الغابات الماطرة توصلت في عام 2007 إلى طريقة يمكن من خلالها حماية الغابات المهددة بالخطر. وخاطب الأمير مؤتمرا دوليا عن البيئة عقدته الأمم المتحدة في كوبنهاغن عام 2009، بشأن هذا الأمر.
ويختم "سكاي نيوز" تقريره بالإشارة إلى أن الأمير تشارلز انتهز في الشهر الماضي فرصة خطاب له، وأخبر وزير البيئة البريطانية أمبر راد ونظيرته الفرنسية سيغولين رويال، وغيرهما من الضيوف، أن مكافحة قطع الأشجار في الغابات، هي أهم وسيلة لمواجهة الأحتباس الحراري.