انتقد رئيس حركة النهضة
التونسية راشد الغنّوشي قرار وزارة الشؤون الدينية عزل عدد من الأئمة الخطباء واصفا إيّاه بـ"العشوائي والتعسّفي الذي يقدّم خدمة للإرهاب"، وفق تعبيره.
وعبر الغنّوشي في تصريح إعلامي، الخميس، عن رفضه التّام لما أقدم عليه وزير الشؤون الدينية عثمان بطّيخ "الذي ينتهج سياسة الماضي من خلال تجفيف الينابيع".
وتابع "نحن ضد العزل التعسّفي للأئمة وضد العودة إلى سياسة النظام السابق التي يسلكها الوزير القائم، ليس لدينا مشكل مع الوزير ولكن لدينا مشكلتنا مع هذه السياسية التي لا نراها في خدمة الاستقرار أو مجهود محاربة
الإرهاب"، بحسب قوله.
منطلقات إيديولوجية
ولفت زعيم النهضة إلى أنّ العزل الذي مارسه الوزير ضدّ الأئمة الذين جاءت بهم الثورة، "عشوائي استند إلى منطلقات إيديولوجية يعود بتونس إلى العهد الماضي، ويعطي صورة عن الحكومة باعتبارها تحارب الدين، وبالتالي يُقدّم خدمة للإرهابيين"، وفق تعبيره.
وأشار الغنّوشي إلى أنّ سياسة الوزير لا تخدم الاستقرار أو مسار الدولة في محاربة الإرهاب لذلك ينبغي اعتماد مقاييس علمية وموضوعية في التولية والعزل.
وكان وزير الشؤون الدينية عثمان بطّيخ، قد قام منذ أيّام بعزل عدد من الأئمة الخطباء، بينهم وزير الشؤون الدينية السابق نور الدين الخادمي إمام جامع "الفتح" بالعاصمة والداعية بشير بلحسن إمام جامع مدينة مساكن بالوسط الشرقي، ومحمد العفّاس إمام الجامع الكبير بمحافظة صفاقس، عاصمة الجنوب، ومنذ يومين رضا الجوّادي إمام جامع "اللخمي" بالمحافظة نفسها.
يخرج في المظاهرات
وبرّرت المكلّفة بالإعلام في وزارة الشؤون الدينية نجاة الهمامي في تصريح إعلامي قرار إعفاء الجوادي بـ"قيامه بنشاط نقابي بجامع اللخمي تحت غطاء ديني والقائه خطبة تحريضية ضدّ وزارة الشؤون الدينية".
لكنّ الجوّادي أكّد في المقابل على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مساء الأربعاء، أنه سيجدّد الموعد مع المصلّين في خطبة جديدة غدا الجمعة بجامع الإمام اللخمي، في إشارة إلى إبطال قرار عزله بعد تدخّل وقع لفائدته.
وكان الوزير عثمان بطّيخ قد وصف الجوّادي في حوار تلفزيوني، بُثّ على القناة الوطنية منذ أشهر، بـ"التكفيري المتطرّف" قائلا إنّه "يخرج في المظاهرات مع المصلّين ويردّدُ الله أكبر".
وشهد عدد من
الجوامع تجاذبات بين المصلّين بسبب قرارات العزل فيما أجبر مصلّون آخرون بعض الأئمة الجدد على النزول من المنابر رافضين إمامتهم لهم في صلاة الجمعة التي وقع تعويضها بصلاة الظهر في أكثر من مناسبة، كما حدث في الجامع الكبير بمحافظة صفاقس الجمعة الماضي.