أصدر الديوان الملكي الأردني بيانا نأى به بنفسه عن أي تصريحات أو آراء أو مواقف تخرج من أحد أفراد العائلة المالكة على مواقع التواصل الاجتماعي، باستثناء الحسابات التي تتبع للديوان الملكي مباشرة.
وقال الديوان في بيانه الذي أصدره مساء السبت، إنه في ضوء التوسع في استخدام وسائل الإعلام المختلفة وأدوات التواصل الاجتماعي بين أطياف المجتمع، ومنهم العائلة المالكة، فإن "الديوان الملكي الهاشمي يود أن يؤكد أن أي تصريحات أو آراء أو مواقف أو تعليقات تصدر من مختلف أفراد العائلة المالكة، تعبر فقط عن وجهة نظر ومواقف أصحابها".
واستثنى الديوان الملكي ما يصدر عنه "أو عبر قنوات التواصل الإعلامي والاجتماعي الخاصة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني من تصريحات رسمية"، بحسب البيان.
وكانت الملكة نور الحسين زوجة العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال، قد أثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما كتبت عدة تغريدات، خالفت بحسب ما يرى مراقبون توجه السلطات الحاكمة.
ونشرت الملكة نور تقريرا على حسابها على "تويتر" حول التضييق على حرية التعبير في الأردن، بعد إصدار قانون مكافحة الإرهاب.
وفي التقرير الذي نشرت الملكة رابطا له على حسابها في تويتر من موقع "ميدل إيست مونيتور"، كانت "عربي21" ترجمته في حينها، اتهام صريح للملك عبدالله الثاني بتبني خطاب متناقض إزاء حرية التعبير، فضلا عن انتقاد "اللغة المبهمة في قانون مكافحة الإرهاب الذي أعطى السلطات مجالا لاحتجاز الصحفيين وغيرهم.
وأشار التقرير الى ما اعتبرها مفارقة واضحة تمثلت بمشاركة العاهل الأردني وعقيلته، جنبا إلى جنب مع غيره من قادة العالم في العاصمة الفرنسية باريس، لدعم حرية التعبير في كانون الثاني/ يناير الماضي بعد هجمات شارلي إيبدو، بينما اعتقلت السلطات الناشط باسم الروابدة وفقا لقانون مكافحة الإرهاب لانتقاده في "فيسبوك" مشاركة الملك في المسيرة، وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة أشهر بتهمة إهانة الملك.
وكانت قد شاركت الملكة نور في فيلم ترويجي للاتفاق النووي، الذي وقعته الدول الست الكبرى مع إيران، قبل تموز/ يوليو في جنيف.
وشاركت الملكة في الفيلم إلى جانب مورغان فريمان وجاك بلاك، وغيرهم من نجوم هوليوود، في إعلان أطلقته جمعية GLOBAL ZERO المعروفة بمعارضتها لانتشار الأسلحة النووية.
وبعد أن نالت الملكة العديد من الانتقادات، عادت بتغريدة أخرى تهكمت فيها على معارضيها ومن يصنفون أنهم "موالون"، ونشرت صورة لحيوانات (حمير وأغنام) ترعى وسط منطقة ما في العاصمة الأردنية عمّان، وعلقت على تلك الصورة بالانجليزية: "ذوات الأربع تلك التي تبحث عن الطعام في هذا الموقع ذكرتني بما يشبه المنظر قبل أربعين عاما عند وصولي إلى الأردن لأول مرة".
ويبدو أن "تغريد" الملكة نور "خارج السرب"، هو الذي استدعى تدخل
الديوان الملكي تدخلا حاسما لتحديد من يمثل موقف الأردن والعائلة الحاكمة، ولكشف التباين في المواقف بين الملكة السابقة التي تولى ابنها منصب ولي العهد لفترة قصيرة، وبين موقف الملك الأردني.