يعرض في
مزاد علني في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل
قصر فريد يعود إلى القرن الثامن عشر ظل ملكا للعائلة نفسها منذ تشييده، يطل على
بحيرة ليمان في منطقة فيفي السويسرية، مع كل ما فيه من أثاث ومقتنيات.
ويقول برنار بيغيه مدير دار
جنيف للمزادات الذي ينظم عملية البيع، إن "مزادات كهذه نادرة، فهذا القصر لم يتغير مالكوه منذ تشييده بين العامين 1760 و1767، وكل المقتنيات التي فيه لم تخرج منه، وهي متصلة بتاريخ العائلة، إنه أمر فريد أن نجد قصرا احتفظ بمقتنياته وراكمها على مدى أكثر من قرنين ونصف القرن".
وبحسب بيغيه، فإن المقتنيات إشتراها المالكون على مدى إقاماتهم المتتابعة في القصر، منها آلاف الكتب التي تتركز مواضيع معظمها حول إدارة الدارات الكبرى.
واستغرق التحضير لهذا المزاد أكثر من سنة تم خلالها تصنيف المقتنيات البالغ عددها ألفا و600، وجرت دراسات تاريخية على بعض هذه المقتنيات التي تتصل بالثورة الفرنسية أو بحرب الاستقلال، أو تلك التي تعود إلى ديكورات المسارح بين القرنين الثامن عشر والعشرين.
ويقول بيغيه: "كنا نعتقد أن هذه الديكورات ضاعت، لكننا عدنا ووجدناها صدفة"، مشيرا إلى أن "النبلاء بين القرنين التاسع عشر والعشرين كانوا يؤدون أعمالا مسرحية لمجرد المتعة الشخصية، وكانوا يبذلون في سبيل ذلك ما يلزم من ديكورات وملابس".
ومن المعروضات في المزاد ملابس تعود إلى الزمن الماضي، ومجموعات نادرة من الأحذية النسائية وأحذية الباليه.
وأثيرت فكرة عرض القصر للبيع للمرة الأولى بعد وفاة البارونة أديت غراند دوتفيل، آخر من سكنه من عائلة دوتفيل، في كانون الثاني/ يناير 2014، عن 83 عاما.
وكانت السيدة المتوفاة تملك الحق بأن تسكن القصر مدى الحياة، على أن تعود ملكيته بعد ذلك إلى أبناء زوجها المتوفى.
وهؤلاء الأبناء هم الجيل الحادي عشر من عائلة غران دوتفيل، وهم لم يعودوا يرغبون في الاحتفاظ به بسبب مصاريف صيانته المرتفعة.
وسبق أن بيعت مقتنيات من القصر في مزاد نظم في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، حين بيعت خزانة صغيرة تعود إلى العام 1738 بمبلغ 192 ألف يورو.
ويفتح المزاد الجديد لهواة جمع الأعمال الفنية إمكانية شراء لوحات قيمة، منها لوحة للرسام الفرنسي السويسري جان إتيان ليوتار (1702- 1789) يقدر ثمنها بنحو عشرين ألف دولار.
وعلى غرار العائلات الأرستقراطية في القرن التاسع عشر، قام أفراد عائلة غران دوتفيل برحلة سياحية من نوع كان يطلق عليه اسم "الرحلة الكبرى" كانت تجوب أوروبا.
وفي تلك الرحلة، جمع أفراد العائلة تذكارات منها قطع فسيفساء من كاتدرائية القديس مارك في البندقية وقطع من مدينة هركولانيوم الرومانية الأثرية، ومدينة بومباي الأثرية في إيطاليا.
وقد حولت إحدى قاعات القصر إلى متحف صغير تكريما للفرع الأمريكي للعائلة، إذ إن أحد الأسلاف هو فريديريك سيرس غران دوتفيل، كان قد تزوج من شابة أمريكية هي ابنة الجنرال ألكسندر ماكومب (1782- 1841) الذي قاد الجيش الأمريكي بين العامين 1829 و1841.
ولم يكشف عن قيمة القصر المقدرة، لكن بعض التوقعات تشير إلى أنه سيعرض بسعر خمسين مليون دولار.