نجح خفر السواحل الإيطالي السبت في إنقاذ نحو ثلاثة آلاف مهاجر في المتوسط بعد نداءات استغاثة من أكثر من عشرين مركبا مكتظة قبالة
سواحل ليبيا، في ما يعتبر أكبر عدد من عمليات الإنقاذ بلا ضحايا خلال يوم واحد.
وانتشلت السفينتان سيغالا فولغوزي وفيغا على التوالي 507 أشخاص و432 شخصا من مركبين خشبيين كانا معرضين للغرق قبالة سواحل ليبيا، كما أعلنت البحرية الإيطالية.
وأكد خفر السواحل أن سفن الدورية التابعة لهم نقلت نحو ألف شخص من سفن صيد السمك والزوارق المطاطية كانت قد أبحرت من ليبيا مساء الجمعة.
ونقل ألف مهاجر آخرين على الأقل على سفن أخرى إلى مرافىء إيطالية حيث أثار تزايد عددهم انتقادات حادة لرئيس حكومة يسار الوسط ماتيو رينزي بسبب طريقته في معالجة أزمة
المهاجرين غير الشرعيين.
وقال ماوريتسيو غاسباري عضو مجلس الشيوخ عن حزب فورتسا
إيطاليا بقيادة سيلفيو برلوسكوني: "إنها نكتة، نستخدم قواتنا من أجل إنجاز عمل المهربين ونضمن تعرضنا للغزو".
ودعا حزب رابطة الشمال المعادي لاستقبال اللاجئين ماتيو سالفيني أيضا الحكومة إلى نقل المهاجرين إلى منصات النفط الإيطالية الخالية قبالة سواحل ليبيا. وقال على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي: "أنقذوهم وساعدوهم واهتموا بهم لكن لا تسمحوا لهم بالنزول هنا".
وبين المهاجرين الذين تم إنقاذهم نحو 311 شخصا بينهم طفل رضيع، كانوا على متن قارب منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية، ويتوقع أن يرسو الاثنين في مرفأ فيبو فالنسيا في كالابريا، كما أعلنت سلطة الموانئ.
وسيتم نقل 370 آخرين أنقذتهم شرطة الجمارك الإيطالية إلى مرفأ ميسينا في صقلية، بينما سينقل مئات آخرين على متن القارب النرويجي سيم بايلوت إلى المرفأ نفسه.
ووصل أكثر من 170 ألف مهاجر غير شرعي من إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى إيطاليا في 2014 بعدما تم إنقاذهم في البحر المتوسط.
أما مجموع الذين وصلوا في 2015 فقد وصل حاليا إلى 104 آلاف. وحط أكثر من 135 ألفا آخرين في اليونان منذ كانون الثاني/ يناير بينما لقي أكثر من 2300 شخص مصرعهم خلال عبورهم البحر للوصول إلى أوروبا بمساعدة مهربين.
وذكرت شرطة باليرمو في صقلية السبت أنها اعتقلت ستة مصريين للاشتباه بتورطهم في عمليات تهريب مهاجرين بعد إنقاذ زورق منكوب في 19 آب/ أغسطس الماضي.
وأفادت شهادات 432 مهاجرا أن مركبهم كان يضم عددا من الأشخاص أكبر بعشر مرات من قدرته، وهناك عدد من الركاب بينهم نساء وأطفال محتجزين في قعره.
وقد دفع كل من هؤلاء ألفي يورو (2200 دولار) للانتقال من مصر إلى إيطاليا حسبما ورد في أفادتهم للشرطة الإيطالية.
وعلى متن المركب، طلب الطاقم دفعات إضافية للسماح للمحتجزين في قعره بالخروج موقتا لاستنشاق بعض الهواء.
وتقول منظمات العمل الإنساني إن تزايد عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي يعكس نتيجة النزاعات أو القمع في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويعقد الأوروبيون منتصف تشرين الأول/ أكتوبر اجتماعا للبحث في الأزمة. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الذي أعلن قبل أسبوع عن هذه القمة: "إن باريس ستستضيف في منتصف تشرين الأول/أكتوبر اجتماعا لوزراء الداخلية والخارجية الأوروبيين للتباحث في أزمة المهاجرين غير الشرعيين".
وأضاف أن اجتماع باريس سيليه آخر في برلين وذلك بهدف التحضير للقمة الأوروبية التي ستعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر في العاصمة المالطية لافاليتا وستخصص لبحث التعاون مع الدول الإفريقية.
ودعي قادة دول إفريقية للمشاركة في قمة لافاليتا؛ من أجل الحصول منها على تعهدات بتكثيف جهودها لمنع الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط إلى السواحل الأوروبية، وتنفيذ الاتفاقات المبرمة مع الدول الأوروبية بشأن استعادتها مواطنيها.