حذر "مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة" التابع لدار الإفتاء
المصرية من خطورة محاولات تنظيم الدولة السيطرة على مناطق محددة في
سيناء، والانطلاق منها نحو ضم المزيد من الأراضي والمناطق المجاورة، كما يفعل في سوريا والعراق.
وذكر المرصد، في بيان له الجمعة، أن التحليل الدقيق لممارسات التنظيم وأدبياته التي ينشرها بين أعضائه، تشير إلى محاولات التنظيم الحثيثة لتغيير استراتيجية العمل في سيناء من مرحلة "النكاية والإنهاك" إلى مرحلة "إدارة أرض التوحش".
وأوضح أن ذلك يعني التحول من العمليات النوعية في سيناء في أوقات مختلفة ومناطق متباعدة وعلى فترات زمنية متفاوتة، معتمدة على أسلوب الهجوم ثم الفرار والاختباء، إلى استراتيجية جديدة تسمى لدى التنظيم "إدارة أرض التوحش"، ولم يتضح كيف استند مرصد الفتاوى على هذا الأمر لتفسيره؛ لتناوله بهذه الطريقة.
وقال إن التنظيم يسعى للسيطرة على مناطق محددة، لتكون مراكز تجمع المقاتلين، ثم الانطلاق منها إلى المناطق المجاورة، وإخضاعها لسيطرة التنظيم، وهو الأسلوب ذاته الذي اتبعه التنظيم في كل من سوريا والعراق، ولم يتضح مصدر مرصد الفتاوى الذي اعتمد عليه في تحليله.
وأضاف المرصد أن الاستراتيجية الجديدة للتنظيم تقوم على "بث الرعب بين المقاتلين"، و"إشاعة الأخبار الكاذبة التي من شأنها التأثير في معنويات جنود
الجيش المصري"، و"تصدير صورة وحشية عن التنظيم تخلق هاجسا لدى أفراد الجيش من مواجهته".
وقال إن التنظيم يعتمد في ذلك على عدة أساليب، أهمها "تنفيذ عمليات قتل وحشية وتصويرها ونشرها لبث الرعب والخوف في نفوس الجنود من ملاقاة المصير ذاته إذا وقع أسيرا لدى أفراد
داعش"، بالإضافة إلى أن "نشر الأخبار الكاذبة في أثناء تنفيذ العمليات من خلال أداوته الإعلامية الضخمة والمنتشرة في مختلف وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، للتأثير في نفوس جنود الجيش ودفعهم إلى الانسحاب والهروب".
وتكهنت
دار الإفتاء بأن التنظيم "سيحاول إعادة الكرّة مرة أخرى للسيطرة على مناطق محددة، من أجل جذب المقاتلين إليها، وتجميع قواته ومعداته في بؤرة ارتكاز، والانطلاق نحو المناطق المجاورة"، مضيفة أنه إذا لم يتمكن من ذلك "فإنه سيقوم بالعودة إلى مرحلة النكاية والإنهاك".
وأوضحت أن مرحلة "النكاية والإنهاك" تتضمن "القيام بعمليات إرهابية نوعية، تهدف إلى إضعاف قوى الأمن وتشتيتها، وإضعاف مؤسسات الدولة، والعمل على دفع المواطنين إلى فقدان الثقة في مؤسسات الدولة وقدرتها على التصدي للتنظيم، فإذا تحقق له ما يريد، فإنه ينتقل إلى مرحلة إدارة أرض التوحش"، التي ذكرتها مسبقا.
يشار إلى أن الجيش المصري وقوات الأمن يقودان حملة أمنية في سيناء ضد مسلحين، وتشهد المحافظة شمال مصر عدم استقرار أمني واشتباكات يومية بين الجيش والمسلحين، تودي بحياة العديد من الجانبين.