انتقد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي
رفسنجاني، بعض الدول الإسلامية، لأنها ترى أن مصالحها مرتبطة بالتعاون مع الصهاينة؛ بسبب جهلها السياسي.
وأعرب هاشمي رفسنجاني، في تصريحات أعلنتها وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء، خلال استقباله السفير الجزائري عبد المنعم احريز الأربعاء، عن أسفه "بسبب الخلافات التي تعاني منها الدول الإسلامية على الصعد الفردية والاجتماعية، والتي أدت في النهاية إلى استغلالها من قبل الكيان الغاصب للقدس"، لافتا إلى أن الكيان الإسرائيلي يعمل بأساليب سرية ومتحايلة؛ حيث ترى بعض الدول الإسلامية أن مصالحها ترتبط بالتعاون مع هذا الكيان بسبب جهلها السياسي، في إشارة إلى السعودية.
وأعرب رفسنجاني عن قلقه حيال التطورات غير المناسبة التي يشهدها العالم الإسلامي واتساع نشاطات المجموعات الإرهابية، التي لم تسفر سوى عن تشويه سمعة المسلمين، قائلا إن "المستكبرين يرون أن مصالحهم تتحقق عبر تأجيج الخلافات في العالم الإسلامي؛ فيتابعون سياسة (فرق تسد) بوضوح، ويقومون بمكافحة الإرهابيين بأساليب وهجمات استعراضية على مراكز تجمع هذه الفيروسات الخطيرة، بهدف التظاهر في صون شعارات حقوق الإنسان"، على حد تعبيره.
وأشار إلى الأوضاع المتدهورة للمسلمين في الشرق الأوسط غربا وشرقا، لا سيما في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا واليمن وتونس وليبيا ومصر والصومال والسودان ونيجيريا ومالي، موضحا أن "زعزعة الأمن، وارتفاع عدد المجموعات الإرهابية، وتأجيج الخلافات الطائفية، وزعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي، وصنع مجموعات تكفيرية جديدة، وارتكاب المجازر والجرائم، أدى إلى شعور جميع المخلصين في الشعوب الإسلامية بالقلق".
وأشار رفسنجاني إلى أن الطريق الوحيد لحل هذه المشكلات هو اتخاذ خطوات موحدة في العالم الإسلامي، لافتا إلى التاريخ الثوري للشعب الجزائري وطاقات التعاون بين البلدين، قائلا إن التعاون بين البلدين استمر رغم التقلبات، وإن
إيران على استعداد لتعزيز التعاون مع الجزائر على مختلف الصعد.
من جهته، قدم السفير الجزائري عبد المنعم احريز خلال اللقاء إيضاحات عن التطورات الجارية في بلاده وبرنامج عمله بصفته سفيرا في إيران، كما أعرب عن أمله في الوقت ذاته عن دعم طهران لتعزيز العلاقات بين البلدين.
ولفت إلى التطورات السياسية غير المطلوبة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وتأثيراتها على بلاده، قائلا إن ما يبعث القلق أكثر من أي شيء آخر هو انتشار ظاهرة التكفير، التي اتسعت على الصعيد العالمي بعد حادثة 11 سبتمبر، واتخذت أساليب إرهابية جديدة.
واعتبر احريز أن مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والمخدرات من بين المجالات المشتركة للتعاون بين إيران والجزائر، معربا في الوقت ذاته عن دعم مواقف إيران في مفاوضات جنيف.