كشفت صحيفة "هآرتس" الثلاثاء النقاب عن أن كلا من الأردن وإسرائيل يجريان حاليا اتصالات ثنائية، تتناول السماح للمستوطنين اليهود بدخول المساجد والمصليات في
المسجد الأقصى المبارك.
ونوهت الصحيفة إلى أن الاتصالات تهدف إلى السماح لليهود بدخول المسجد والمصليات داخل الأقصى وليس مجرد التواجد في الباحات، مع العلم بأن سلطات الاحتلال والأردن اتفقتا منذ زمن على السماح لليهود وغير المسلمين بشكل عام بالتواجد في باحات الأقصى.
يذكر أن دخول اليهود إلى داخل المساجد والمصليات في الحرم قد توقف منذ 15 عاما في أعقاب الاحتجاجات العارمة التي قام بها
الفلسطينيون ضد الممارسات الاستفزازية التي يقدم عليها المستوطنون اليهود، الذين قام بعضهم بالصلاة في قلب المساجد والمصليات.
وتبلغ مساحة المسجد الأقصى قرابة 144 دونما، تشمل كل ما دار حول السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة. وتشمل قبة الصخرة والمسجد القبلي وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم.
وأوضحت الصحيفة أن الاتصالات بين الأردن وإسرائيل بدأت في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، إثر الاجتماع الثلاثي الذي جمع كلا من رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والملك الأردني عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
ونوهت الصحيفة إلى أن الأردن وافق على دخول اليهود إلى المساجد والمصليات في الحرم، لكنه اشترط في البداية ألا يكونوا جنودا يلبسون الزي العسكري ولا متدينين يرتدون ملابس الصلاة اليهودية، خشية أن يثيروا انتباه المصلين المسلمين.
وأوضحت الصحيفة أن الأردن تراجع عن اعتراضه على دخول المتدينين اليهود للمساجد والمصليات بعد أن رفضت إسرائيل شروطه.
وأضافت الصحيفة أنه تم التوافق بين الأردن وإسرائيل على تشكيل إطار لتنسيق عمليات
الاقتحام التي يقوم بها المستوطنون اليهود للمساجد والمصليات.
ونقلت الصحيفة عن محافل رسمية إسرائيلية قولها، إنها تأمل في أن تفضي الاتصالات مع الأردن إلى استئناف التنسيق الأمني الكامل بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ودائرة الأوقاف الإسلامية التي تتبع
للأردن.
وأكدت المحافل أن إسرائيل تأمل في أن يسفر الاتفاق مع الأردن عن تعاون الأوقاف مع مشاريع التنقيب عن الآثار التي تقوم بها دائرة الآثار الإسرائيلية، التي تبحث عن دلائل تربط بين اليهود والقدس.
وأشارت إلى أن ما يحسن من فرص التوصل لتفاهم أردني إسرائيلي حقيقة أن الملك عبد الله معني باستعادة الأردن موقع الصدارة في كل ما يتعلق بإدارة المسجد الأقصى، وذلك لتحسين مكانته في مواجهة الحركات الإسلامية التي تمثل معارضة للحكومة في عمّان.
يذكر أن جميع
المستوطنين اليهود الذين يبدون اهتماما باقتحام الحرم القدسي الشريف، هم من المحسوبين على الجماعات اليهودية التي تطالب بتدمير الأقصى من أجل بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
ويتزعم هذه الجماعات المتطرف يهودا غليك، المرتبط بحزب الليكود، ويشرف على تنظيم مؤتمرات وفعاليات من أجل وضع خطة لتدمير الأقصى.
ويذكر أن عددا من الساسة الذين يطالبون بالتقسيم الزماني والمكاني في الحرم القدسي بين المسلمين واليهود يشاركون كوزراء في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، مثل وزير التعليم نفتالي بنات ووزيرة الثقافة ميري ريغف ووزير الداخلية سيلفان شالوم ووزير الأمن الداخلي يغآل أردان ووزير الزراعة أوري أرئيل.