قال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية الأربعاء، إن مقاتلي
تنظيم الدولة يعززون دفاعاتهم على ما يبدو حول مدينة الرقة السورية، بعد أن انتزعت قوات يقودها
الأكراد السيطرة على أراض من أيديهم.
ويحول تقدم يقوده الأكراد في عمق أراضي التنظيم دفة القتال ضد التنظيم الذي سيطر على بلدات كبيرة في سوريا والعراق الشهر الماضي.
وانتزعت قوات يقودها الأكراد وتدعمها غارات جوية لتحالف تقوده الولايات المتحدة السيطرة على بلدة عين عيسى بشمال سوريا من تنظيم الدولة الثلاثاء، بعد أن سيطرت على قاعدة عسكرية الليلة الماضية.
وأصبح الأكراد وحلفاؤهم على بعد 50 كيلومترا عن مدينة الرقة التي يعتبرها التنظيم عاصمة له ويحكم منها، بعد أن أعلن قيام "دولة الخلافة" في مناطق كبيرة من سوريا والعراق.
وقال ريدور خليل، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية في رسالة إلكترونية الأربعاء، إن الأكراد تلقوا معلومات بأن تنظيم الدولة "بدأ في حفر خنادق قرب الرقة لتعزيز دفاعاته" بعد تقدم الأكراد.
وذكرت وحدات حماية الشعب الثلاثاء أنها لم تخطط بعد لهجوم على الرقة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العمليات تهدف إلى السيطرة على الطريق السريع بين الشرق والغرب الذي يربط مدينة حلب بمحافظة الحسكة في شمال شرق سوريا.
وسيطرت القوات بقيادة الأكراد على بلدة عين عيسى الثلاثاء، مع انسحاب التنظيم بعد أن سيطرت على قاعدة اللواء 93 العسكرية، وهي موقع استراتيجي انتزع تنظيم الدولة السيطرة عليه العام الماضي من القوات الحكومية.
وأصبح مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية الحليف الأكثر مصداقية للحملة التي تقودها الولايات المتحدة على الأرض في سوريا ضد تنظيم الدولة، وتقول الوحدات إن هناك تعاونا وثيقا بين الطرفين.
أمريكا تتعامل بحذر مع تقدم الأكراد
من جهتها، وصفت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتصارات قوات يقودها الأكراد على تنظيم الدولة في سوريا بأنها نموذج للجهود المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة أراض من التنظيم؛ إلا أن بعض المسؤولين حذروا من أنه يمكن أن يضرب من جديد.
ويسعى البيت الأبيض من خلال تسليط الضوء على مكاسب شريك موثوق به على أرض المعركة في شمال سوريا، إلى تبرير سياسة أوباما المتعلقة بالحد من التدخل العسكري الأمريكي في قتال يهدف إلى إجهاض الانتصارات التي حققها تنظيم الدولة هناك وفي
العراق.
إلا أن هذه تذكرة قوية أيضا بمحاولة واشنطن تحويل المقاتلين العرب المعتدلين في سوريا إلى قوة قتالية موثوق بها، كما أنها رسالة موجهة إلى الحكومة العراقية التي تكافح لإعادة بناء جيشها الهش.