يرى العاهل الأردني
الملك عبدالله الثاني، أن نظام الرئيس السوري
بشار الأسد، استغل تنظيم الدولة وتركه يتمدد، ليظهر أن هناك من هو أسوأ منه، ويكسب التعاطف والتأييد الدوليين..
وقال الملك الأردني في حوار له مع شبكة "سي إن إن"، إن النظام السوري لم يستهدف تنظيم الدولة في بداية تشكله على الأراضي السورية، وذلك لرغبته في إظهار "قوة أسوأ منه في ظل الموقف الدولي المناهض لدمشق".
يشار إلى أن العاهل الأردني كان أول زعيم عربي "نصح" رئيس النظام السوري بالتخلي عن السلطة، ودعا إلى الحلول السلمية والدبلوماسية في
سوريا، وذلك بعد عامين من انطلاق الثورة.
وردا على سؤال حول أساس تنظيم الدولة ومصدره وأفكاره، قال عبدالله الثاني: "هذا هو السؤال الجوهري، أعني أن هناك الكثير من نظريات المؤامرة تتردد هنا وهناك، لكن، لا توجد إجابة واحدة محددة".
وبحسب وجهة النظر الأردنية، يقول الملك: "فقد رأينا مجموعة داعش قبل عامين تقريبا تتشكل في الرقة شمال سوريا، والتي تعد مقرها الرئيس".
ويشير العاهل الأردني إلى أنه في الوقت الذي كان يتشكل فيه والتنظيم ويقوى، لم يتعرض له أحد "فالنظام كان يقصف الجميع إلا داعش، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الاستغراب".
وتساءل عبدالله الثاني: "لماذا كان يسمح لهم بتعزيز وجودهم؟".. لافتا إلى أن أحد التفسيرات يقول إن النظام السوري وفي ظل الإدانات الدولية لأعماله، "سعى إلى إيجاد طرف أســوأ منه في منظوره، بحيث يميل الرأي العام إلى النظام، وقد نجح في ذلك".
واتهم العديد من المراقبين النظام السوري بمحاولة جر الثورة إلى العسكرة، ومحاولة خلق فوضى في البلاد، بعدما أخرج في العام 2011 عددا من القيادات السلفية من سجن صيدنايا، وهو على علم بأنهم سيشكلون كتائب مسلحة.
وحول الطرق المفترض اتباعها سياسيا وعسكريا لمواجهة التنظيم، قال العاهل الأردني "من منظور عسكري تكتيكي، يجب متابعة تطور الهجمات داخل العراق، ولكن مرة أخرى فالقضية الأساسية هي كيف يتم دعم الأكراد بشكل صحيح لأن ذلك في غاية الأهمية، وكيف يمكننا التواصل مع جميع المكونات السنية وأن نشعرها بأن لها مستقبلا".
وقال: "إن أخفقنا في إيجاد حل لمعضلة مستقبل السنة السياسي في العراق، فسوف يتوصلون لاستنتاج مفاده أنه: ما الفرق بين بغداد وداعش؟ إن لم نجد حلا يعالج مستقبل السنة الذين هم جزء من مستقبل العراق، فلن تحل معضلة العراق أبدا. وآمل أن يفهم أصدقاؤنا وخصوصا الولايات المتحدة هذه الجزئية المهمة".