قال مسؤول محلي في بغداد الأحد، إن نحو 16 ألف نازح من محافظة الأنبار دخلوا العاصمة وتوزعوا على مناطق متفرقة منها، وذلك بعد يوم من قرار البرلمان العراقي بإلغاء نظام "الكفيل".
وقال عضو مجلس محافظة بغداد عادل الساعدي إن "نحو 16 ألف نازح من محافظة الأنبار دخلوا العاصمة بغداد بعد تدقيق أمني لمعلوماتهم خشية استغلال تنظيم الدولة للنازحين ومحاولته الدخول إلى العاصمة".
وصوت مجلس النواب العراقي، السبت، على إلغاء فقرة "الكفيل" التي فرضت على نازحي الأنبار.
وأوصى المجلس في جلسته أمس السبت بتقديم الدعم اللازم لإنقاذ الأنبار عبر إرسال وحدات عسكرية خاصة وتسليح العشائر ومشاركة «الحشد الشعبي»، فضلا عن إلغاء مطالبة النازحين بكفيل كشرط لدخولهم بغداد.
وتتضمن إجراءات الكفيل أن يُحضر النازح من محافظة الأنبار شخصا من قاطني العاصمة بغداد حصرا ليتكفل عند القوات الأمنية بأن النازح لا يهدد أمن العاصمة.
من جهته، دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري في كلمة أمس السبت، إلى دعم الأنبار، معتبرا أن المعركة فيها مصيرية، وقال: "منذ يوم أمس ترد إلينا المناشدات من شتى مناطق العراق من عشائرنا للالتحاق سريعا والتأهب للمعركة الفاصلة التي سنخوضها لتحرير الأنبار".
من ناحيته، قال عبدالمجيد الفهداوي، أحد شيوخ عشائر الأنبار، إن قوات عسكرية قوامها ثلاثة أفواج من الفرقة الذهبية وصلت معسكر الحبانية جنوب الرمادي أمس السبت، اثنان منها تابعة للفرقة الذهبية وواحد للشرطة الاتحادية للمشاركة في صد تقدم داعش في المدينة.
وأشار الساعدي إلى أن "النازحين توجهوا إلى المساجد والحسينيات، إضافة إلى مراكز إيواء مؤقتة أنشأتها وزارة الهجرة والمنظمات الدولية"، موضحا أن "الإجراءات التي تطبق عند حدود العاصمة بغداد على النازحين تهدف إلى حماية العاصمة من أي خرق لعناصر تنظيم الدولة".
فيما نفت وزيرة الصحة العراقية، عديلة محمود، الأحد، تفشي أمراض وبائية في مخيمات النازحين.
وقالت وزير الصحة في مؤتمر صحفي مشترك مع لجنتي الصحة والمهجرين النيابية في مبنى البرلمان إن "وزارة الصحة لم تسجل تفشي أي مرض وبائي بمخيمات النازحين أو أماكن تواجدهم طول الفترة الماضية".
وبينت أن "الوفيات التي حدثت في المخيمات هي نتيجة أمراض مزمنة أو من كبار السن"، موضحة أن "الوزارة اتخذت الإجراءات الوقائية للحيلولة دون انتشار أي مرض وبائي".
وكانت وسائل إعلام محلية أشارت إلى انتشار أمراض وبائية في مخيمات النازحين.
في السياق، طالب رئيس ديوان الوقف السني محمود الصميدعي، الحكومة والقوات الأمنية بتسهيل دخول النازحين من محافظة
الأنبار إلى العاصمة
بغداد والمحافظات الأخرى، محذرا من دخول "المندسين" بينهم، داعياً أيضا إلى تزويد العشائر بالسلاح.
وكانت القوات العراقية، بدأت في الـ8 من الشهر الجاري، حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم الدولة وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية.
وكانت صحراء الأنبار أولى الأماكن التي وجد فيها التنظيم موطئ قدم قبل شن هجوم على الفلوجة، كبرى مدن المحافظة، والسيطرة عليها مطلع عام 2014.
ورغم خسارة تنظيم الدولة للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى، ونينوى وصلاح الدين، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها الرمادي عاصمة الأنبار.