تناول الكاتب الإسرائيلي، بوعز بسموت، الحوادث التي شهدتها
الدنمارك مؤخراً، من هجوم مسلح استهدف يهوداً في كوبنهاغن، ونقل وجهة نظر
الجالية المسلمة هناك في العملية.
وفي مقاله الذي نشره في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الجمعة، نقل بسموت عن مسلمين في الدنمارك قولهم إن "أوروبا الحديثة لا تحترم النبي محمد. لا تحترم شيئاً، لا يعنيها إذا ما كانوا لا يحترمون عيسى. إذا طلبت منا شتم النبي أو أن تقتلنا وعائلتنا، لن نكون مستعدين للقيام بذلك. ليس لدينا مشكلة لنموت من أجل النبي".
ونقل أنهم لا يستطيعون تأييد القتل، ولكنهم يرون جذر المشكلة في أن الدنمارك مكان لا يتم فيه احترام النبي، "لا يمكن أن نتوقع أن يكون المسلمون مسرورين".
وأشار إلى استطلاع أجري مؤخراً في الدنمارك يؤيد كلام الجالية المسلمة، حيث أوضح أن 16 بالمئة فقط من الدنماركيين يظهرون احتراماً للدين.
ووصف الكاتب الإسرائيلي الجالية المسلمة في الدنمارك بأنها "من أكثر الجاليات محافظة"، ولكنه ادعى أنها "من أكثر الجاليات التي تزود داعش بالمقاتلين، لكن الدنماركيين يتفهمون الخطر، وسيدافعون عن دولتهم وقيمهم، وعن اليهود الذين يعيشون عندهم"، على حد قوله.
وحاول الكاتب الوقوف على الأسباب التي جعلت الشاب الحسين منفذ الهجوم الأخير يقوم بهذه الهجمة، فنقل عن الجالية هناك أنه "فلسطيني، عائلته اقتلعت من بيتها، الصهاينة سرقوا بيتهم"، وأنه "نما وترعرع على قصص التعذيب التي مرت بها عائلته على أيدي اليهودي، إذاً ماذا تتوقع من ولد كهذا؟ هو لم يترعرع كولد دانماركي. هو اختار التضحية بحياته من أجل الانتقام باسم الشعب الفلسطيني".
وتساءلت الجالية "لماذا كان يجب قتله؟ هل هذا العدد الكبير من الشرطة لم يستطع السيطرة عليه واعتقاله فقط؟".
أما في الصحيفة الدنماركية "بيرلنغسكي" تساءل المحللون: "لماذا سلطات الأمن الداخلية (بي إيه تي) لم تتابع الحسين، ذو الإمكانية الكامنة الجهادية"، الذين لم يفاجأوا منذ الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في 2005، فقد فهمت الأغلبية بأن العملية القادمة مسألة وقت".
وقال الكاتب إن الجالية المسلمة هناك ترى أنهم "قبل كل شيء هم مسلمون وبعد ذلك دنماركيون. وبسبب ذلك هم ليسوا جزءاً من المجتمع، لا يستطيعون العيش مثل الدنماركيين فلديهم قيمهم الخاصة".
وادعى الكاتب أن عدداً غير قليل من المسلمين الدنماركيين قد انضموا لتنظيم الدولة في العراق وسوريا، قبل العملية المزدوجة. غير أنه قال إن العدد غير معروف بدقة، "لكن الحديث عن أعلى نسبة لباقي دول أوروبا"، مضيفاً أن شباب الجالية المسلمة "لا يحبون السياسة الخارجية الدنماركية، التي أرسلت قواتها إلى العراق وأفغانستان وحتى إلى مالي".
وتابع بأنهم "غضبوا على دعم الدنمارك للهجوم على سوريا. وبيقين كانوا سيغلون لو عرفوا أن الدنمارك هي دولة الارتباط بين إسرائيل وحلف الناتو"، على حد قوله.
وقال بسموت إن الدنمارك "تعي القطبية الحادة التي وجدت بين أقل من ربع مليون مسلم (4 بالمئة من السكان) وبين 12 بالمئة من الدنماركيين الذين يريدون المحافظة على قيم الدولة"، على حد وصفه.
العلاقات مع إسرائيل جيدة
تربط إسرائيل والدنمارك علاقات جيدة، وعندما تمر بسفارة إسرائيل في كوبنهاغن فإنك ترى مبنى محترماً، يعمل فيه السفير الإسرائيلي باروخ بينا، وهو دبلوماسي مخضرم عمل لسنوات في واشنطن. ونقل الكاتب عن بينا قوله فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للدنمارك: "يجب أن نفهم أن الدنماركيين يعاملون اليهود عندهم مثل الدنماركيين".
وأضاف أن "اليهود يحظون بكل الحريات. عندما هرّب الدانماركيون اليهود إلى السويد في 1943، أنقذوا حسب رأيهم مواطنين دنماركيين وليس يهوداً، وهذا الجميل في الأمر"، بحسب الكاتب.
وختم مقاله بالقول إن "الدانماركيين فهموا الخطر، وسيدافعون باعتزاز عن أرضهم وعن اليهود".