جدد عبد الفتاح
السيسي دعوته
المصريين لتجاوز الخلافات، وقبول الآخر، داعيا الإعلام إلى توعية المواطنين، وإعادة اللحمة للشعب المصري، وفق وصفه.
وقال السيسي: "إذا قبل الآخر أن يعيش معنا بفكره دون الضرر بمصر؛ فلا مانع، وسيكون وقتها.. فكر أمام فكر.. وعقل أمام عقل"، على حد قوله.
وأضاف -فيما نقله عنه أحمد صبري رئيس تحرير أحد المواقع الإلكترونية الداعمة للانقلاب- أن المرحلة الحالية تحتاج إلى تجاوز الخلافات، والوقوف معا لتوعية المصريين، وبناء مصر، بحسب تعبيره.
وفي لقاء مع 30 إعلاميا رافقوه خلال زيارته للكويت -استمر نحو ساعة بقصر بيان مقر إقامته بالكويت الثلاثاء- أكد السيسي أن الإعلاميين أحد جنود هذه الأمة، وأن مصر تحتاج إلى الإعلام لتوعية المواطنين، وإعادة اللحمة للشعب المصري"، وفق وصفه.
واعتبر الإعلام "قوة ضاربة"، مخاطبا أعضاء الوفد: "التاريخ سيذكر جهودكم في إعادة الاصطفاف للمصريين"، واصفا الإعلاميين بأنهم "أحد أسلحة الدفاع عن الأمن القومي المصري"، ومؤكدا أن مهمة الإعلام لم تنته، على حد تعبيره.
وكان السيسي أمر بإغلاق جميع القنوات ذات التوجه الإسلامي بمجرد انتهائه من إلقاء بيان الانقلاب على المسار الديمقراطي يوم 3 تموز/ يوليو 2013.
وبرغم أن البيان تضمن النص على مصالحة وطنية شاملة بين أبناء الوطن دون إقصاء لأحد، إلا أنه تم اعتقال وتشريد وملاحقة عشرات الآلاف من المعارضين، وإتباع أسلوب "مكارثي" في مطاردة المعارضين، من شتى الأفكار والتيارات الفكرية والسياسية، وشيطنتهم؛ فضلا عن إقصائهم من مراكز التأثير بجميع مؤسسات الدولة.
واعتبرت منظمات حقوقية عالمية كمنظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، نظام السيسي نظاما قمعيا بامتياز، وأنه فاق الرؤساء الديكتاتوريين الذين حكموا مصر قبله في الوحشية والدموية، وأنه أعاد إرساء دولة "بوليسية" في مصر بشكل أشد شراسة.
ووجه السيسي الشكر إلى الإعلاميين المرافقين له خلال رحلته إلى
الكويت، مشيرا إلى أنه يتابع الإعلاميين الصغار، والكبار، على حد قوله.
واستشهد بجملة ذكرها الصحفي محمد حسنين هيكل عندما نشر وئاثق سرية عقب مرور سنوات، وانتهاء الفترة الزمنية للإفراج عنها.
وأوضح أن هيكل قال: "لو كنا نعرف الحكاية بالطريقة دي.. ما كناش تعاملنا معها بهذا الشكل".
ويعتبر مراقبون هيكل العقل المفكر للسيسي، ومستشاره الأمين، ويطلق البعض عليه وصف "عراب الانقلاب"، وقد اعترف هو بعلاقته الحميمة تلك بالسيسي في لقاءات إعلامية عدة، كما طالب السيسي -في أحدث هذه اللقاءات- بأن يثور على نظامه، وأن يتخلص ممن يمثلون عبئا عليه في حكمه للبلاد.
وتابع السيسي -في لقائه بالكويت- أن مصر في حالة ثورة منذ 4 سنوات، وأنها تعرضت لعمليات تجريف للكفاءات، وعانت لسنوات من مشكلات كبيرة أثرت في وجدان المصريين.
ورأى أن مصر تم إنقاذها بفضل المولى تعالى، حسبما قال، زاعما أنه لا توجد مصلحة لديه إلا مصر والمصريين، وأنه مجرد تماما من كل شيء، وفق وصفه.
وقال إنه يتم التدقيق في حركة المحافظين لاختيار الأكفأ، والأصلح لتولي المهمة.
وأشار إلى أن هناك عناصر جيدة بين 90 مليون مصري، ولكن لم تكن هناك آلية للاختيار أو إفراز الأصلح.
وطالب بمنح المحافظين الجدد فرصة للقيام بمهامهم خاصة مع الوضع الذي تمر به البلاد.
وقال إن المنطقة العربية تمر بأضعف حالاتها بسبب الوضع الأمني الذي تمر به المنطقة.
وأضاف أنه يجب لملمة الصف العربي لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة.
وأكد ان مصر ستستفيد من مكانتها الإقليمية والدولية. وقال إن مصر تتحرك داخليا وخارجيا لنقول للعالم: "لقد عدنا".
وأضاف أن مصر لا تسعى لقيادة أحد، ولكنها ستعود لمكانتها، وأقوى، كما أكد أن زياراته للأشقاء العرب تأتي لبحث جميع قضايا المنطقة، وفق وصفه.
وقال إن "هناك تطابقا كاملا مع الدول العربية فيما يتعلق بقضايا المنطقة بما فيها الوضع في سوريا والعراق وليبيا واليمن".
وكشف عن أن الكويت أعربت عن استعدادها الكامل لضخ استثمارات جديدة في مصر لكنهم يريدون تطمينات بأن المناخ في مصر جاذب للاستثمار، حسبما قال.
وشدد -أخيرا- على أنه أبلغهم بأنه سيتم إصدار قانون الاستثمار الموحد قبل المؤتمر الاقتصادي المقرر في آذار/ مارس المقبل.