أكد المفكر
المصري العلماني وأستاذ الفلسفة المسيحي، الدكتور
مراد وهبة، أنه لو جرت الانتخابات البرلمانية في مصر سيعود
الإخوان للبرلمان، لأنه "لا أحد من النخبة يعمل على تغيير الفكر الأصولي لدى قطاع عريض من الشعب"، على حد تعبيره.
وقال وهبة -في حوار مع جريدة "الأخبار" المصرية الصادرة الأربعاء-: "لابد أن نعترف بأن هناك غيابا حقيقيا للأحزاب، لذلك نطالب بدور سياسي للمحكمة الدستورية في غياب حقيقي للأحزاب، وقوة الإخوان، أي أن تقوم المحكمة بالتشريع في الوقت الراهن حتى تمهد الأرض للأحزاب".
ومراد وهبة جبران، هو بروفيسور مصري، وأستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، وعضو في عدد من الأكاديميات والمنظمات الدولية، وهو مؤسس ورئيس الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير التي تأسست عام 1994.
وفي حواره مع صحيفة "الأخبار" المصرية قال وهبة إن الصراع سيظل دائما بين الجيش والإخوان، مستندا إلى أن القوات المسلحة تحمي هوية مصر الوطنية، بينما الجماعة تعتبر مصر جزءا من إمبراطورية متخيلة، على حد تعبيره.
واتهم المفكر المسيحي الإخوان بأنهم جمدوا الحياة بفكرهم الأصولي، وتوهمهم امتلاك الحقيقة المطلقة، فخرج الشعب في حزيران/ يونيو لتصحيح مسار ثورة 25 كانون الثاني/ يناير التي تم الاستيلاء عليها من قبل الإخوان"، على حد قوله.
وأشاد وهبة بالجنرال عبد الفتاح
السيسي، وقال: "نظلم الرئيس السيسي حين نقيمه بشكل تقليدي لأنه تولى سدة الحكم بأمر من الشعب، وبشكل إبداعي غير مسبوق، ولم يكن مطلوبا منه برنامج تقليدي للحكم، لأن كل حلوله إبداعية، كما حدث في مشروع قناة السويس الجديدة، وجمع هذا المبلغ الخرافي (64 مليار جنيه) بشكل غير تقليدي"، على حد وصفه.
وأعرب عن حقد شديد على الإخوان، وتحامل واضح عليهم، حيث قال: "أظن أن العام الذي تولى فيه الإخوان سدة الحكم أثبت بشكل واضح ورسمي لماذا كنت متوجسا من وصولهم للحكم.. فقد فشلوا في الحكم، وفي إقناع الشعب بهم، لذلك قام الشعب ضدهم في 30 يونيو.. وتوجسي الدائم كان بسبب أنني أعلم تماما أسلوبهم في التفكير، وفي رؤيتهم للحياة، وخلط السياسة بالدين.. فكرهم ببساطة أنهم جماعة تظن أنها تملك الحقيقة المطلقة، ولا توجد حقيقة أخرى غير ما يؤمنون بها.. وما يترتب على ذلك أنهم يتعاملون مع معارضيهم على أنهم كفرة، وجب قتالهم، وهو ما حدث طوال تاريخ الجماعة، وما زال يحدث في الشارع المصري، وتلك خطيئتهم الكبرى"، على حد قوله.
وردا على مقولة إن الجماعة لم تأخذ فرصتها في الحكم، تساءل مستنكرا: "أي فرصة بعد عام من الفشل، وتقطيع أوصال الوطن.. ربما لم يأخذوا فرصة لنشر فكرهم الدموي نتيجة اعتقادهم امتلاك الحقيقة المطلقة والوحيدة التي تكفر الجميع، علاوة على أنهم يملكون رؤية للدين يحاولون فرضها على الجميع، كأنه لا توجد رؤية أخرى غيرها، وتاريخ الأديان يثبت عكس ذلك تماما، ونرى كل جماعة لها رؤية تكفر الجماعة الأخرى بل وتتهمها بالزندقة، وتحل دمها، وحوادث التاريخ مليئة بمثل هذه الأشكال من العنف الديني حتي يومنا هذا"، بحسب مزاعمه.
عقول الأمة بأيدي الإخوان
وقال وهبة إنه إذا حدثت انتخابات نزيهة أثناء حكم الرئيس المخلوع حسني
مبارك "فإن الإخوان قادمون حتما"، موضحا: "لأننا تركنا تشكيل عقل الأمة في أيدي الاخوان منذ قيام ثورة 52، وأقصد بترك عقل الأمة أي ترك التعليم والخطب الدينية في أيدي الإخوان".
وأوضح ما أسلف بالقول: "جمال عبد الناصر كان عضوا في الإخوان المسلمين وحزب حدتو الشيوعي.. وفي كثير من أدبيات الإخوان توجد رواية ذكرت في أكثر من كتاب أن الهضيبي طلب من عبد الناصر عدم القيام بالثورة عام 52، والانتظار خمس سنوات لأن هناك خطة للاستيلاء على التعليم.. بمعنى أن الجماعة تدخل أبناءها لكليات التربية، وكل الكليات التي تخرج معلمين، وتسربوا داخل وزارة التعليم خاصة لجان واضعي الكتب المدرسية، وأكد الهضيبي لعبد الناصر أن الخطة ستكتمل في ظرف خمس سنوات، لكن عبد الناصر قال للهضيبي إنه سيقوم بالثورة، وينفذ أفكار الإخوان في التعليم بتركهم داخل التعليم".
وزعم وهبة أن اعتقالات عبد الناصر للإخوان "كانت في إطار الاستيلاء على السلطة، ومحاولة التفرد بها، وليس في إطار رفض أو معاداة أفكار الإخوان".
وقال إن عبد الناصر ترك الإخوان يسعون في التعليم، "وهذا يفسر لماذا ينتشر الفكر الإخواني بين العديد من الطلاب والأساتذة الجامعيين والمظاهرات التي تخرج في الجامعات"، وفق وهبة. مؤكدا أن "كليات التربية لا تخرج إلا أصوليين، ومن هنا يسهل إقناع الناس بهم لدخول البرلمان"، على حد قوله.