استبعد نصر الحريري الأمين العام للائتلاف السوري، انصياع
حزب الله لمتطلبات الجماعات المسلحة بضرورة الانسحاب الفوري من سوريا وتجنب المشاركة بمعركة "القلمون" (غرب سوريا)، إنقاذا لحياة الجنود
اللبنانيين المختطفين، لأنّ الأمر ليس بيده.
وقال الحريري في بيان للائتلاف مساء الاثنين: "حزب الله لا يملك قرار الانسحاب، فهو عبد مأمور لولاية الفقيه في إيران ولا يمتلك زمام قراره السياسي، ومن جهة أخرى فإنّ أمثال أنظمة حزب الله وبشار الأسد لا يهمها سوى السلطة بغض النظر عن حياة عوام الناس الذين يستخدمونهم كوقود لإبقاء عروشهم السياسية".
وشدد الأمين العام للائتلاف على أن الوقت قد حان لخروج حزب الله من سوريا، مضيفا أن "هذا الأمر بات ضروريا ليس من أجل الحفاظ على أمان سوريا فحسب، بل من أجل الأمان السياسي والاجتماعي في المنطقة، فلا بدّ للحكومة اللبنانية من الضغط عليه وعدم الاقتناع بأنّ إرهاب حزب الله وإجرامه سيكون وسيلة في مكافحة الإرهاب، لأنه هو جزء منه ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل".
وأعلنت جبهة النصرة في بيان لها الأحد، أنها ستبدأ "خلال أيام" حملتها العسكرية لتحرير قرى منطقة القلمون السورية الحدودية، محذرة من أن أي مشاركة لـ "حزب الله" في القتال ضد الجبهة سيضطرها لقتل الأسرى العسكريين اللبنانيين الشيعة لديها.
وأبدت الجبهة استعدادها لإطلاق سراح الجنود الشيعة مقابل عدم مشاركة من أسمتها بـ "ميليشيا حزب الله الإرهابي" في معركة القلمون الأيام المقبلة إلى جانب نظام الأسد ضد الشعب السوري.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلن
الجيش اللبناني، أنه تسلم جثة أحد العسكريين، كان من ضمن الأسرى لدى تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف إعلاميا باسم (داعش) وقام بإعدامه.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنه في الساعة الرابعة من بعد ظهر الاثنين، (13:00 ت.غ) تسلمت مديرية المخابرات "جثة أحد العسكريين المفقودين"، منذ معارك عرسال التي نشبت بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة أتت من سوريا في منطقة عرسال الحدودية في 2 آب/ أغسطس الماضي واستمرت 5 أيام.
ولا يزال "
تنظيم الدولة"، يحتجز 10 جنود بعد أن أعدم السيد، فيما عدد الذين لا يزالون في قبضة "جبهة النصرة" 13 بعد أن أفرجت مساء السبت الماضي عن 5 عسكريين أسرى من أصل 18 تحتجزهم منذ اشتباكات عرسال.
وكانت معارك اندلعت في 2 آب/ أغسطس الجاري، في بلدة عرسال ومحيطها بين الجيش اللبناني ومسلحين أسماهم الجيش "الإرهابيين والتكفيريين"، على خلفية توقيف الجيش اللبناني عماد أحمد الجمعة، قائد لواء "فجر الإسلام" السوري، الذي كان بايع تنظيم "الدولة الاسلامية" قبل فترة.
وأدت المعارك إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين.
وأعلنت "هيئة علماء المسلمين" الأسبوع الماضي، أنها علقت جهود الوساطة التي تقودها بين الحكومة اللبنانية والمجموعات المسلحة السورية التي تحتجز العسكريين اللبنانيين في منطقة القلمون السورية، إفساحا في المجال أمام "أطراف أخرى" قد تكون لها قدرة على تسوية ملف المخطوفين، في إشارة إلى دولة قطر.