قال الخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد فايز الدويري لـ"عربي 21"، السبت، إن "إعداد
المعارضة السورية الجيد لحسم المعركة وتعاطف تركيا مع هذا التوجه وراء سيطرته على مناطق ساحلية في اللاذقية (شمال غرب)، والسيطرة شبه الكاملة على المعبر الحدودي (
كسب)".
ولكن الدويري لا يتوقع استقرارا نهائيا، حيث "ستحاول قوات النظام السوري استعادة مناطق خسرتها في منطقة الساحل في اللاذقية".
وأضاف أن "المعارضة كسبت آخر معبر يقع تحت سيطرة النظام السوري، ولكن ليس بشكل كامل، وهذا المعبر إذا كان هناك تنقلات قانونية بالنسبة للنظام فهو المعبر الوحيد والأخير الخاضع لسيطرته".
وكانت قوات المعارضة تمكنت خلال الجمعة من السيطرة على ثمانية مواقع شمالي محافظة اللاذقية، غربي البلاد، من بينها معبر حدودي مع تركيا.
ويرى الدويري أن المعارضة الآن بسيطرتها على المناطق الساحلية ستحاول خلال الـ48 ساعة القادمة إرجاع ما فقدته مسبقا، وتفعيل جبهات الساحل، مشيرا إلى أن طبيعة المنطقة تجعل من الصعب على أحد الأطراف الحفاظ على تمركزه لفترة طويلة حيث تتباين السيطرة بين الجانبين.
"المعارك في
سوريا كأنها جزر منعزلة" يقول الدويري، مضيفا أنه "لا يوجد تنسيق بين قوات المعارضة والألوية المقاتلة "كل يقاتل في منطقته" و"هذا لا يزال غير فاعل ولا يجدي في السيطرة".
وحول إعلان جبهة النصرة أن سيطرة المعارضة على مناطق في الساحل السوري يعتبر ردا على سيطرة النظام على مناطق في القلمون قال الدويري "ربما يأتي تصريح النصرة لأنها تشارك في الجبهتين ولكن لا يأتي الرد على ما فعله النظام في القلمون إلا في القلمون نفسها".
وفي وقت سابق أعلنت جبهة النصرة وحركة شام الإسلام وكتائب أنصار الشام عن بدء معركة "الأنفال" فجر الجمعة ردا على معركة القلمون.
وقال الدويري لـ"عربي 21" إن المعارضة السورية بحاجة إلى "قيادة موحدة تخطط وتشرف وتدير العمليات العسكرية، وإلى أسلحة نوعية لتستطيع فرض سيطرتها أكثر على الساحة السورية".
وكانت المعارضة السورية طالبت الألوية والكتائب البعيدة التي لا تستطيع الالتحاق بجبهة الساحل مد "أخوتهم" بالذخيرة والعتاد.
ويذكر أن ناطقا باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، العقيد قاسم سعد الدين، صرح السبت عبر وكالات إخبارية إن الحل الاستراتيحي لإسقاط النظام برأيه هو تشكيل جيش من 50 ألف مقاتل لمحاصرة منطقة "الساحل" غربي البلاد، التي تقطنها غالبية من الطائفة العلوية التي ينحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد وأركان حكمه.
وتعد منطقة الساحل الأكثر هدوءا في البلاد منذ بداية الصراع قبل 3 أعوام، ولم تشهد معارك كبيرة فيها.
ولمنطقة الساحل التي تضم محافظتي اللاذقية وطرطوس، أهمية استراتيجية كبيرة، كونها تضم غالبية سكان من الطائفة العلوية التي ينحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد وأركان حكمه، كما أنها تحتضن القاعدة العسكرية الروسية في ميناء طرطوس وهي المنفذ الوحيد للبلاد على البحر.