اعتبرت شخصيات فلسطينية، أن حادثة انهيار مبنى في البلدة القديمة بمدينة
عكا الساحلية شمال فلسطين المحتل عام 1948، والتي أسفرت عن مقتل خمسة مواطنين فلسطينيين وإصابة آخرين، تكشف مدى سياسات التمييز العنصري التي تتعرّض لها المدينة ذات الأغلبية العربية من قبل المؤسسة
الإسرائيلية التي لا تولي أي اهتمام بالمدينة الخاضعة لسيطرتها.
وحمّل متحدّثون لـ "قدس برس"، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن انهيار المبنى الأسبوع الماضي، ومقتل خمسة فلسطينيين بينهم زوجان، وإصابة 13 آخرين على إثره، مطالبين بفتح تحقيق في هذه الحادثة.
وقال الناشط العربي والعضو السابق في البرلمان الإسرائيلي "
الكنيست"، عباس زكور، "ما جرى في عكا حادث مأساوي وصعب جداً، والبلدة القديمة في عكا هي منطقة أثرية وقديمة لكنها لا تحظى بالرعاية المطلوبة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية التي تتجاهل حاجة البلدة لتقوية وتدعيم مبانيها وعمل الترميمات اللازمة لها؛ ففي كل دول العالم تحظى المناطق الأثرية والقديمة برعاية خاصة من قبل الحكومات للمحافظة عليها، لكن هذا لا يحصل في عكا القديمة كون القاطنين فيها هم من المواطنين العرب"، كما قال.
وطالب زكور في تصريحات خاصة أدلى بها لـ "قدس برس" اليوم السبت، المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل والدول العربية والإسلامية بدعم أهالي عكا ومساعدتهم في ترميم منازلهم، لما تشكله مدينتهم من إرث عربي وإسلامي، داعياً السلطات الإسرائيلية إلى تحمّل المسؤولية وترميم البناية المنهارة التي كانت تعدّ الأكبر في البلدة والمكونة من أربعة طوابق والقائمة منذ نحو 300 عام.
وأوضح زكور، أن البناية المنهارة والمباني المجاورة التي تصدّعت نتيجة الحادثة، خاضعة لسيطرة شركة "عميدار" الإسرائيلية للإسكان التي سيطرت عليها من خلال قانون "أملاك الغائبين"، وبالتالي فإن المواطنين الفلسطينيين لن يتمكّنوا من ترميم منازلهم إلا بموافقة الشركة التي تتعامل معهم بعنصرية وعادةً ما ترفض مطالبهم، في محاولة للضغط عليهم وحملهم على الهجرة والرحيل عن أراضيهم، وفق قوله.
من جانبه، قال النائب العربي في "الكنيست" ، جمال زحالقة، "مأساة عكا هي جريمة وخلفها مجرمون نعرف بعضهم ونجهل بعضهم، الذين نعرفهم بالتأكيد هم السلطة محلياً وقطرياً"، حسب تصريحاته.
وأضاف النائب محمد بركة "هذه الفاجعة كشفت النقاب عن الفشل السلطوي المتجذّر الذي يستهدف أهالي مدينة عكا العرب وبيوتهم في البلدة القديمة، وهذا الانفجار كشف أكثر الواقع الذي يعيشه المواطنون العرب في عكا"، وفق تعبيره.