ما زالت نادرة السيناتور الأمريكية عن ولاية منيسوتا، ميشيل باخمان تعيش في ذاكرة الجاليات العربية، يوم دعت إلى حظر وجبات
الفلافل والشاورما وغيرها من "الأطعمة الجهادية"، وفق تعبيرها، من المدارس في
الولايات المتحدة الأمريكية. وطالبت بتحرك وطني لفرض حظر على جميع المواد الغذائية العربية.
وأوضحت باخمان في مقابلة مع التلفزيون المحلي "كي أس تي بي" في مينيابوليس، نقلها موقع "ذا ديلي كارانت" في تشرين أول/ أكتوبر 2012، أنها صدمت بعد زيارة مدرسة ابتدائية محلية تقوم بتقديم وجبة الفلافل للطلبة في قائمة الطعام، فقالت: "نحن بحاجة لوقف هذا الكعك الإرهابي الآن".
قبل ذلك بأشهر، أعلنت شركة الصفا الأمريكية وهي من أكبر شركات المواد الغذائية الشرق أوسطية في أمريكا عن البدء بتوزيع أكثر من 16 صنفا من إنتاجها تشمل اللحوم والدجاج والمعلبات الشرقية والعربية الحلال، في محل "كروغر"- في مدينة "ديربورن"، التي تضم ما يقرب من نصف مليون عربي ومسلم. ومحلات كروغر هي من أكبر مراكز التسوق للمواد الغذائية في أمريكا.
وتزامن ذلك مع إعلانات شركة "إنترناشونال أميريكان تريدنغ"، عن وصول شحنات كبيرة من أشهر أنواع زيت الزيتون والعسل والسمنة والجبنة النابلسية، للبيع في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا بالجملة والمفرق.
والفلافل عبارة عن وجبة خفيفة على شكل كرات تصنع عن طريق خلط الحمص المهروس مع البصل والثوم والبهارات مثل الكمون والكزبرة، مع بعض الاختلافات الشكلية بين البلدان العربية في إعدادها، كما بينت "الموسوعة الحرة". ويتم تشكيل هذا الخليط بأداة خاصة على هيئة كرات صغيرة لِقلْيها في الزيت. والفلافل عادةً تؤكل ساخنة مع الخبز والحمص والفول المدمس.
ويعتبر أصل هذه الوجبة الخفيفة المصنوعة من الحمص مثيرا للجدل، حيث يرى البعض –بحسب الموسوعة الحرة- أنها ظهرت أولاً في مصر وكانت تصنع من الفول، ثم تم تصديرها من ميناء الإسكندرية إلى
لبنان، وهناك استخدموا الحمص بدلا من الفول في إعدادها، وبعد ذلك انتشرت لتصل إلى الجنوب.
ويروي الشيف مراد كمال لموقع "
عربي21"، أن مهاجرين مسنين سمعوا من آبائهم، أنه حتى بداية القرن العشرين كانت الفلافل أكلة شرقية، وأنه "مع بدء الهجرات وسهولة السفر أصبحت الجاليات الشرقية أكثر حضورًا في
أوروبا وأمريكا، حيث جلب المهاجرون معهم الأطعمة المفضلة لديهم من بلادهم في
الشرق الأوسط، وسرعان ما أثار هذا الطعام فضول الناس هناك".
وأضاف المغترب الأردني الذي هاجر إلى أمريكا قبل أكثر من خمسة عشر عاما، أن الفلافل وورق العنب المحشوّ والحمص والخبز الشرقي أصبحت كلها تباع في السوبر ماركت وتقدّم في المطاعم اللبنانية، وتوضع في قوائم المطاعم ضمن المقبلات.
وعند الاستفسار عن الوضع السياسي والأمني للفلافل والأطعمة العربية في أمريكا، أجاب كمال، بأن الفلافل ما زال حرًّا طليقًا، وأنه الوجبة الأكثر شعبية في ولايتي نيوجيرسي ونيويورك، وهو في الأغلب مقترن عندهم بالحمص. وأكد الشيف، أنه "لا يمكن لأيٍّ كان –من شتى الأعراق- الاستغناء عن الفلافل، ذلك أن وجبة الفلافل تعد من الأكلات الكاملة الغذاء لاحتوائها على البقول والخضار، وليست باهظة الثمن".
يذكر أن تعداد العرب في الولايات المتحدة الأمريكية يقدر بحوالي خمسة ملايين نسمة، طبقا لإحصاءات مكتب الإحصاء الأمريكي عام 2000، وأن 62% منهم أصولهم من منطقة بلاد الشام والعراق. وأكبر نسبة من الأمريكيين العرب موجودة في منطقة "ديربورن" من ولاية ميتشيغان، يليها مناطق مثل: نيويورك، وكاليفورنيا، ونيو جيرسي، وفلوريدا.