ملفات وتقارير

ما تأثير الانقلاب في النيجر على الأوضاع الأمنية في ليبيا؟

رئيس المجلس الرئاسي الليبي رفض تغيير النظام في النيجر واصفا ما يجري بأنه عملية خارجة عن القانون والشرعية- تويتر
رئيس المجلس الرئاسي الليبي رفض تغيير النظام في النيجر واصفا ما يجري بأنه عملية خارجة عن القانون والشرعية- تويتر
أثار الانقلاب العسكري الذي وقع في النيجر اليومين الماضيين، ردود فعل دولية وعربية غاضبة ورافضة للخطوة، وسط تساؤلات عن تأثير هذه الخطوة على الأوضاع الأمنية في دول الجوار، خاصة دولة ليبيا المشاركة للنيجر حدوديا.

ورفض رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي العملية العسكرية التي تهدف إلى تغيير غير دستوري للنظام في النيجر، واصفا إياها بأنها عملية خارجة عن القانون والشرعية، داعيا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، لتأمين سلامة الرئيس محمد بازوم وأسرته ورئيس وأعضاء الحكومة.

"قلق وفوضى"
بدوره، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، أن التحركات العسكرية في النيجر تشكل "مصدر قلق" للدول المجاورة، وأنه لا بد من وضع حدّ فوري لهذه التحركات العسكرية التي تقوض أمن المنطقة واستقرارها، وتشكل مصدر قلق لجميع البلدان المجاورة والمجتمع الدولي ككل".

إظهار أخبار متعلقة


ولم يصدر أي تصريح حتى الآن من قبل اللواء الليبي، خليفة حفتر، حول ما حدث في دولة النيجر، إلا أن بعض قواته، وهي كتيبة "طارق بن زياد"، تحركت إلى الحدود الجنوبية بعد هذه الأحداث دون تعليق رسمي من حفتر.

فما تأثير الانقلاب العسكري في النيجر على الوضع الأمني في جنوب ليبيا؟

"تأثير خطير وموسع"
من جانبه أكد رئيس "الكونغرس التباوي"، عيسى عبدالمجيد، أن "الانقلاب في دولة النيجر سيكون له تأثير سلبي على ليبيا وعلى تشاد وعلى منطقة الساحل والصحراء بالكامل، وسينتج عنه عدم الاستقرار في دول المنطقة بأكملها".

وأكد في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "نتيجة هذه التحركات العسكرية سينشط في منطقة الساحل والصحراء وليبيا المجموعات الإرهابية، وكذلك تجارة المخدرات والاتجار بالبشر، وستتحول المنطقة إلى منطقة خطرة جدا، ما يؤثر سلبا على ليبيا ومن ثم على أوروبا والبحر المتوسط"، وفق تقديراته.

"لن يؤثر أمنيا"
في المقابل، رأى رئيس التجمع الوطني لإنقاذ "فزان" (الجنوب الليبي)، وسام عبد الكبير، أنه "في حال مر الانقلاب دون صدام بين الحرس الرئاسي والجيش كما هو متوقع، فإن الأوضاع في النيجر لن تتغير وستكون طبيعية، ومن ثم لن يكون لها انعكاسات على الجنوب الليبي؛ خاصة أمنيا".

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21"، أن "رفض المنفي والدبيبة للانقلاب، يرجع إلى علاقة الأول الخاصة بالرئيس المعزول بازوم، وكذلك الاتفاقات التي وقعها الدبيبة مع النيجر مؤخرا، أما الانعكاسات الأمنية أو حدوث نزوح من هناك على غرار السودان للجنوب الليبي، هو أمر مستبعد الآن"، حسب رأيه.

إظهار أخبار متعلقة


"تنافس روسي فرنسي"
الباحث التونسي في العلاقات الدولية والملف الليبي، البشير الجويني، قال من جانبه؛ إن "الأوضاع الهشة أصلا في ليبيا عموما والجنوب على الأخص لم يكن ينقصها إلا ما حصل في النيجر، الذي لا يمكن قراءته بمعزل عن الإقليم والنزاع الدولي، مع وجود أنباء متواترة عن أياد روسية في الأمر".

وتابع: "روسيا تحاول إحكام الطوق على معقل من آخر معاقل فرنسا لضرب عصفورين بحجر: امتداد استراتيجي من القرن إلى الأطلسي، ومناوشة للوجود الغربي الأوروبي منه والأمريكي في المنطقة، لكن الموقف الفرنسي من الأحداث يشير إلى أن النزال لم ينته بعد، وأن لحظة الانتصار النهائي للانقلاب لازالت بعيدة المنال".
وبخصوص تأثير الأمر على ليبيا، قال لـ"عربي21": "ليبيا وسط محيط متلاطم من مصر والسودان الملتهب، وتونس المضطربة والجزائر المتحفظة وتشاد التي تعاني صعوبات من كل لون؛ لذا سيكون من الصعب تجنب كل هذه الحرائق، خاصة في ظل استراتيجيات ضبابية عند جل أصحاب القرار في ليبيا؛ شرقا وغربا تشريعا وتنفيذا مدنيين وعسكرين"، حسب كلامه.
التعليقات (0)